حسين الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5783 - 2018 / 2 / 10 - 23:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حميدة أمرأه جنوبية، ولدت في بداية القرن المنصرم، وترعرعت بإحدى مدن محافظة البصرة جنوب العراق؛ حميده لا تملك المال ولا الجمال، وكان يطلق عليها اسم( إحميده) أي تصغير لها كونها قصيرة القامة: وقد لا تملك أحد مقومات الجمال كي تؤهلها أن تكون زوجة لأشراف القوم، مع إن أهلها لهم وزنهم الإجتماعي آنذاك؛ وموقعهم الكبير بين القبائل.
حيث تقدم لها رجل من قبيله اخرى، متزوج عدت نساء، وأراد أن يكسب بها أجراً ويجعلها عامل خدمه للمواشي، وصراحةً هو لديه شراهة للنساء( أي يتزوج بين الحين والاخر) أصبحت إحميده نسي منسيا، بالرغم من انها أصبح لديها أولاد؛ هنا أصبحت أمام أمر واقع: إما تقبل بواقعها، أو تطلب الطلاق، وكلا الحالتين خسارة بالنسبة لها، فلابد أن تحكم عقلها وتستخدم دهاءها السياسي في العلاقة الزوجية.
فقد قامت كل مساء بتزيين نفسها كأنها ليلة زفافها، وفي الصباح تذهب إلى الحمام أمام أنظار شريكاتها، وتتمتم بكلمات الغزل والحب لزوجها؛ حتى يسمعنها جميعاً، واستمرت على هذا البرنامج الذي لا سبيل لها غيره، فترة ليس بالقصيرة حتى أسمنها( إحميده اللزازة) فبداء الشيطان يدب في عروقهن، ويأخذهن يميناً ويساراً، ولا يتحملن هذا الامر الذي أصبح لهن كابوس المساء والصباح، وكل محاولاتهن بائت بالفشل.
حيث قامت الكبيرة غير مصدقة كلام زوجها، وان يقضي ليلته مع إحميده بعد أن يخلدن للنوم، وطلبت الطلاق الخلعي منه؛ وهكذا الاخريات: هنا إحميده خلى لها وجه زوجها، وكسبت أمرين مهمين الامر الاول: كسبت ود زوجها وحافظة على بيتها وكيانها ومالها؛ والامر الثاني: إن القبائل أصبح لديها علم إن هذا الرجل مطلاق( أي يطلق النساء بعد إشباع رغبته)، ولا أحد يقبل أن يزوج كريمته لمثل هكذا إنسان.
هذه السياسة التي أتبعتها وإستخدمتها في العلاقة الزوجية( إحميده اللزازة) يجب أن يصاغ كراس ويدرس به معظم ساسة اليوم؛ الذين لا يفقهون مبدئ السياسة، ولا العمل المؤسساتي الذي يحافظ على هيبة الدولة والمال العام، ويحافظ على العراق ارضاً وشعباً، وإرتقاءه إلى مصاف الدول المتقدمة؛ وإخراجه من أنفاق الحروب، والموت المجاني، يا ترى هل نجد في البرلمان القادم من يحمل سياسة إحميده اللزازة.؟!
#حسين_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟