أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير














المزيد.....

ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 18:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اما الخوض في حالة الإسلام السياسي السني مع موضوعة الدولة الإسلامية عبر التاريخ (الأموية والعباسية والعثمانية) ففيها الكثير من التفاصيل,لكن بإمكان مقارنة عامة تختص بعلاقة الشيعة والسنة عموما مع هذه الدولة أن تكشف عن حقيقة أن الخطاب السني راح يتراكم في مساحة العلاقات الإيجابية مع موضوعة الدولة, أما الخطاب الشيعي فقد تأسس وتراكم تاريخيا في مساحة معارضة الدولة .
لكن الأمر على الجانب السني لم يكن كله عسلا. إذ حينما يتعلق الأمر بمفهوم العلاقة ما بين الإسلام السياسي السني, المتمثل إلى حد كبير بالإخوان المسلمين من جهة, والدولة المدنية الحديثة من جهة أخرى, فإن الإسلام السياسي السني سرعان ما وجد نفسه متناقضا وخصما لهذه الدول الجديدة الخارجة من رحم إنهيار الدولة العثمانية, وبخاصة في مصر, التي كانت أرضها قد شهدت مرحلة التأسيس والنهوض للإخوان قبل ان ينتشر تنظيمهم في مختلف الأقطار الأخرى, التي كان من بينها العراق.
ونرى أن هناك الكثير الذي يصف العلاقات السلبية بين الأخوان والدولة المصرية منذ أوائل عهد النظام الملكي المصري إلى وقتنا الحالي مرورا بعهد الرئيس عبدالناصرحيث سار الصراع إلى أشده, ثم عهد الرئيس السادات الذي حاول تهدئة اللعبة مع الإخوان لغاية تجيشهم ضد خصومه ومنافسيه من الحركة العلمانية الوطنية, والذي إنتهى إلى إغتيال السادات نفسه على يد عناصر من الإسلام السياسي, وحتى وصول الإخوان إلى الهيمنة على النظام السياسي وتربع محمد مرسي العياط على سدة رئاسته.
لقد مارس الأخوان المسلمون, في عهد نظامهم الذي لم يعمر غير سنة واحدة, ممارسات متقاطعة مع مصلحة الدولة الوطنية المصرية العميقة, من خلال علاقتهم بحماس مثلا, وإقتراباتهم التركية الخارجة على الدور القومي المعروف لمصر.
إن هذه التقاطعات لم تكن تأسست حينها بفعل من ضغط الحاجات السياسية للدولة المصرية وإنما كانت تأسست على فقه إسلامي اممي يجعل من التركي المسلم أقرب إلى مرسي العياط من القبطي المصري, ثم دخلت الدولة الميكرسكوبية (قطر) في ساحة التأثير الواضح بفعل وجود شيخ الإحوان المسلمين فيها, ألا وهو القرضاوي, الذي كانت تنحني له جباه قادة السلطة في مصر من الإخوان, فمسخوا بالتالي ما تعنيه كلمة مصر سواء في تاريخها الفرعوني العميق أو على مدار تاريخها في العصور التي تلت, وجعلوا أبا الهول يكاد ان يخر ساجدا لشيخ قبيلة قطرية متخلف.
وقصة الإخوان في تونس على قصرها كشفت أيضا عن ميول للتبعية في الإتجاه نفسه الأمر الذي ادى إلى تصاعد حركة المعارضة ضد سلطتهم وضياعها منهم سريعا. إن المَثليْن, المصري والتونسي, كشفا بسرعة عن وجود خلل بنيوي في عقيدة الإخوان المسلمين الذي سرعان ما تظهر تاثيراته السلبية وتداعياته المؤذية حال وجود الإخوان في السلطة, أما عن حماس فمعروفة قصة لجوء مكتبها السياسي ورئيسه (خالد مشعل) إلى قطر بعد أن أدارت ظهرها لحليفها السوري بشار الاسد لاسباب ليست بعيدة عن قضية التبعية المحاورية المنشدة إلى مركزها التركي الإقليمي بعد ان ترتبت التحالفات بشكل يتبع تطور الأحداث في الساحة السورية..
وبكل تأكيد فأنا أتحدث هنا عن إسلام سياسي ولا أتحدث عن شيعة وعن سنة, الموضوعتان مختلفتان كاملا وعلينا أن لا ندع الخطاب المذهبي السائد حاليا يتدخل ليخرب علينا طريقة طرح أفكارنا .. كل إنسان وطني سواء أكان شيعيا أو سنيا يعتز بوطنه. ومن ناحية المواطنة كلاهما سواء برغم إفتراق مذهبهما الفقهي أو تماهيه.
إن الإسلام متى ما تسيس فستكون له تبعات وتداعيات مَرَضية سواء اكان شيعيا أو سنيا. الإسلام السياسي الشيعي محكوم بمعدلات فقهية تجعله عابرا للحدود وقابلا لأن يلتحق بمراكز إقليمية على حساب الإلتزام الوطني لكن السنة المسيسين هم ميالون أيضا للتبعيات الإقليمية والدولية لأن الإسلام السياسي بشكل عام محكوم بفقه الإسلام نفسه العابر للوطنيات والقوميات والذي يميل إلى الإلتزام الأممي على حساب الإلتزام الوطني.
هناك أيضا إسلام التكفيرين المنتمين إلى داعش والقاعدة وغيرها من الحركات التكفيرية ولا يصح بالمطلق ان نتحدث عنهم وكأنهم يمثلون السنة. وفي النهاية ويوم أن نتحدث عن سنة وشيعة كبشر وليس كإنتماء مذهبي فإن دور السنة العلمانيين في تأسيس الدولة الوطنية العراقية كان عابرا للمذهبية. على الجهة الأخرى فإن قراءة سريعة لتاريخ الدولة العراقية الحديثة سوف تضع أمامك كثيرا من الأسماء الشيعية التي لعبت دورا أساسيا في تأسيس الحركات الوطنية والعروبية والماركسية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة إسلامات .. سرقة العصر*
- ثلاثة إسلامات ..
- في بيتنا فريال الكليدار
- العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟
- أخا وطن
- وضّاح اليمن
- أمريكا أولا أم إسرائيل
- تهويد القدس أمريكيا
- وادي السيليكون في العراق وصناعة الأحياء الأموات
- ربحوا الله وخسروا القدس
- محاربة الفساد في العراق أم محاربة داعش .. أيهما الأصعب
- عن المسألة الكردية .. لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس
- الحريري .. خرج ولم يعد
- العراق .. إعادة تكوين
- بين الزمان والمكان
- البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي
- من العنصري فينا يا أخوتي الأكراد
- أصل القرد .. إنسان
- إسرائيل وكردستان العراق
- براز الشيطان


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - ثلاثة إسلامات .. القسم الأخير