أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عارف معروف - الديمقراطية الممكنة والديمقراطية المستحيلة: ننتخب ام نقاطع؟ (1)















المزيد.....

الديمقراطية الممكنة والديمقراطية المستحيلة: ننتخب ام نقاطع؟ (1)


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 20:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الديمقراطية الممكنة والديمقراطية المستحيلة: ننتخب ام نقاطع؟ (1)
--------------------------------------------------------------

1- من المعلوم ان صيغة الحكم الديمقراطي ومؤسساته وقوانينه وكذلك آلياته من حقوق انتخابية وتصويت وتمثيل نيابي ، جميعا، نتاج مرحلة تاريخية معينه من تاريخ البشرية هي المرحلة الرأسمالية وهو مرتبط شديد الارتباط بالبنية الاقتصادية والاجتماعية لها وقد شكل اطارها او هيكلها السياسي الذي يعكس حاجاتها ووسائلها في الادارة والحكم.
2- لكنه مثل كل منتجات الحداثة يطابق ويشتغل بأكبر قدر من الكفاءة والجدية في البنية الاقتصادية والاجتماعية التي انتجته كحاجة وآلية وفي الوقت نفسه لا يمكن له ان يؤدي ذات الدور في مجتمعات اخرى بل وغالبا ما يتدهور الى شكل زائف وممارسة مفرغة من المحتوى شأنه شأن كل منتجات الحداثة في عالم سابق عليها. ان الفن والادب والاخلاق العامة والقوانين والقيم الاجتماعية وقواعد السلوك وكل شيء آخر من المنتجات القيمية والفكرية والسياسية والمؤسسية للمجتمع الغربي، الرأسمالي والصناعي (وذلك امر يشمل اليابانيين، ايضا، والذين يسميهم نعوم تشومسكي بحق، " بيض شرف " كناية عن انهم ليسوا اوروبيين ولكنهم يشاركونهم في مستوى وطبيعة البنية الاجتماعية) لا تشبه الاّ بالإسم او الشكل امثالها ومسمياتها في العالم الثالث ، وبالأساس عالمنا العربي خصوصا والاسلامي عموما.
3- ان هذا الامر هو سبب اساس للازدواجية التي نبدو عليها في كل هذه الامور وبالأخص في الشأن السياسي وهو الكامن ايضا في تكرار مسرحية فوز الحزب الحاكم او الزعيم المفدى او القائد الملهم او اخيرا الطغمة الطفيلية، في اي بلد من بلداننا ، بنسبة 99,99% من الاصوات . او نسبة مقاربة. اي ان الانتخابات لم تكن والحالة هذه الاّ وسيلة لاستمرار الموروث واسباغ شكل مناسب من الحداثة والمقبولية عليه !
4- لا تتناسب الديمقراطية فقط مع أساس اجتماعي اقتصادي يتطلبها كضرورة ويديمها كمؤسسة بل وتفترض أيضا نوعا من الوعي الاجتماعي المناسب وكذلك البنية الثقافية العامة التي تنسجم معها وتديمها كممارسة وقيم وتقاليد ، فلايمكن للجماعات البشرية التي تعيش على الرعي في الصحارى او تلك البدائية الصغيرة في أعماق الغابات ان تجد فيها حاجة او ضروة او تستطيع ان تمارسها كاسلوب للحياة السياسية فلهذه الجماعات منظوماتها السياسية التي انبثقت من حاجاتها الفعلية ولها القدرة على تلبيتها. وحتى في ظل حقيقة التأثر الشديد للمجتمعات التقليدية المعاصرة بمنتجات الحضارة والثقافة الغربية وتحول العالم على نحو متزايد الى قرية مترابطة في ظل وسائل الاتصال والتواصل الحديثة ، فما يزال التكوين الثقافي والقيمي والسياسي لهذه المجتمعات محتفظا ومحافظا ويملك دوافعه الأساسية في الوجود والاستمرار .و لن تكون بناه الثقافية والسياسية ، في افضل الأحوال ، الاّ بنى هجينه ومتداخله مع غلبه شديده لما هو تقليدي وتاريخي مالم تكن القاعدة الأساسية ، الاقتصادية وبالتالي الاجتماعية ، قد شهدت تغييرات مهمة ومؤثرة في هذه المجتمعات . على هذا الأساس فأن الديمقراطية وكل القيم والممارسات المرتبطه بها كما عرفها ويعرفها المجتمع الغربي مؤسسة وممارسة ، مستحيلة بالنسبة لنا وبالنسبة لكل البلدان التي تشترك معنا في التاريخ او الأساس الاقتصادي وانعكاساته الاجتماعية والثقافية ولا يمكن لها ان توجد او تستمر او ان تكون فعالة ومنتجة وحيّة بذات الدرجة والتاثير .
5- واذا كان غني عن البيان ان الديمقراطية ووسيلتها الانتخابات ، بالنتيجة ، تعاني الكثير من التزييف واعتماد وسائل عديدة تمنع من ان تكون حرة ونزيهة وبعيدة عن تأثيرات وارادة الطغم المالية والنخب السياسية والبنوك والمصالح الكبرى في مجتمعاتها ذاتها ( خذ مثلا الولايات المتحدة الامريكية ، ولاحظ شكاوى الكتاب والناشطين والمهتمين الامريكان من طبيعة قواعد توزيع القوة في اللعبة الانتخابية وكيف انها تصادر ، باستمرار ، وبمعزل عن التأثيرات المعروفة للإعلام والدعاية والمال السياسي وعبر القوانين والقواعد نفسها ، حرية وارادة نسبة كبيرة من المقترعين ) فكيف سيكون الحال في بلداننا ؟
6- ولكي لا نتجنى على الواقع او يتصور احد اننا نعادي الممارسة الديمقراطية او نجد في الدكتاتورية او الاستبداد تحت أي مسمى بديلا لها ، فأن بلدانا مثل العديد من دول اوروبا الغربية وكذلك اليابان بلغت فيها الممارسة الديمقراطية وآلياتها شأوا بعيدا من الجدية والشرعية والتمثيل الحقيقي والنسب العادلة ، وذلك ليس بفضل ميزة " اخلاقية " او موهبة ربانية تتمتع بها هذه الشعوب او خصلة فذة يتميز بها افرادها وانما بسبب التأثير المتفاعل والمشترك للقوانين الضابطة وتوزيع السلطات والقيم الاجتماعية وضرورات الحياة ومستوى التنظيم ودور الرقابة وطبيعة الاعلام ومساهمته والتربية العامة وغيرها في مجتمع صناعي حديث تطورت خلال قرون او في المئة سنة الأخيرة على اقل تقدير ، أي انها نتاج تاريخي كما اسلفنا واطار ثقافي وسياسي مناسب لقاعدة اقتصادية اجتماعية .
7- من المعروف في الطب والجراحة ، بل وامسى معلومة شائعة اليوم ، ان الجسم الحي يرفض قبول او التكيّف مع عضو غريب عند زراعة الاعضاء مثل القلوب او الكلى او غيرها الاّ بعد تكييف الحالة بإجراءات استثنائية لخفض مقاومة الجسم ونظامه المناعي ورفضه لهذا العضو ، ومع ذلك فغالبا ما كانت هذه العمليات لا تتكلل بالنجاح التام . ان نقل الديمقراطية ومؤسساتها، غير ممكن كذلك ، وستعقبه ، بلا شك عقابيل مشابهة لحالات الرفض المعروفة في عالم زراعة الاعضاء ، وهذا الرفض يتجلى بأشكال شتى ، اهمها واكثرها شيوعا هو التزييف وتغيير المهمة الحقيقية للديمقراطية ومؤسساتها وافراغها من جوهرها الحقيقي وغاياتها الاساسية .وستتناسب شدّة ذلك مع طبيعة كل مجتمع على حدة ومدى قربه او بعده عن الحداثة وبناها الاقتصادية الاجتماعية المعروفة وطبيعة اطرها الثقافية والسياسية . ان ممارسة الانتخابات لغرض عقد برلمان تأسيسي ، مثلا ، في افغانستان سوف لن يشبه كثيرا نتائج هذه الممارسة في تونس وهذه الاخيرة ستنتج شيئا مختلفا عن سواها في ابو ظبي او اليمن . ففي الاولى سيأتيك بنسبة كبيرة من زعماء القبائل ورجال الدين وقادة القوى المسلحة ولن يكون فيها للمرأة تمثيل الاّ بصورة مزيفة وكاذبة اما في الثانية فستكون هناك نسبة اوضح للقوى العاملة والشابة المرتبطة ببنية مجتمع حديث وبنسبة اقل من القوى التقليدية التي تمثل مضامين اجتماعية لمراحل سابقة على الرأسمالية و اما في حالة اليمن فستكون النسبة الغالبة للقبائل التي قد تتخذ لبوسا ينتمي الى الحداثة مثل الأحزاب لكنه سيبقى في جوهره قبليا ويعكس واقعا قبليا ، وغني عن البيان ان " ديمقراطية " ابي ظبي ستكون حكم المشيخة القبلية الصارم ، القديم والمتوارث ، حتى لو اتخذ شكل الحكومة الالكترونية !

(يتبع .....)



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوامة...
- امتان لا امةٌ واحدة . شعبان لا شعبٌ واحد !
- كوارث أقارب الخياط !
- هل المشكله في الشعب العراقي ؟ (محاولة في الشخصية العراقية ) ...
- هل المشكله في الشعب العراقي ؟!
- اوراق في المقامره الكبرى القادمه !
- ذهب البارزاني ، جاء البارزاني ، عاش حيدر العبادي !
- انصفوا الطلبه : صدام يلغي قرارته المجحفة ونحن نتمسك بها !
- العائلة الحاكمة ولعبة الولد الضال .....
- استفتاء اربيل ومحتويات الصندوق الاسود .....
- البارزاني وشركاءه .....محرقة جديده ؟
- من ايران الى السعودية .... روهينجا يامسلمون !
- عراقيون... مُقبلينَ ، أجانب ....مدبرين !
- ابعد من الاستفتاء ... !
- هل تكره اسرائيل ؟
- ثورة 14 تموز وأسطورة الزمن الجميل
- ثقافة المساءلة ...غيابٌ اجتماعي !
- جهاز رسمي في دولة كبرى ام عصابة...... برامج سرية وتنظيمات خي ...
- صدام حسين ام فؤاد معصوم ؟
- سياسة حافة الهاوية والابتزاز النووي ...امتياز امريكي !


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عارف معروف - الديمقراطية الممكنة والديمقراطية المستحيلة: ننتخب ام نقاطع؟ (1)