أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - خاتمة كتاب (لمحة عن الخطبة الدينية فى تاريخ المسلمين )















المزيد.....

خاتمة كتاب (لمحة عن الخطبة الدينية فى تاريخ المسلمين )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 01:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خاتمة كتاب (لمحة عن الخطبة الدينية فى تاريخ المسلمين )
أولا : إسلاميا : خطبة الجمعة يجب أن تكون خالصة لتقديس وذكر الله جل وعلا وحده
1 ـ خطبة الجمعة وصلاة الجمعة وجميع الصلوات بمواقيتها وفاتحة الكتاب فيها وهيئاتها هى من ملة ابراهيم ابراهيم التى كانت متوارثة بين العرب واهل الكتاب ضمن الفرائض الأخرى ابراهيم كالحج والصيام . وقد نزل القرآن بإتباع ملة ابراهيم ( حنيفا ) ، أى تأدية نفس العبادات مع الاتزام بالحنيفية أى الاخلاص فى تأديتها للخالق جل وعلا . ، وأنزل الله جل وعلا فى القرآن الكريم تيسيرات فى الصيام وتشريعات جديدة فى الصلاة كالطهارة قبلها وصلاة الخوف وتشريعات جديدة فى الحج ، مع الحث على تأدية تلك العبادات بالتقوى ، أى لتكون العبادات وسيلة للتقوى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) ) أو ما يعنى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة أى التطهر القلبى وإجتناب الأوثان والأنصاب والأصنام .
كما كان آيات تنزل تعلق على أى تهاون فى الشعائر كما حدث حين تركوا النبى محمدا قائما يخطب فى صلاة الجمعة . وملاحظ أنهم كانوا يسألون النبى محمدا فى أشياء كثيرة يطلبون لها توضيحا وقد يتكرر سؤالهم فى موضوع واحد كما فصلنا فى كتاب ( القرآن وكفى .. ) ، ولكن لم يسألوه مطلقا عن كيفية الصلاة لأنه لم تكن فيها مشكلة، كما يلاحظ أن الأمر لم يأت مطلقا بأداء الصلاة ، بل بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة (أى تزكية النفس ) بما يؤكد على أهمية أن تكون العبادات وسيلة للتقوى . ومن يجب أن تكون العبادات فى الاسلام منزهة عن الرياء والاستغلال الدنيوى ، أى أن تكون خالصة لوجه الله جل وعلا ، وهذا معنى قوله جل وعلا (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11))( قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) الزمر) .
2 ـ وخطبة الجمعة إنعكاس لذلك ، إذ يجب أن تكون ذكرا لرب العزة جل وعلا ، وهذا هو عموما وصف الصلاة ، نقيمها ذكرا وتعظيما لرب العزة جل وعلا وحده : (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) طه) ، كما هو وصف صلاة الجمعة خصوصا ، قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) الجمعة ). ولذا كانت خطبة الجمعة فى عهد النبى محمد عليه السلام قراءة للقرآن الكريم فقط ، فالقرآن الكريم هو الذكر ، قال جل وعلا (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر ) (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) ص )( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت ) (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) الزخرف )
3 ـ وليس من الاخلاص فى الدين أن يستغل أحد خطبة الجمعة لذكره ، فذلك تأليه له ، كما أنه من الكفر بالرحمن جل وعلا أن يستغل أحد شريعة إلصلاة فى سبيل حطام دنيوى .
ثانيا : بداية الانحراف وتطوره فى تاريخ الصحابة بعد موت النبى محمد عليه السلام
1 ـ إرتفع الكفر عاليا هادرا بجريمة الفتوحات العربية التى إنتهكت شريعة الاسلام وحُرمة الأشهر الحرام ، ثم تلاها جريمة الحروب الأهلية أو الفتنة الكبرى بين الصحابة صراعا حول الثروة والسلطة ، وانتهى الأمر بتأسيس دولة بنى امية أصحاب التاريخ الطويل فى حرب النبى والمؤمنين من قبل .
2 ـ وفى تسويغ لمظالمهم أشاع الأمويون ما يعرف بالجبرية ، أى إن جرائمهم إنما هى بمشيئة الرحمن ، وهذا ما كانوا يقولونه فى مكة ، الجديد هنا أنهم فى دولتهم إعتبروا من يعترض عليهم يكون كافرا معترضا على قضاء الله جل وعلا وقدره ، أى نسبوا ظلمهم لرب العزة جل وعلا . بعد هذا الولوغ فى الكفر والظلم لرب العزة جل وعلا تلاعبوا بفريضة الحج ، فأقاموا ما أسموه بالمسجد الأقصى على أطلال معبد سليمان فى القدس وجعلوه حرما للحج يضاهئون به الحج الى البيت العتيق ، ثم إلتفتوا الى صلاة الجمعة فجعلوها مناسبة اسبوعية للدعاية لهم وللنيل من خصمهم (على بن أبى طالب ).
3 ـ ثم شهد القرن الثالث الهجرى تطورا خطيرا فى الكفر هو توطيد الأديان الأرضية الكبرى الثلاث وهى السنة والتشيع والتصوف ، والتحول الى الدولة الدينية للعباسيين والفاطميين ، فأصبح الخليفة الفاطمى والعباسى كهنوتا سياسيا ودينيا ، وينسب الخليفة العباسى أو الفاطمى نفسه بلقب رسمى الى رب العزة ( المستكفى بالله ، القائم بأمر الله ، المعز لدين الله ، العزيز بالله ..الخ ). وأدى هذا الى تطور خطير فى الخطبة أن صارت خالصة فى تقديس الخليفة ، ودليلا شرعيا فى دينهم الأرضى على الخضوع له سياسيا ودينيا .
4 ـ وبهذا أصبح لدينا نموذجان من الاستبداد :
4 / 1 : مستبد علمانى يستخدم الدين والكهنوت الدينى لصالحه ، بدأه الأمويون ثم تابعهم الأيوبيون والمماليك . ونرى هذا حاليا فى النظم المستبدة فى العالم العربى من مصر الى الشام والعراق وشمال أفريقيا ..
4 / 2 : مستبد فى دولة دينية هو الكهنوت ، بدأه العباسيون والفاطميون ثم العثمانيون ، ونرى هذا حاليا فى السعودية السنية وفى دولة داعش السنية التى سقطت، وفيما يسمى بالجمهورية الاسلامية فى ايران.
5 ـ وخطبة الجمعة ينعكس عليها هذا الوضع . فهى تمجّد المستبد ، وتشرع الخضوع له ، ومن أدوات تقديسه .
ثالثا : الحل :
1 ـ النظام الفرعونى عداء لله جل وعلا ، وهو تأليه لحاكم ، ويتجلى هذا التأليه فى إستغلال الدين الأرضى فى تدعيم سلطان هذا المستبد . لذا فإن الحل هو التحول الديمقراطى بتأسيس دولة ديمقراطية تمنع بكل صرامة الخلط بين الدين والسياسة ، وتؤكد على الحرية الدينية والحرية السياسية والفكرية والعدل وحقوق الانسان وكرامته.
2 ـ قد يقال إن الحرية الدينية تتيح الفرصة لأئمة الإكراه فى الدين والارهاب . ونقول : إن الأمر بالعكس ، لأن دعوتهم مبنية على خرافات ومفتريات ، وهى تحتاج الى دولة تحميها من النقاش . فى وجود حرية دينية مطلقة يفقدون حصانتهم ويتعين عليهم أن يدافعوا عن خرافاتهم وأكاذيبهم ومقدساتهم المزعومة ، ولأنهم دواب جاهلة فسيتساقطون كالذباب سريعا . وفى نفس الوقت فإن المنع التام لخلط الدين والسياسة لا يجعل لهم سوقا للتكسب ، خصوصا وأن الدولة الديمقراطية ليست وظيفتها هداية الناس الى ّ الجنة لأن الهداية مسئولية شخصية ، ومن إهتدى فلنفسه ومن ضل فعلى نفسه . وظيفة الدولة الديمقراطية هى خدمة المواطنين جميعا على قدم المساواة ، على قاعدة أن الدين لله جل وعلا وان الوطن للجميع .
3 ـ فى ظل هذه الدولة التى ندعو ــ نحن أهل القرآن ـ اليها ستكون لنا مساجد نصلى فيها الجمعة ، نذكر فيها إسم الله جل وعلا وحده .
4 ـ فيما عدا ذلك فالمساجد التى تسبح بحمد السلطان وتقدس البشر والحجر ليست سوى مساجد ضرار ، ومعابد للشيطان . ويكون من الحُمق الرائع أن نتكلم عن صلاة الجمعة أو التراويح أو الجنازات فيها ، فالأصل شيطانى ولا خير فيه .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الخطبة ) من العصر العثمانى الى العصر الحديث
- الخطبة والخليفة العباسى أهم الكهنوت فى حكم العسكر المملوكى
- ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )
- القاموس القرآنى ( برهان )
- الهجرة بين التشريع الالهى والتشريع الوضعى
- الخطبة الدينية دلالة على التبعية السياسية فى العصر الفاطمى
- الخطبة الدينية شعيرة سياسية فى العصر الفاطمى
- القاموس القرآنى : ( يستحيى )
- خطبة زياد ابن ابيه فى إعلان الأحكام العرفية لأول مرة فى تاري ...
- الخطبة بين العصرين الأموى والعباسي
- لمحة عن الخطبة فى تاريخ المسلمين: إزدهار الخطب وأنواعها فى ا ...
- لمحة عن الخطبة فى تاريخ المسلمين: خُطب (على بن أبى طالب ) تع ...
- لمحة عن الخطبة فى تاريخ المسلمين:( خطبة ابى بكر )
- لمحة عن الخطبة فى تاريخ المسلمين : ( عصر النبوة )( 3 ) أكاذي ...
- لمحة عن الخطبة فى تاريخ المسلمين:( عصر النبوة )( 1 من 2 ):أُ ...
- لمحة عن الخطبة فى تاريخ المسلمين : ( عصر النبوة )( 1 من 2 )
- أُكذوبة المسجد الأقصى فى مدينة القدس : الكتاب كاملا
- مقدمة كتاب ( اكذوبة المسجد الأقصى فى القدس )
- مصطلح ( قرب ) ومشتقاته في القرآن الكريم
- ( 21 ) القاموس القرآنى : مصطلح : ( قدّس ، بارك )


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - خاتمة كتاب (لمحة عن الخطبة الدينية فى تاريخ المسلمين )