منذر علي
الحوار المتمدن-العدد: 5774 - 2018 / 2 / 1 - 08:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يبدو لي أنَّ الإمارتين، قد أفلحوا في إقناع السعوديين بأنَّ حربهما في اليمن ، على النحو القائم منذ ثلاث سنوات، عبثية. ذلك أنها قد تفضي إلى إسقاط الحوثيين ، وانتصار الإخوان المسلمين، أي إزالة خطر قائم ، وصناعة خطر داهم، وهذه الإستراتيجية ، كما يرون ، ليست من الحكمة في شيء، إنْ لم تكن حماقة مُكلفة وفائضة عن الحاجة.
ولتجنب هذا المأزق الإشكالي، Catch-22 ، بحسب تعبير الروائي الأمريكي هيلر، والنتيجة غير المأمولة، بل الضارة ، فقد استدعتْ الحاجة إلى اعتماد إستراتجية جديدة، ثلاثية الأبعاد:
البعد الأول: تعزيز الجبهة المناهضة للحوثيين في كلٍ من البيضاء و الجوف وصعدة والساحل الغربي وتعز.
البُعد الثاني: السعي الجدي إلى تقليص نفوذ الإخوان المسلمين ، عبر تقليص نفوذ "السلطة الشرعية" ، التي تشكل المظلة السياسية للإخوان ، كما يتراءى الأمر للإماراتيين، وبعض الأوساط النافذة في الرياض ، مثل الأمير تركي الفيصل والجنرال أنور عشقي وغيرهما .
البُعد الثالث: تمكين كل من اللواء عيدروس الزبيدي، و العميد طارق محمد عبدالله صالح، والعميد أحمد علي عبد الله صالح ، المناهضين بقوة للحوثيين والإخوان المسلمين، والحليفين الوثيقين والمطواعين لدولة الإمارات العربية المتحدة ،التي يمكنها أنْ تحقق من خلالهم، و بيسر كبير، مصالحها ، وربما مصالح السعودية.
ويبدو أنَّ هذه الخطة ، قد لقيت، موافقة ضمنية من البريطانيين والأمريكيين ، وغيرهما من الدول التابعة لهذا المحور في المنطقة.
في هذا الإطار، يمكن النظر إلى الأحداث الأخيرة في اليمن، التي انطلقت في 2 ديسمبر 2017 في صنعاء، وفي 28 يناير 2018 في عدن. وهذه الأحداث تستدعي طرح جملة من الأسئلة:
1. كيف سيكون موقف الأخوان المسلمين والحوثين إزاء هذه التطورات؟
2. كيف سيكون موقف قطر ، الداعمة بقوة للإخوان المسلمين ، و المنهمكة في صراع شرس مع كل من الإمارات والسعودية؟
3. كيف سيكون موقف كل من إيران وتركيا، الحليفتين القويتين للحوثيين والإخوان المسلمين، إزاء ما يجري في اليمن؟
4. ما هي الانعكاسات المحتملة لهذه المتغيرات العاصفة على الوطن والشعب اليمني؟
5. هل لدي اليسار اليمني ، بأجنحته المتعددة، إستراتيجية بديلة ، لإنقاذ الشعب اليمني، والدفاع عن منجزاته التاريخية ، عبر صد العدوان الخارجي ، وكسر شوكة العدو الداخلي ، وصيانة الوطن من التفتت ؟
في الأخير ، علينا أنْ لا نخضع للتضليل والأكاذيب ، وعلينا أن لا نستسلم لليأس ، وعلينا أنْ لا نسمح بعزلنا و تقزيمنا وتقسيمنا . علينا أنْ ننتصر للوطن والشعب. هذا هو قدر اليسار!
#منذر_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟