أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - كيف ننتخب المقدس ؟














المزيد.....


كيف ننتخب المقدس ؟


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 01:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف ننتخب المقدس ؟
قبل أن نبادر للبحث في اجابة ( مقنعة ) اعتقد بلزوم المرور الى الضفة الأخرى ، الى عالم الغيب ، والعبور يكون عبر النص ، المقدس ، وفي النص القرآني بيان لقصة جرت ، والقصة عبارة عن حوار ، تطور لجدال ، فإحتجاج ، جاء في سورة البقرة : (( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) .. أنتخب الله من دون كل الكائنات التي خلقها الإنسان ، آدم ، إبن آدم ، ليكون خليفته في الإرض ، ورغم جدال الملائكة وإحتجاجهم على هذا الإنتخاب الإصطفائي إلا أن الله أصّر على تنفيذ قراره وعدم التنازل عما أنتخب من كائن دون سائر الكائنات ، فصار الإنسان خليفة في الأرض بإنتخاب الله له ، وبالمقابل خسر المتنافس إبليس ولكنه حظى بمقعد المعارضة ، وجرى بعد ذلك ما جرى ..
بعد كل تلك الألفيات من السنين ، تطور واقع البشر وأحوالهم وطرق تفكيرهم ، وبالتالي تطور مفهوم الحكم والإنتخاب ، وصرنا اليوم ننتخب إنسان ليشغل مقعد برلماني أو كرسي رئاسي ليمثلنا ويدير مصالحنا في مؤوسسة الدولة ، وهذا يجري وفق ما يُسمى بالنظام الديموقراطي ، والى العراق وفدت الديموقراطية محمّلة على ظهر السيد الأمريكي ، وجرى بعد ذلك ما جرى ..
في العراق ، وبعد قدوم الديموقراطية الإمريكية ، وبعد رفض أمريكا وتقبّل ديموقراطيتها ! ، رجع الملايين من أهل الدين الى ما قبل عالم الشهادة ، وقلبوا الآية ، وخاطبوا العالم البشري وعالم الملائكة ، إذ قال العراقيون أننا نجعل في السماء إله ، إسمه الله ، وننتخب أولياء له في الأرض ، ونصوّت لله وأولياءه ، وجرى بعد ذلك ما جرى ..
تم التصويت ، وجرت الإنتخابات ، وصوّت أغلب العراقيون لله وحكومته الأرضية ، ولأن الله فوق ، وأولياءه في عليين ، تحول التخويل والحكم الى رجال الدين ، ففاز رجل الدين بالمقعد العلوي ليدير البلاد والعباد ، وأشرف على كتابة الدستور ، ويرجع له السياسيين من حكام وبرلمانيين ، وتنطلق بأمره جيوش جرارة أمتثالاً لفتوى الجهاد ، وله مميزات ومناصب تفوق كل رجال السياسة والنظام ، وقد جرى ما جرى ..
رجل الدين مقدس ، وهو يُمثل الإمام المعصوم المقدس ، والإمام يُمثل الله المقدس ، وأغلب العراقيين أنتخبوا هذه السلسلة لتحكم العراق ، ولست أعلم ، هل قصد الله العراقيين حين قال للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة ، فوجب على العراقيين إنتخاب الله بعد إخبار الملائكة بقرارهم ؟؟!! ..
هل وردّت لنا أمريكا نوع من النظام الديمقراطي يرجع بأصوله الى ذلك النص التوراتي الذي ربما يرجع الى نص سابق عنه ؟؟!! ..
نرجع الى السؤال : كيف ننتخب المقدس ؟
أعتقد السؤال الأدق هو : هل يمكن أن ننتخب المقدس ؟
لا يتعلق النظام الديموقراطي بشرط سماوي لاهوتي ، فهو يجري في نطاق عالمنا الأرضي لأنه إبداع العقل الإنساني ، والدولة التي نعيش في كنفها نتاج حديث ، وللدولة أشكال حكم ، منها الشكل الديموقراطي ، والديموقراطية كالفلسفة خلقٌ إبداعي جاد به العقل البشري ، أما ما تبنته الأديان من سلطة وملكوت أرضي يسير بمنهج السماء فلا أعتقد إنه يتوافق مع المنهج البشري أو هما لا يجتمعان تحت خيمة واحدة في وفاق وإتساق وتناغم وتفاهم ، ولكن ؛ لماذا تتبنى الحكومة التي ترفع عنوان ديني نظام غير ديني ، ولماذا لا يوضح هذا التناقض ، وامريكا والعراق دولتان لم تنسلخا عن الدين وتتخذا العلمانية منهجاً للحكم وإدارة المجال العام ، بل ما زالت أمريكا والعراق تصدحان بشعارات ربانية وتتجهان حسب بوصلة اللاهوت ...
دعنا من أميركا ، فنحن نتحدث بالشأن المحلي ، العراقي ..
بالعودة الى سؤال المستهل ، والسؤال الثاني الأدق ، نرى أن سؤالاً لا بد من طرحه ، وهو : هل الذين أنتخبوا تلبية لفتوى المرجعية ونصرة للإسلام تنطبق عليهم مواصفات الجعل الإلهي كخلفاء على الأرض ، أم أن هذا الموضوع لم يُبحث ؟؟ ..
من يُحدد أن قوم من الأقوام هم الذين تنطبق عليهم مواصفات الجعل الإلهي كخلفاء في الأرض ، فإذا كان الخليفة هو الأعلى مرتبة في البشر فمن يفوقه ليحدده كمختار للخلافة ؟؟!! .. السؤال الأخير شائك ومعقد ، أو هو عصي على أي إجابة ، وليس لنا من تواصل مباشر نبوي أو ملائكي مع الله لنحكمّهُ بين الأقوام البشرية لنعرف أي الأمم خير أمة أخرجت للناس في عصرنا الراهن ..



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة أم إنقلاب
- هل سننتخب آية العظمى مرة أخرى ؟
- فرانكفورتيوا بغداد
- أختر قائداً : سياسي . رجل دين . مفكر
- ليه يا مصري ..
- قداسة بابانا .. ضدنا أم معانا
- يوسف زيدان وموقعة النهروان .. أما بعد :
- ما هذه الخلائق الغِثاث العِجاف .. مقاربة بحثية .. جزء أول
- مملكة الصمت سابقاً .. مملكة الخنق حالياً
- بمناسبة الترويج لقانون الأحوال الشخصية الجعفري ... برلمان بل ...
- أتذكرون كيف تُصنع الديكتاتورية في بلادنا
- نظام الحكم وتدافع التشريع والشريعة
- السيستاني ليس الحل
- عراقات
- كانسر المركزية .. ومن جديد استنجد بجاك دريدا
- ترتيل ما تيسر من آيات الشيطان
- عركة مع الله
- تعالوا الى كلمة سواء ... وكلمة : فلسفة ؟؟
- في هذا عزائك يا دريدا . . .
- رواية طوق الياسمين .. نفخ في الجمر المستتر


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - كيف ننتخب المقدس ؟