أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل الخطيب - فحولة فتاة من بلدي














المزيد.....

فحولة فتاة من بلدي


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مؤتمر لاتحاد طلاب سورية عقد في دمشق عام 1990, شاركت كأحد الممثلين عن الطلاب السوريين في هنغاريا,
وأقول بصراحة أنني اعتبرت "انتخابي الجبهوي", أو إرسالي للمؤتمر مكافأة كبيرة!
فأنا بعد حوالي تسع سنوات من هجرة الوطن ـ بسبب الدراسة ـ أعود لأول مرة وأزور الأقرباء والأصدقاء والوطن!
وكان المؤتمر مرتباً بشكل فظيع, من حيث التغطية الإعلامية والسياسية, وحضور رئيس الجمهورية شخصياً وشخصيات كبيرة من الدولة و"الأحزاب" الجبهوية التقدمية في حفل الافتتاح!
وفي قاعات المؤتمر كانت تجري ممارسة "الديمقراطية العربية" التي يفخر الكثيرين بها!
كانت تجري نقاشات واقتراحات محضرة سلفاً مع التصفيق المحضر سلفاً أيضاً!
في ذلك اليوم الجميل, قامت إحدى الفتيات وطلبت الكلام وذهبت للميكروفون للحديث, وكانت فتاة جميلة تمثّل ليس فقط زملاءها وزميلاتها الطلبة في المؤتمر, بل كانت تمثل الجمال والنضال معاً, وحسن الخصال والدلال!
وقد ازداد جمالها جمالاً, ونضالها نضالاً, ودلالها دلالاً حين اقترحت ..
أن يقترح المؤتمر .. على جهات الاقتراح الرسمية .. لإصدار اقتراح إجباري .. من أجل إصدار قانون إجباري .. للتجنيد الإجباري .. لكل النساء والجواري .. ولا يستثنى منه حتى الحواري!
تصفيق حاد حراري .. أمطرها الحضور على هذا التحرر, ونشرته الجرائد بالصور .. لا فرق بين الأنثى والذكر!!
الديمقراطية لا تفرق بين رجل(ذكر) وامرأة(أنثى)! والوطن وخدمته مسؤولية كل الحضر.
تصفيق الحضور للكلام الجميل, الصادر من فم جميل, والذي يمثل هذا الجيل, وكل ما قيل لم يتعدى المدح والتبجيل والنفاق والتضليل والترتيل!
صفق الحضور لجميلة التي صارت أكثر جمالاً, لأنها تمثل وجدان الثورة والنضال والجمال, وعهداً للقائد "إبن الحلال" وأولاده وأهل بيته وبيت "أبو جمال"!
بعد ذلك طلب الكلام أحد الحضور الخجولين, والذي تردد في البداية بالرد على الجميلة, لكنه جمّع كل شجاعته غير مبال بالخطورة والمخاطرة, ثم قال .. لا يحل مشاكل النساء رجال ..
والخدمة العسكرية الإلزامية لن تغيرّ أن تكون جميلتنا إحدى النساء الأربع الممكنة لجميل(الذكر), والتي يضمنها القانون الجميل لكل مسلم ذكر!
وإذا شاء الحظ والقدر, وصارت جميلة ـ وهي أجمل من القمر ـ وتوصلت لمنصب الوزر, ستبقى شهادتها نصف شهادة الذكر, حتى لو كان أمياً قذر! وحقها في الميراث كحق جواري عمر!
طلاقها لا يغتفر .. ورعاية أطفالها حددها تراث السيف والعهر!
العمائم التي تعيش في التخلف والمكر, تردد أن قانونها منزل من إله البشر!
ومع الأسف أكثر النساء بهذا تعترف وتقر .. تنظر ولا تبصر .. ترتل ولا تفكر .. وتستكين للضيم والقهر ..

لا أدري إن فكرت جميلتنا الحسناء, أن جزمتها العسكرية الملمعة كما تتخيلها قد تباري جزمة الرجل(الذكر)؟
تحرير المرأة ليس في الثكنات العسكرية, ولا في دورات المظليات.
تحرير المرأة يبدأ بتحرير الرجل من عقلية الذكورة والأنوثة والتي ورثها من الإله الذكر!
تحرير المرأة يبدأ عندما يفكر الرجل والمرأة (المرأة والرجل) بأن إلههم يحمل الأنوثة والذكورة معاً!
على النساء تربية ذكورهن, وتربية إلههم, وتهذيب وأنسنة قوانينه ووصاياه!
تحررنا مرهوناً بتحرر المرأة ـ الأم, الأخت, الزوجة, الحبيبة, ... الآلهة!

أما جميلة فهي جمالنا, وهنيئاً للنساء بجميلتهم, فجميلة المرأة وجميل الرجل صارا واحداً في وطننا الجميل الفخور بفحولة امرأة!
وحتى يكتمل عقلها ودينها ستبقى جملة استثنائية وعورة في عيون المؤمنين الآملين بعناق الحواري!

بودابست 3 آذار 2006 د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا نساء بلادي اتحدوا
- إله العراقيين يأكل أبناءه
- تسعيرة سورية في بودابست
- مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه
- سورية-توحيد كل أصوات التغيير من أجل تقرير المصير
- بندورة وفجل
- على شفا حفرة
- الاستثناء السوري
- البعث السوري و-الوحدة والحرية والاشتراكية-
- أيادي وجيوب
- حسين جربوع, شيخ عقل الدروز أم قارئ حروز.
- أبوعادل والمقعد الأول - باص بالعرض
- تغيير الواقع يبدأ بتغيير ما في الرؤوس
- رائحة تتجدد في السفارة السورية في بودابست
- مبادرة رياض الترك- أساس حوار لوضع الأساس
- رفعت أسد – المهدي المنتظر
- بين وصال فرحة بكداش وحزبها وغازي كنعان...!
- غازي كنعان -وصوت الشعب-
- الشيو- بعثية السورية
- سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل الخطيب - فحولة فتاة من بلدي