أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - السجن .. للصحفيين!














المزيد.....

السجن .. للصحفيين!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


تصورنا أن حبس الصحفيين قد انتهى إلى غير رجعة بعد أن وعدنا الرئيس حسنى مبارك بإزالة هذه الوصمة التى لم يعد لها وجود إلا فى أربع عشرة دولة، هى الأكثر تخلفاً ومخاصمة للديموقراطية فى العالم بأسره.
لكن الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان جعلنا نفيق من هذا الوهم عندما أصر على السير فى الممنوع، ومناطحة وعد الرئيس، وجرجرة الصحفيين إلى المحاكم، وإلقائهم فى غياهب السجون بتهمة السب والقذف والعيب فى ذاته المصونة!
وبعد أن فعلها محمد إبراهيم سليمان، ونجح فى استصدار حكم بحبس زميلنا عبدالناصر الزهيرى الصحفى بجريدة "المصرى اليوم"، تعود الجماعة الصحفية إلى المربع رقم واحد، وتعيد فتح ملف حبس الصحفيين من الصفحة الأولى.
وفى مواجهة سحب الدخان التى يطلقها أعداء حرية الصحافة، الذين يحاولون تضليل الرأى العام وتصوير الصحفيين بأنهم يريدون استثناء أنفسهم والحصول على امتيازات لا يتمتع بها سواهم، يجدر التأكيد للمرة الألف على أن إلغاء الحبس فى قضايا النشر، وأكرر فى قضايا النشر فقط، ليس امتيازاً للصحفيين بقدر ما هو حق للمجتمع بأسره، وضمانة لكى لا تهتز الأقلام فى أيدى الصحفيين خوفاً من شبح الحبس.
وليست هذه بدعة مصرية .. بدليل أن الأغلبية الساحقة من دول العالم استبدلت عقوبة الحبس فى قضايا النشر بعقوبة الغرامة منذ سنوات بعيدة، ولم تنقلب الدنيا، بل أن الأوضاع تتحسن فى كل البلاد التى تطلق حرية الصحافة.
كما لا تعنى مطالبتنا بالغاء عقوبة الحبس أننا ننادى بالتغاضى عن أخطاء الصحفيين، أو أننا نرفع شعار "أنصر اخاك الصحفى ظالماً أو مظلوماً".
بالعكس تماماً .. ربما يكون الصحفيون من أكثر الفئات ممارسة للنقد الذاتى. فنحن نعرف ، ونعترف، بأننا كأى فئة أخرى لدينا أفراد سلوكهم المهنى ليس فوق مستوى النقد، إن لم يكن فوق مستوى الشبهات فى بعض الأحيان.
وهؤلاء الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء، وينتهكون أصول المهنة، لا حصانة لهم. بل نحن أول من يطالب بتوقيع العقاب عليهم.
والعقاب المعمول به فى كل انحاء العالم المتحضر هو توقيع الغرامة من جانب الهيئات القضائية. أما العقاب الأكبر فهو من داخل الجماعة الصحفية ذاتها عن طريق تطبيق ميثاق الشرف الصحفى الذى يتضمن إجراءات رادعة تبدأ بالانذار وتنتهى بالشطب من جدول النقابة.
وبالطبع فان التساؤل هنا هو عن سبب عدم تطبيق أحكام هذا الميثاق، والاجابة بوضوح هى أنه لا يمكن تطبيقها طالما أن شبح الحبس قائم ومستمر لأنه ليس من المعقول إخضاع الصحفى لعقوبتين فى وقت واحد. فضلا عن أنه من غير المنطق محاسبة الصحفى عن نشر أخبار مجهلة – على سبيل المثال – بينما لا يتم تلبيه حقه فى الحصول على المعلومات.
والصحفيون هم أول من يعلمون أنه لا حرية بدون مسئولية. والجماعة الصحفية قادرة من خلال نقابة الصحفيين على تطهير صفوفها والتصدى لأى انتهاك للتقاليد المهنية أو أى افتئات على حقوق آحاد الناس، أو أى اعتداء على حرمة وخصوصية خلق الله.
وهى ستفعل ذلك بكل حسم اذا ما تم إلغاء عقوبة الحبس وإتاحة تدفق المعلومات.
والمسألة ليست قانونية فقط،بل إن لها جانبها المهنى أيضاً. ونحن نعترف بأن الصحافة المصرية فى أمس الحاجة إلى "ثورة مهنية" بعد أن تراجعت المعايير المهنية إلى حد كبير، وتردت أصول المهنة بصورة مروعة. ولا تستطيع الحكومة أن تعفى نفسها من ذلك. لأن أكثر من 80% من كعكة الصحافة ممثلة فى المؤسسات الصحفية "القومية". ومن جراء الجمود الذى سيطر على هذه المؤسسات فى الربع قرن المنصرم، تحولت إلى "عزب" و"تكايا"، لم تكن الكلمة العليا فيها ليس للموهبة او الكفاءة، وإنما لأمور أخرى بعيدة عن تقاليد المهنة، فى مقدمتها النفاق والطبل والزمر ومسح الجوخ.
ولذلك .. لا نبالغ إذا قلنا أن الصحفيين – الذين يستحقون شرف هذه الصفة – هم الذين من مصلحتهم قبل أحد آخر تنقية المهنة من الشوائب الناجمة عن غياب المعايير الموضوعية ناهيك عن غياب مناخ الشفافية.
ومن هنا .. نقول أن نضال الصحفيين من أجل اسقاط عقوبة الحبس فى قضايا النشر هو مجرد جزء من نضال أشمل من أجل تقنين حرية الصحافة وتحديث المهنة.
ولهذا .. نشكر الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان الذى استفز الجماعة الصحفية وأعاد تركيزها على واجباتها الرئيسية التى لم تعد تحتمل التأجيل فضلاً عن أنه استنفر قواها الكامنة لمنع حبس عبدالناصر الزهيرى اليوم أو غيره غداً .. فهذه صفحة قد طويت ولن ينجح أعداء الصحافة فى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الثقافة تلبس العمامة .. وعمرو خالد يرتدى البدلة الإفرن ...
- بنك الطعام .. الأمريكى
- حرمان زويل من الدكتوراه .. ومنع أبو الغار من الكلام
- إنهم يستقيلون .. بسبب النجاح!
- البعض يفضل الكلابشات على الأقلام .. فى أيدى الصحفيين
- نتيجة لعبة شد الحبل بين أمريكا وطهران .. تقرر مستقبل العرب!
- هل استرحت الآن يا سيادة الوزير؟!
- قانون -عشش الفراخ-!
- الدكتورة كوندوليزا.. وسهامها المراوغة!
- الرئيس الكذاب
- بعد رسوم الإساءة صور التعذيب!
- سولانا يذرف دموع التماسيح فى القاهرة .. لا تصدقوه
- حلف شمال الاطلنطى فى ميدان التحرير .. يا للهول
- سفينة -السلام- الدامس
- كيف تحول الاحتجاج علي الإساءة للرسول.. إلي إساءة للإسلام؟
- مصر والسودان لنا.. والدنمرك إن أمكنا!
- إعدام جمعية أهلية تجاسرت على الدفاع عن هوية مصر الثقافية (2- ...
- غيرة ماجد عطية علي الأقباط.. دفاع عن المسلمين وعن مصر
- هند الحناوى .. فريسة محمود سعد .. أيضاً
- مع الاعتذار لعادل إمام التجربة الدانماركية


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - السجن .. للصحفيين!