أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - و يَبْغُونَهَا عِوَجَا














المزيد.....

و يَبْغُونَهَا عِوَجَا


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 01:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1) العنوان أعلاه آية قرآنية تُلخِّص حالة الفصام الحادة والمأساوية التي يعيشها المسلمون دولا وشعوبا، ويبغونها عوجا قد تفوقت على جميع المقولات والمفاهيم السيكولوجية التي يمكن استخدامها لتوصيف ذهنية المسلمين ،كيف ؟ أعتقد أن المسلمين وحدهم على كرة البسيطة من لديهم نزوعات انفصالية عن المجتمعات المتنوعة الأعراق والثقافات والديانات والسعي لتأسيس كيانات فاشلة تغرق في الاقتتال الطائفي والحروب المذهبية والفقر والتخلف ،وانفصال باكستان وبنغلاديش عن الهند كقوة عظمى من منطلقات دينية وتأسيسهم لكيانات فاشلة لَأَكبر دليل على هكذا نزوعات الانفصال والغيتو وعدم الإيمان بالوطن ورفض الآخر رغم التغني اليومي بقيم التسامح والاندماج والعيش المشترك.

2) لم يعد خافيا في زمن تكنولوجيا التواصل والتفاعل أن المسلمين وحدهم في العالم الذين تضطرهم ظروف البطالة وشظف العيش والقمع ليهربوا من بلدانهم مقامرين بحياتهم إلى بلدان تستضيفهم وتوفر لهم الحدود الدنيا من الكرامة والعيش ،فيخرج نفس الهاربين من أوطانهم في مظاهرات للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية في الدول التي استضافتهم ،وهم يعلمون أن هذه الدول راكمت قيما وقوانين لادخل للدين أي دين في تنظيم مجتمعاتهم ويعلمون أن هذا الفصل للدين عن السياسة هو من عبّد الطريق نحو مجتمع أكثر ديمقراطية وأكثر إنسانية وأقل استبدادا وقهرا،دول فصلت الدين عن الدولة استفادة من حروب استغلال الدين في السياسة وهي حروب كادت تودي بنهاية العنصر البشري في بعض الدول الأوروبية ،إنه إذن التشوه الذهني والنفسي من يدفع بالمسلم ليناضل من أجل إرجاع الدول التي احتضنته لتحقيق دولة على شاكلة الدولة التي دفعته للهجرة ،هذه بالمناسبة خاصية أو خصوصية للجاليات المسلمة.

3) المسلمون ربما الوحيدون في هذا العالم الذين يجترون خلافات وصراعات عمرها 14 قرنا ،فالصراع بين السنة والشيعة هو صراع قديم حصل بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان والتجائهما للتحكيم سعيا للصلح وحقنا للدماء ،فانشق الخوارج عن علي بسبب أنه حكَّم الرجال وليس القرآن ،فقال علي للخوارج "القرآن كتاب مسطور لايتكلم ،الرجال هم الذين يتكلمون القرآن ...... ،كل شعوب الأرض تقربالتأويل والاجتهاد في قراءة النصوص وكل الشعوب لها ماض من الحروب والصراعات الدموية ولكن ظلت هذه الخلافات للتاريخ وللعبرة وليس إسقاطها على الحاضر المختلف نهائيا عن الشروط والسياقات التي أنتجت هذه الصراعات .

4) المسلمون وحدهم من توقَّف تفكيرهم في القرن الرابع عشر ويعتبرون كل الاختراعات والاكتشافات العلمية توجد في القرآن في حين أن الدين أي دين جاء بمبادئ عامة ليحث الناس عن البحث والتفكير والاجتهاد والعدل والتسامح وإلا ما دور المسلمين في هذه الحياة إذا كان كل شيء متوفرا في القرآن ؟ وإذا كانت توجَد هذه الاختراعات والاكتشافات في القرآن فلماذا لم يكتشفها المسلمون أصحاب الكتاب؟ أفلح المسلمون فقط في تطويع القرآن والتعسف عليه بما يتناسب والاختراعات العلمية ،أفلحوا في تبرير كسلهم وعجزهم وترهلهم عن البحث والكد كما هو شأن جميع الحضارات الإنسانية التي ساهمت جميعها في هذا البناء الحضاري .

5) يبغونها عوجا مفهوم نفسي لا يقل أهمية عن باقي المفاهيم النفسية التي أنتجتها نظريات التحليل النفسي وعلم نفس التخلف،هي شهادة قاصمة على أن المسلمين لا يؤمنون بالوطن ولا يؤمنون بالعيش المشترك ويعتبرون أنفسهم زبدة الإنسانية وروادها ومعلميها متناسين أنهم قد خرجوا باكرا من التاريخ ،فهم أمة مستهلكة بامتيازلا تقرأ ولا تنتج ولا تخترع وحتى الثروات التي تتوفر عليها هي ترواث طبيعية تستفيد منها الإمبريالية والكيان الصهيوني ،المسلمون ظاهرة صوتية كما قيل ،كل القضايا تُحل لديهم في القصبات الصوتية ،المسلمون هم الأكثر يقينا وإطلاقية في أحكامهم وأكثر الأمم بعدا عن النسبية وعن المادية وعن التاريخ وعن التواضع، المسلمون أكثر الأسواق ترويجا واستهلاكا للشعوذة والترهات والحزعبلات التي جعلت الجميع يضحك على نمط تفكيرهم ،المسلمون الأكثر تِردادا للأمجاد والمفاخر والأكثر اعتدادا وعدّا لقيم التسامح والشرف والمروءة واعتبارها صناعة إسلامية وفقط ،المسلمون الأكثر ترديدا وتنافخا وتهافتا بما ليس فيهم وهم يغرقون في قضايا قروسطوية بعيدة عن العصر وعن المنطق وعن العقل.

* الحديث في المقال عن المسلمين وليس عن الدين الإسلامي ،الحديث ليس عن كل المسلمين بل عن مسلمين بالدين والثقافة المتشبعين بالقراءة النصية النقلية القدرية الظاهرية الحرفية الوهابية للدين الإسلامي.



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصير المشترك لحزب العدالة والتنمية المغربي
- الوجه العربي لترامب الرئيس الأمريكي
- قمة إسطنبول وآفاق المقاومة لتحرير فلسطين
- ما تبقى من ثورات الربيع العربي
- مسلمو الروهينغا
- حراك الريف ومناورات المخزن
- الدوخة المخزنية وحراك الريف
- ذلك المحامي...وحراك الريف
- خيانة المثقفين
- الفقراء
- القمة العربية لصالح من تُعقد؟
- درسٌ من -إسرائيل-
- عن أسباب الإعفاءات الأخيرة
- ثروة شباط وعبثية السياسة في المغرب
- هل الشعب دائما على حق ؟
- صادق جلال العظم ورواية آيات شيطانية
- فيديل كاسترو وجدارة الحياة
- المزاد المخزني
- تلك الفصيلة البشرية
- مفارقات المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 7 أكتوبر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيموت عبدالسلام - و يَبْغُونَهَا عِوَجَا