أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - روحانية الإنسان ووحدته الإنسانية 3-3














المزيد.....


روحانية الإنسان ووحدته الإنسانية 3-3


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 5783 - 2018 / 2 / 10 - 18:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وكما مرّ ذكره فإننا الآن في المرحلة الأخيرة من فترة مراهقتنا الجماعية، لذلك لا غرابة في أن نشاهد تصاعداً كبيراً في تمجيد الوطنية لدرجة التطرف المدمِّر والتعصب العرقي المهلك لأن هذه كلها إنما هي تشنجات الرمق الأخير لمجهودات فئات المجتمع الإنساني المختلفة في سعيها نحو تأكيد هويتها. إن ذلك، من منظور السيكولوجية، يُعدّ وجهاً ضرورياً لتطوير المجتمعات الإنسانية (كما هو الحال مع الأفراد أيضاً). فكل مجموعة وطنية وإثنية وكل أجناس العالم يلزمها بعد ذلك أن تشعر أنها متساوية في المحافل الدولية، وأن كلا منها عضو له قيمته في العائلة الإنسانية، وأن الخواص الفريدة التي تتمتع بها كل مجموعة ضرورية لتأسيس حضارة إنسانية دائمة التطور تتوازن فيها الأمور الروحانية والمادية. وحالما تتحرر مختلف الشعوب والأجناس من قبضة المجموعات الأخرى في نفوذها وحكمها، وتأخذ مكانتها في عالم الإنسانية، عندها نكون جميعاً جاهزين لتأسيس مستوى أعلى من الوحدة فيما بيننا، وحدة عالمية تحافظ وتقدّر ذلك الثراء في التنوع والتعدد في مكوّناته وتشجعه وتعمل على تعزيزه. وعندها يرتقي هيكل الإنسانية في النهاية إلى مستواه في تجميع أعضائه لتعمل معاً بغاية التناسق والإنسجام ضمن مقاييس نظام عالمي جديد يحصل فيه الفرد وكل مجموعة وكل أمة على كامل حقوقها وفي تحمُّل مسؤولياتها بالعدل والمساواة. أما الظاهرة الرابعة والأخيرة التي كانت مدمِّرة فتلك التي ذُكرت وتتلخص بظهور الأصولية الدينية. فبالإضافة إلى الجوانب الضارة المؤذية لتطورها ، يجدر بنا لفْتُ الإنتباه إلى الحاجات التالية التي يجب أن تؤخذ بعين الإغتبار: إن الأصولية الدينية التي تُمارس اليوم في بلاد الغرب تركِّز على ضعف الشعوب وتخوّفاتهم، وعلى شعورهم باليأس والقنوط فتعدهم بالشفاء دون ألم، وبالخلاص دون جهد، وبالتنوير دون معرفة، وبالنصر دون تضحية. لا شك أنه تعبير ساذج عن الدين والتديُّن يتلقّونه في مجتمع مادي بحت. فهو الذي يجعل من الدين سلعة للتسويق، ومن العبادة شكلاً من أشكال الإتّجار والمبادلة. وللأصولية الدينية شكل آخر من التعبير عنها يُشاهَد بوضوحٍ أكثر في تلك البقاع من العالم حيث لا تزال الحروب الدينية مشتعلة بضراوة يغذّيها ذلك الإعتقاد بأنهم "المختارون" و"الآخِرون" و"الوحيدون" و"الصفوة". وعقائد كهذه إنما تقسّم الناس وتفرّقهم وتبرر كل أشكال العنف ودرجاته وتبيح الهدم والتخريب باسم الله. فهدف زعماء هذه الجماعات الأصولية في الشرق والغرب يرمي إلى إبقاء الناس في جهل وفزع. إن تقاربات نحو الدين بهذا الأسلوب لهو مساس صارخ بحقيقته. فهي لم تتسبب في اضطراب نفسي عميق لدى جميع الناس الذين ساروا في ركابه ونبذوا الدين الحقيقي فحسب، بل وبشعورهم العميق بخسارتهم الفادحة وحرمانهم الروحاني. إن نفورهم من الدين راجع إلى التزمت الديني الذي عاشوه وتقاربهم غير المنطقي وغير السليم نحو مسائل روحانية وأخلاقية ودينية.(من سيكولوجية الروحانية)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روحانية الإنسان ووحدته الإنسانية 2-3
- روحانية الإنسان ووحدته الإنسانية 1-3
- النظام العالمي الجديد....ماهيته ( 6 والأخير)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (5)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (4)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (3)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (2)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (1)
- العالم الجديد
- رسالة سماوية عالمية
- بهاءالله - ميثاقُ اللهِ مَعَ بَني البَشَر( 13 والأخيرة)
- بهاءالله - السَّلام العَالميّ (12)
- بهاءالله - الدِّينُ نورٌ وظَلام (11)
- بهاءالله - الوُصُول إلى الأراضِي المقَدَّسَة (10)
- بهاءالله -إعْلان لِملُوك الأرْض (9)
- بهاءالله - يَومُ الله (8)
- بهاءالله -مَدَنِيّة دَائِمَة النّموِّ وَالتّطور ج7
- بهاءالله -المظْهَرُ الإلهِيّ (6)
- بهاءالله - -هذا دينُ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ...- (5)
- بهاءالله -إعْلان حَدِيقَة الرّضْوَان (4)


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - روحانية الإنسان ووحدته الإنسانية 3-3