رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 5777 - 2018 / 2 / 4 - 01:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
جميعُ العراقيين "سائــرون" (2-2)
رواء الجصاني
----------------------------------------------------------
للأسباب المعروفة، طغت في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي في الاونة الاخيرة، مفردة "سائرون" لتشيع الحماسة، وتزيد من شهوة الكتابة، وتحرك اجواءً هنا، وتشعل خلافاتٍ هناك، ولا نزيد في الوصف لكي لا ننحاز او نتهم بالانحياز، وذلك ليس في خاطرنا، الان على الاقل ...
وعلى نهج "خير الكلام.." هذه تلميحات مقصودة مرة، وعابرة في حال اخرى، علّها تفيد وأن جاءت مكرورة في كتابات وايجازات سابقة، وهكذا نحن سائرون في ما بدأنا واستمريّنا.. ونزيد هنا، بعض تساؤلات واختيارات، عن "سائرين" الى الفلاح والاصلاح، وغيرهم من السائرين على درب الهيمنة والفساد، وكم هي الفواصل والمسافات بين اولئك وهؤلاء... وكما جاءت – قبل ايام - لقطات على هذا السبيل في القسم الاول من هذه المادة، دعونا نكمل هنا بلقطات اخرى علّها تكون اكثر طراوة، وطربا، بل وحتى ضربا!!! :
- يستحث السائرون الخطى، اسرع وأشد مع اقتراب الانتخابات الموعودة، بالتغيير، أوالثبات !.. ومعها تشتد المرارة كلاماً وكتابة ومشاعر مشتعلة الأوار ...
- والعراقيون اليوم سائرون جميعا دون توقف وذلك دأبهم منذ قرون!.. كل على النهج الذي اختار فثبت عليه، أوانقلب.. منهم سائرون نحو مراجعهم وقبلتهم، وقبائلهم، ومنهم نحو أفاق ألاحلام بالازدهار ..
- ومن السائرين العراقيين دون هوادة، وأكثر من غيرهم: المثقفون على مختلف نحلهم ومشاربهم. مثقفو السلطة أو الشعب، وقد لا يستطيع البعض التمييز بين اولئك، وأولاء، فقد تداخلت وتشابكت المقاييس والمعايير في عراق اليوم، ودون رحمة !.
- وهناك وهنا سائرون الى المنابر، وسائرون الى البنادق .. وكل محمل بعدته وعتاده: اراء وفلسفة خاصة وعامة، او اقتباسات من (وكوبيديا ) و(غوغل) وأراشيف السنين، بل العقود والقرون، الخوالي..
- ثم، بيننا، ومعنا، سائرون الى التسامح أو العنف. وكذلك الى الثورية او السلمية ... والجميع متمسكون بما آمنوا به، صدقا واقتناعاً، او زيفا وبراءة وتبسطا..
- وإذ يشتبك المسير، ويتشابك السائرون، تعلو الفجاجة في النقاش وبما يسمى بحرية الرأي والتعبير .. كا تترسخ هنا وهناك حوارات موضوعية، هادفة ..
- ولأن الامور هكذا، فكم سعى سائرون ان يكون لهم دورا في الحياة والواقع، بأي ثمن وعند اي كان... بينما يخاطب سائرون آخرون، الناس، بالصمت، بلاغة .
- ومن الطبيعي والحال هكذا في مجتمع "يخشى اللصوص فيذبح العسسا" ان تعلو قيم التخلف بأبشع صورها الشمولية عند سائرين .. وأن يتصدى لها – بالمقابل- سائرون مضحون أباة ..
- وما زالت امام جموع من السائرين، قيم ومبادئ وصفات تفيض بالانسانية... كما لجموع اخرى مواقف خارج المألوف، ومباذل لا ترتجى ..
- ومن بين السائرين من يردد " وكنا كالزروعِ شكت محولاً، فلما أستمطرتْ مطرت جرادا".. وآخرون سائرون مناهضون مؤمنون بـان الامور بعواقبها..
- ومنهم من يقول بان" الصبرَ مفتاح الفرج" .. وسائرون في الجانب الآخر يقولون: "لا تصبروا، ان الصبور على الاذى يتبلدُ"..(
- وبين هؤلاء وهؤلاء، هناك سائرون في الوسط، ويدافعون هم ايضا عن وسطيتهم، دون ملل أو كلل..
- أما نحنُ – وسأزعم اننا الاغلبية - فسائرون ايضا.. ولكن الى حيث لا ندري- ولا المنجم يدري- الى اين !!!!..
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟