زياد عبد الفتاح الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 5784 - 2018 / 2 / 11 - 21:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحلم الصهيوني .... هل تحول الى كابوس ...؟؟؟
بدأ الحلم الصهيوني بعمقه الاستراتيجي ودعمه الامبريالي من النخب السياسية والرأسمالية الحاكمة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا , بالاهتزاز والارتباك والتراجع منذ السنوات التي بدأ فيها الجيش السوري ومحور المقاومة بقلب موازين الصراع في سوريا في مواجهة الجماعات التكفيرية والقوى الداعمة لها .. وذلك بعد أن شهد هذا الحلم إزدهاراً ونجاحاً هائلاً لبضعة عقود .. كانت بدايته مع هزيمة حزيران 1967 وازدادت نجاحاته بتتابع الضربات التي لحقت بحركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية .. نذكر منها أحداث ايلول الاسود عام 1970, وانتقال مصر بعد وفاة عبد الناصر الى قيادة محور الرجعية والعمالة العربية والتطبيع مع العدو الصهيوني ليتلوها الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان وحصار بيروت عام 1982 وخروج الآلاف من مقاتلي المقاومة الفلسطينية من لبنان ... ليتتابع هذا الازدهار والنجاح الصهيوني مع استمرار كابوس التراجع والانحطاط العربي في احتلال وتدمير العراق عام 2003 .. ثم الانقضاض بعد سنوات على الثورات والانتفاضات الشعبية في مصر وتونس واليمن عام 2011 , باستخدام التنظيمات الاخوانية والتكفيرية المدعومة والمُمولة من محميات النفط الخليجية والتي تم توجيهها أيضاً لضرب وتدمير سوريا والمقاومة اللبنانية ومجمل محور المقاومة ...... وهنا أخذت صورة المشهد العربي والاقليمي تبدو ظلامية وبائسة وتبعث على الاكتآب والتشاؤم الشديد في سنوات ما بعد 2011 .
ولكن هذه الصورة بدأت تتغير تدريجياً مع صمود مُقاتلي الجيش السوري والمقاومة اللبنانية في سوريا ودحرهم للهجمة التكفيرية والرجعية والامبريالية والصهيونية على سوريا ولبنان بعد سنوات من بدء هذه الهجمة عام 2011 .. لتتحول بالتدريج الصورة القاتمة في المشهد السياسي العربي الى صورة تبعث على التفاؤل رغم استمرار التشاؤم لدى البعض .... ومع قلب محور المقاومة لموازين القوى والصراع في المنطقة وتحول هذا المحور الى مرحلة الهجوم الساحق في مختلف مناطق الجغرافيا السورية وعودة إشتعال حركة الانتفاضة الفلسطينية التي وصلت الى ذروتها مع العملية البطولية للشهيد الاسطورة أحمد جرار , بدأت أطراف الغرب الامبريالي والكيان الصهيوني والعمالة الخليجية تشعر بالقلق الشديد وخروج الامور من كافة النواحي عن نطاق سيطرتها رغم قرار الادارة الامريكية اليائس بمنح القدس كعاصمة لهذا الكيان العنصري الغاصب .
وهنا جاء اسقاط طائرة العدو الصهيوني ف 16 مع مجموعة من صواريخه في عدوانه على المنطقة الجنوبية في سوريا , باستخدام منظومة الدفاع الجوي السورية المُتواضعة سام 5 ليُوجه ضربة مُوجعة ليس فقط لغضرسة العدو الصهيوني ومن يدعمه في منظومة الغرب الامبريالي , بل ليُوجه أيضاً ضربة قاضية تُحول الحلم الصهيوني في سوريا وفلسطين ولبنان ومجمل المنطقة العربية الى كابوس أبدي .
#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟