أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ؟














المزيد.....

أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 417 - 2003 / 3 / 6 - 03:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في لحظات التحول المفصلي التاريخية فواصل وإشراقات مهمة تتميز بكونها نقاطا للإرتكاز للتحول نحو عوالم أخرى وآفاق متجددة ، وما أثارته المبادرة الشجاعة الأخيرة للشيخ الرئيس زايد بن سلطان آل نهيان من زوابع وعواصف سياسية عنيفة في العالم العربي سيظل دليلا على مقدار الهشاشة البنيوية والإستراتيجية للنظام السياسي العربي الفاشل الذي أرعبته مبادرة إنسانية صريحة وتخلو من كل مقومات وأسس النفاق العربي التي يريدون لها أن تسود في وقت حرج ووضع تاريخي لايحتمل أي تسويف ولا مماطلة ولاضحك على الذقون ؟ فالشيخ زايد الذي قاد بحكمته سفينة الوحدة العربية الحقيقية في الخليج العربي ليس من طراز الرجال الذين يتنظرون مجدا أو رفعة أو مديح من هذا الطرف أو ذاك ؟ والشيخ زايد بعد هذا العمر الطويل من القيادة السياسية الخبيرة والمجربة لاينتظر سمعة (ثورية ) مزيفة ، وليس مغرما بلغو الكلام وحشو الشعارات ! ويعرف تماما حدود القوة والضعف في إمكانيات الأمة ؟ فبعض القادة العرب من السلالة الإستنساخية يقدرون المواقف على وزن الكلمات الكبيرة الخالية من أية مضامين حقيقية ، ويشرحون الواقع العربي والعراقي على وجه التحديد بمنطق المصالح الإقليمية الأنانية ، ويتناسون الجرائم الإستراتيجية الكبرى التي تسبب بها النظام العراقي في تدمير كل مقومات وأسس الأمن القومي العربي ؟ ولعل السر في قوة مبادرة الشيخ زايد هو خلوها من أي مصلحة ذاتية وإنتصارها للقيمة الإنسانية ، وتحديدها الواضح والصريح للهدف الإستراتيجي ، وهي ليست مجرد تهويمات خيالية في مصطلحات الصمود والتصدي والثورية البائسة التي أدت إلى أن تكون هضبة الجولان العربية السورية من أشد الجبهات العربية إسترخاءا بالنسبة للمحتل الإسرائيلي ؟؟ والتي جعلت من المواطن العربي سلعة رخيصة لتصدير اللاجئين لدول الغرب؟ والتي فشلت في تحقيق ولو مانسبته 5% من التوازن الإستراتيجي المطلوب مع إسرائيل ولكنها في المقابل نجحت نجاحا باهرا في تضخم ونمو القدرة الإستخبارية والقمعية ضد الحريات الشعبية وضد قوى الرأي الآخر ؟ بالإضافة لتوسيع السجون والمعتقلات ومكاتب المخابرات والشفط والنهب والإستزلام تحت صليل الشعارات الثورية إياها  وفوق هذا تشويه حتى الشعارات الثورية وتجييرها تجييرا عشائريا وعائليا وطائفيا لتفقد هذه الأنظمة بعد ذلك كل مقومات الشرعية والوجود ؟ .

وفي المبادرة الجريئة للشيخ زايد برزت إتجاهات وتبلورت تكتلات وأثيرت إعتراضات ، فيما حاول عمرو باشا موسى تجاهلها لأسباب يعرفها هو وليست بخافية على أحد ، وبعد تلك المبادرة توالت مبادرات أخرى تحاول أن تسحب البساط عن المبادرة الإماراتية ولكنها مبادرات غير واقعية وأقرب إلى الخيال ولاتضيف لعناصر الموقف الحقيقية شيئا مثل المبادرة الإيرانية التي أعلنها كمال خرازي في توقيت متناغم مع مؤتمر الدوحة الإسلامي والتي سبق لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله أن عرضها بطبعتها العربية وحاول من خلالها جس نبض أطراف المعارضة العراقية والتي رفضتها جميعا! لأنها تخلط خلطا غريبا بين وقائع ليست متشابهة ؟! وتتحدث عن خطة لطائف عراقية !! بينما الصراع في العراق ليس مشابها من بعيد أو قريب للحالة اللبنانية ؟ أما الخطة الإيرانية التي تتحدث عن إستفتاء بإشراف دولي ومصالحة بين النظام والمعارضة فهي مجرد أحلام سفسطائية لاتنزع الفتيل ولاتحمي المنطقة من هول قد إقترب! .

وبين المواقف والمبادرات تابعت الحملاتالبائسة لبعض الأطراف وهي تحاول تسفيه المبادرة الإماراتية وإثارة الغبار والزوابع حولها وتحاول بالتالي إفشالها وإبعادها عن الواجهة تحت ذرائع ومبررات واهيةوسقيمة سقم الأطراف التي تقف خلفها ، خصوصا وأن هذه العناصر معروفة بإرتباطاتها الحزبية والتنظيمية والولائية بالنظام العراقي ؟ كذلك الرأي الذي طرحه عبر الفضائية اللبنانية عضو المؤتمر القومي العربي البيروتي ومنسق الروابط الشعبية اللبنانية السيد ( معن بشور ) والذي يشكك بنوايا وإتجاهات المبادرة الإماراتية والتي يقول عنها إنها ( إملاءات أميركية ) !! ثم يتساءل بسذاجة مبالغ بها عن معنى توقيت إطلاق المبادرة وفي هذا الوقت بالذات ؟ ولماذا لم تطلق قبل خمسة أعوام مثلا ؟؟ حسبما قال ؟ ثم طرح تبريرا مضحكا لرفض النظام العراقي للمبادرة مفاده : ( كيف ينسحب الرئيس ويترك الشعب يواجه العدوان ) !! أي أنه قد أفتى بأن رحيل صدام لن يجنب العراق الحرب ؟ ولاأدري كيف إستنبط هذا التفسير ؟ ثم بعد أن حاول إفراغ المبادرة من مضمونها حاول إستثمار وتسويق المواقف البابوية ( الفاتيكان ) وهي مواقف إنسانية وليست عنصرا لحل الأزمات ؟ ولكنه الهروب المفجع من الإستحقاقات التي تتطلبها المبادرة ؟

النظام العراقي والمستفيدين منه سيرفضون مبادرة الشيخ زايد لامحالة ، وسيعرضون الشعب العراقي لنيران وصواريخ الحرب المؤكدة ؟ وستختفي القيادة العراقية في مواقعها الحصينة وتحاول إستثمار حالة الصراع الدولي ، كما ستحاول الإستفادة من الكوارث التي ستتهاطل على رؤوس العراقيين كمثل كارثة ملجأ العامرية ، ولكنها في النهاية وبعد إنجلاء غبار المعارك ستستسلم بشكل مهين ، وسيدفع العراقيون الثمن غاليا من دماء أبنائهم ومن أرزاقهم ، فصواريخ الموت لاتعرف التفريق بين الحاكم والمحكوم ، والنظام اليوم وهو يواجه خطر السقوط المؤكد بات يهذي بخطابات سلفية دينية لاتعبر عن آيديولوجية السلطة الحاكمة القومية العلمانية ولكنه الهروب من المصير المحتوم والتي جاءت مبادرة الشيخ زايد بن سلطان لتقطع الطريق على سيناريوهات الموت والدمار القادم ولكن .. لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي وأخشى ما أخشاه أن الجميع سيردد في الساعة الخامسة والعشرين القول الخليجي التالي :

 

لوفات الفوت ، ما ينفع الصوت ؟

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟
- قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟
- سوريا والملف العراقي ... الحاجة لحركة تصحيحية جديدة ؟
- طه الجزراوي .. حوار الخنوع الأميركي .. وأسوار الدم العراقية ...
- عبد الباري عطوان .. وصمود القلة المؤمنة .. هلوسات العملاء ؟
- إجراءات ترقيعية ... نقل الأثاث .. أم نقل النظام ؟
- المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟
- القمة العربية .. والمعضلة العراقية ورصاصة الرحمة ؟
- نزع السلاح بمرسوم جمهوري ... ماذا بعد ؟
- بيان جبر .. وهلوسات محمد المسفر ... وفخ الجزيرة القاتل ؟
- من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟
- بن لادن ) و(بن صبحة ) ... إرهاب مشترك ؟
- السيد حسن نصر الله ... والمصالحة المستحيلة ؟
- الثامن من شباط 1963 ... ربيع الدم العراقي ؟!
- النظام العراقي .... تسويق الإرهاب داخليا وخارجيا ؟
- هلوسات بطل التحرير القومي ؟
- .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟


المزيد.....




- أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في ...
- إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش ...
- غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي ...
- -لا انسحاب من السباق ومن واجبي إنجاز هذه المهمة-.. رسالة باي ...
- الحرائق في ألبانيا دخلت أسبوعها الثالث.. تستعر وتتمدد
- بعد ترشيح ترامب له لمنصب نائب الرئيس.. مذكرات جي دي فانس تتص ...
- إسبانيا.. إصابات في حادث انقلاب حافلة ركاب في برشلونة
- -وجبة قاتلة- تكشف بعض أسرار عبادة التماسيح في مصر القديمة
- -حزب الله- يعلن قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ -الكاتيوشا- (ف ...
- سيارتو: العالم يتابع باحترام مهمة أوربان بشأن السلام في أوكر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ؟