قديما قيل" عش رجبا ترى عجبا"، ونحمد الله الذي ابقانا احياء لنرى الاعاجيب في هذا العالم المتحضر "جدا"، فالعالم عاد ورجع القهقرى 50 سنة، عندما وضعت لجنة الانشطة المناهضة لأميركا بمجلس الشيوخ الأميركي التي أنشئت في الخمسينيات وترأسها السيناتور جوزيف مكارثي اسماء البعض على القائمة السوداء.
وكان أكثر من 320 شخصا منهم آرثر ميلر وأورسون ويليس وداشيل هاميت وبول روبيسون وتشارلي شابلن وضعوا على قائمة سوداء توقفهم عن العمل في صناعة الترفيه بسبب آراء اعتبرت يسارية أو غير وطنية.
وقالت نقابة الممثلين السينمائيين إن عددا كبيرا من رسائل تعبر عن الكراهية يوجه إلى ممثلين اتخذوا موقفا شخصيا علنيا ضد الحرب إضافة إلى دعوات لمقاطعة الأفلام والأشرطة الموسيقية في البرامج الحوارية الإذاعية وفي منتديات الحوار عبر الإنترنت، تشير إلى أن البعض صموا آذانهم عن دروس التاريخ.
وقالت النقابة التي تعد أكبر اتحاد عمالي بالبلاد في بيان "نستهجن فكرة أن من يحظون عادة باهتمام وسائل الإعلام يجب أن يعانوا مهنيا لأن الشجاعة واتتهم للتعبير عن وجهات نظرهم، حتى مجرد التلميح إلى قائمة سوداء يجب ألا يسمح بها مرة أخرى في هذه الأمة".
وصدر بيان النقابة ردا على موجة متنامية من سوء معاملة مشاهير أميركيين أعلنوا معارضتهم للاندفاع نحو الحرب في البرامج التلفزيونية الشهيرة والمقابلات وفي إعلانات تلفزيونية أو بالاشتراك في احتجاجات حاشدة.
وأصبح الممثل التلفزيوني الشهير مارتن شين موضع هجوم منذ أصبح المتحدث الرئيسي باسم التحالف المناهض للحرب.(رويترز)
هذه الصورة المحزنة ذكرتني بعراق المستقبل الذي يرسمه الامريكان لنا ورديا ب"ديموقراطيته" وحرياته العامة، بينما هم لم يتخلصوا بعد من" العقلية الستالينية"، في مواجهة مواطنين اميركان ، يرفضون حرب حكومتهم على العراف ، ولا ادري كيف سينثرون الحرية في عراق الغد، بينما المواطن الاميركي يخضع للحجر والتعتيم والمقاطعة والتهديد لو تجرأ وتبنى رايا مخالفا لراي"سيد" البيت الابيض؟
ستالينية صدام مفهومة، لانها جزء من تكوينه، وهو لايؤمن بالديموقراطية اساسا، اما استالينية الذين يريدون تصدير ديموقراطيتهم الينا فامر غير مفهوم.
فالذين لايرحمون حملة الجنسية الاميركية - الذين كفل الدستور الاميركي حقوقهم- هل سيرحموننا؟