شنوان الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 5774 - 2018 / 2 / 1 - 16:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل مصلح ومثقف ومبدع، يتهم بالكذب، لانه قد يكون ممارس لقناعاته بإستقلالية مادية وفكرية، يبنى لنفسه ويبني نفسه، ليس مسايرة ولا تقليدا بل بإبداع وتفاني وتضحية، لا يتبع العامة ولا يبحث عن تابعين، له اسلوب خاص ودوق خاص، يصعب تدجينه في هيئة ولا منظمة ولا حزب، لانه يؤمن بالفكرة وغالبا ما يكون اسير الفكرة والقضية يقرأ ويفهم بالقلب، لا يهتم بالعناوين من دون مضمون، يبحث عن الجديد والخلق الابداع، لا يدعي، لا يمل، ولا يستسلم، يحب في الفكر ويكره من لا فكر له، عائلته النقد وعلاقاته في الحجة، يحب المبدعين والاحرار، يختلف ولا يخالف، يقدس الفعل والممارسة ويكره التنظير من دون حركة ولا ترجمة في الواقع، لا يميل الى شعارات الحماس، يدرس موازين القوى، يبحث عن نقط ضعف الاستبداد، يستعمل الهامش الغير مفكر فيه، يبني في الهامش وللهامش، يكره المركز والمركزية كفكرة او سلطة. يجد نفسه وذاته وسط العامة وهمومها، يناقض النخبة غالبا، لا تسلبه الادارة الارادة ولا تسلبه السلطة قوته ولا قناعاته لانه يفرق بين الحقوق والهيبة او الصدقة، يقول الحقيقة كيفما كانت درجة خطورتها، وهل هناك سلطة تريد ان يُخلق من حولها مواطن تصله المعلومة من دون زمن محدد لها...
ماهية الانسان تكمن اكثر في فكره، قناعته، طرحه للفكرة مع الاستعداد لاثبات حقيقتها، العدو يحب الفكرة ويكره صاحبها، هذا الاخير يخط المسار رغم انف حاقده، لانه فاعل وصاحب الغلو مفعول به، يجعله فكره في موقع قوة، ويؤمن بأن القناعة هي ملجأه الوحيد في زمن المحن وليس عدد الاتباع، يُقر بأن الحسم واختبار التشبت بالقضية يُحسم في 72 ساعة، ما يقال فيها لا يقبل الردة ولا التصحيح...
قوي نفسك بالفكر لن تهزمك اعتى الهجمات، لان الفكر يحول اقصى العقوبات - الموت او الاعدام- الى مسألة قابلة للتأطير الفكري، يرودها يجملها ويتقبلها لانها جزء من قناعة وعملية -تنهي الحياة وتُعلن ميلاد جديد- خاضعة للعقل والفكر...
#شنوان_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟