اقتراح الشيخ زايد بن سلطان ومشادة الامير عبد الله بن عبد العزيز في اجتماع الجامعة العربية

اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 417 - 2003 / 3 / 6 - 03:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

مما لاشك فيه ان المبادرة الجريئة التي جاءت من طرف الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، رئيس دولة الامارات، حول المطالبة بتنحي صدام عن الحكم في العراق، كحل للمشكلة العراقية واستتباب السلام في المنطقة، قد فجرت غضب صدام وزمرته، ليس على الامارات فقط، بل على دول الخليج والسعودية، ولكنها في نفس الوقت وضعت الحل لعقدة صدام التي لم يتمكن من حلها هو. فصدام ومع بدايات تسلقه، الغير الشرعي،  لسلم القيادة العراقية، اخذ يقلد الملوك والامراء والشيوخ الخليجيين في ملابسهم الملوكية وحركاتهم وطريقة كلامهم. وقد جاء عدوانه على ايران ليقربه من هولاء الملوك حتى حسب نفسه واحدا منهم، وربما اقوى واحدا فيهم. بعد خسارته في الحرب الايرانية العراقية، جاءت مشادته مع الكويت لتحول نزعته العدوانية الى احتلالها والسيطرة على الدول الخليجية الاخرى، فشهر اسلحته وفاجأها بالعدوان، وكانت الفاجعة الكبرى لاماله. جنود واسلحة من كل حدب وصوب ( بريطانيا، امريكا، مصر) تدافع عن اتلكويت الصغيرة، تصفع احلامه وتهز كرسي رئاسته وتجبره على التراجع والتمرغ في الخسارة والحصار، عراقيا وعربيا وعالميا. بعدها اخذ يتخذ من الدين الاسلامي والقضية الفلسطينية وسيلة للخروج من ورطة التحرش بهذه الدول ، ولتثبيت كرسيه المهزوز ايضا.

 

تعلم صدام الدرس من الملوك والامراء والشيوخ في الخليج والسعودية وهو الا يتطاول عليهم ابدا، ولكنه يريد ايضا اضهار عنتريته امام المجموعة التي تبعته من الاسلاميين والفلسطنيين، فنراه يقوم بين الفينة والاخرى بعرض عضلاته وتهديد الكويت والسعودية والدول الخليجية.

 

اما الرئيس الليبي معمر القذافي، فهو ايضا مثل صدام، لا يفتأ ابدا عن تقليد الملوك والشيوخ والامراء في تصرفاته، الا ان امكانيات الاقتصاد الليبي الاضعف والبعد الجغرافي عن دول الخليج، يمنعه من التفكير باحتلالها ولهذا يكتفي فقط  بعرض عنتريته ضدهم من بعيد، بين الفينة والفينة، واخرها كانت محاولته لالقاء اسباب مشاكل المنطقة على السعودية. وهذا ما حدا بالامير السعودي للرد وباسلوب شديد على القذافي، الذي وقف كالمصدوم، يطالب من الامين العام لجامعة الدول العربية ايضاح او ربما ترجمة الرد الاميري الحازم.

 

فكما ان عنتريات صدام، ضايقت هولاء الملوك والامراء والشيوخ وجعلتهم يقرروا ازاحته من الحكم واعادته الى اصله الاعوج. لربما تكون عنتريات القذافي قد ضايقت ايضا هذه الطبقة القوية وسيقرروا اعادته الى حيث كان، بعد الاطاحة بصدام.

 

فشكرا لمشيئة الله، التي صبت مواقف هذه الطبقة المقتدرة في خانة المطالبة الشعبية العراقية وجعلتها تأخذ على عاتقها اعادة فرض هذه المطالبة على الساحة الخليجية والاسلامية،  بعد ان واجهت الرفض في اجتماع الدول العربية في شرم الشيخ. وتحية عراقية للشيخ الرائد، زايد بن سلطان وجميع الملوك والامراء الذين ساندوا مبادرته الجريئة.

 

#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات