أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الرحمن جاسم - لنا عد الرحمن في عملها الجديد: -الموتى لا يكذبون-، عالم جديد..أنت تسكنه!














المزيد.....

لنا عد الرحمن في عملها الجديد: -الموتى لا يكذبون-، عالم جديد..أنت تسكنه!


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ومنذ اللحظة الأولى، تعلن الكاتبة، الحرب على التشاءم، والكراهية، والفشل، منذ اللحظة الأولى، لا تنتظر منك أن تقبلها أو ترفضها، بل تجتاحك بآراءها، وإذا حاولت أن تبتعد، تجد أنك لا تقدر، فالكتاب سيظل جزءٌ منه ملتصقاً في عقلك، ولمدة طويلة من الزمن.
ترسم لنا عبد الرحمن الكاتبة المتعددة الجنسيات والمواهب خرائطاً كثيرة في عملها الجديد "الموتى لا يكذبون"، تحاول بكل الطرق الممكنة، والموقنة، أن تريك سبلاً جديدةً للحياة. هي تحاول عبر إدراكها للمؤثرات المطلقة أن ما أمامك ليس أمامك، وأن ما انت فيه ليس أكثر من تجربة معاشة، قد تتكرر وقد تتأرجح، وليس أكثر من دليلٍ على ذلك ما تقوله بطلة القصة الأولى "لم أشأ القول، أنا أعرف أنك مت". هي تريد أن تبعد عن التراجيديا، ولكنها تجرعك إياها ببطء وبهدوء، وبيدٍ قديرة ومدربة، هكذا تأخذك تلك الكاتبة المثيرة للتأويل بعيداً عن شواطئك، وقريباً من شواطئها.
ولنا عبد الرحمن لمن يعرفها، شخص يتشابه وكتاباته، ويختصر مراحلٍ متألقة، فهي الكاتبة العربية بامتياز، فهي تحمل ثلاث جنسيات هي اللبنانية، والعراقية المصرية، وأمها فلسطينية، وبلد منشأها هو سوريا، لذلك فإننا ولا يرقى الشك إلى ذلك، أمام حالةٍ مطلقة من الكاتب العربي المطلق، أي أن إبداعها هو تميزٌ عربيٌ خالص، لا تشوبه أية شائبةٍ تلونه أو ترغمه على الإبتعاد عن هموم ومشاكل الشارع في بلادٍ العرب.
وبالعودة إلى الكتاب-المجموعة القصصية، والتي تتكون من خمسة عشرة قصة، جهدت الكاتبة في أن تلونها كما لو أنها أوراق شجرٍ، كانت كمن يمسك عصاً سحرية، ويلمس كل ورقةٍ على الشجرة ليعطيها شيئاً من روحه، هذه من فلسطين، وهذه من العراق، وهذه من مصر، وهذه من لبنان، ولمن يلاحق القصص، يجد أن في كل زاويةً نجد بلادً معينة، ففي قصة "السابعة إلا الربع مساءاً" تحس بروح مصر، تشعر بها عابرةً أمامك، لا تعرف لماذا، لربما من قرب البيوت المتلاحق، لربما من الجيرة الودودة وهو أمر لا تجد مثله في الدول العربية الباقية. وفي قصة اعتراف تعري "لنا" مدينتها بيروت، وتتعرى بها، فتلبسها بدلاً من عريها، وتغطي بها ملامح الكتابة، فتصبح كل ما تريد قوله حزناً يتناثر هنا وهناك، وتصير أنت حزيناً، وكل كلامك لا يكفي للتعبير عن هذا الحزن، او هذه المأساة.
ماذا تريد لنا عبد الرحمن من عملها هذا؟ هل تريد فعلاً أن تصحح الأمر؟ أن تحاكي الموتى وتوقظ الأحياء؟ هل تريد البكاء على أشياء سبق أن بكيت عليها، وتريد ابكاءنا مثلها؟ هل هي غاضبة جداً لكي تفضح أولئك الذي يتسترون خلف أوراق توتهم كما في قصة "عيد ميلادي"؟ أم أنها تريد ادهاشنا كما فعلت في قصتها الافتتاحية، والتي حملت اسم المجموعة "الموتى لا يكذبون"؟ ماذا تريد لنا عبد الرحمن؟ لماذا تصر على أن تستضيفنا في عالمها، وتستعير روحنا لساعاتٍ ولا تعيدها؟ لماذا يا لنا؟
ثم ما سر العناوين التي تستعملها؟ مثلاً ما هو "اللون المر"، هل للألوان طعم؟ أم هل تكون الألوان ذات تأثير مختلف على الناس تبعاً لمشاربهم، لا نعرف، ولكن كل القدرة تكمن في القراءة والمتابعة.
"ليست الحكاية عندي قدرة على الاستبصار اللوني بقدر ما هي لذة اكتشاف الهالات ومراقبتها عن بعد وقرب، بعضها يبدو مستساغاً في البداية، بنكهةٍ لونية غامضة تثير لديك إحساساً بالشغف الصارم، لكن فيما بعد تكتشف إن هذا ليس إلا ظلالاً واهية".
وهل تُغسَل الماء؟ كما في "أحلام تغسل الماء"؟ أم أن الماء هو تجسيد تعبيري لرسوم أخرى؟ أسئلةٌ كثيرة تبوح بها القصص، ويبقى فقط ما تتركه المجموعة من أثرٍ في نفسك.
ولا تغفل لنا عبد الرحمن أبداً عن طرق الثالوث المحرم في عالمنا العربي، فتنهج في قصة "رعشة" في الحديث عن المحرم الجنسي، الذي يسكن وراء الأبواب المغلقة، ولا يحكى عنه، ولا يعرف عنه شيئاً باستثناء ما يسرب، وإذا ما سرب أو عرف، بات عيباً وحراماً. و"رعشة" بطلة القصة، التي تغدو حلماً تعبِّرُ عنها نهاية القصة بالحلم! كما لو أن كل آمالنا تتكسر لتتحول أحلاماً فحسب.
"تدرك البنت أنها لن تحصل بسهولة على تلك الرعشة...وبعد أيامٍ وأعوام، مازالت تجلس قرب شباكٍ آخر، تنظر إلى الشارع، وتتساءل لماذا لم تحصل على تلك الرعشة مرةً أخرى".
تعود كذلك، قصة "عشق آباد" للمس المحرم نفسه، لكن بعد دمغه وتلوينه بلمسة حب، فيصبح الجسد مدينة للعشق، مسرحاً للأحلام المترائية، ويقترب الأبطال من النار فتحرقهم، وما يتبقى منهم تحرقه أحاديث الناس، وخيالاتهم.
بالنهاية، تحاول لنا عبد الرحمن في عملها الذي بين يدينا خلق مرحلة جديدة في عالم القصة القصيرة العربي، القصة التي يبدو أنها لن تعاني الكثير إذا ما استمرت الكاتبة وأمثالها في ولوج أبوابها.
بقي أن نختم كما اختتمت هي: "أحتاج للاغتسال بماء البحر، لذا سأبقى هنا... خشية أن تبتعلني الأمواج لو حاولت الاغتسال، فاترك لك أملاً تصدق فيه نبواءاتك".



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم يحتاج واحدنا إلى -غالا-
- لا تخاف أحداً؟ معذرةً؛ أنت كاذب
- لا تنزعج فأنت لا قيمة لك!
- حوار مع الفنانة العراقية سحر طه
- كم أتمنى أن أموت
- يومٌ عادي
- رحلة!
- كن صريحاً
- حب
- عن الأصدقاء والقداسة
- عن نزار قباني، وآسف أن أخيب أملكم
- عن السفسطائيين، عن أفلاطون وغداً
- عن محمود درويش: معرض الكتاب والكاتب النجم
- معذرة لكنني لست ديمقراطياً
- تفاءل
- ابنة لحواء
- روبن هود في معرض الكتاب
- رسالةٌ إليكِ - قد مضى وقتٌ طويل ولم ترسل بعد
- معذرة فيروز؛ لكنني فرغت منكِ...
- أغنية


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الرحمن جاسم - لنا عد الرحمن في عملها الجديد: -الموتى لا يكذبون-، عالم جديد..أنت تسكنه!