أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رونين مانليس - 2018- خيار اللّبنانيّين















المزيد.....

2018- خيار اللّبنانيّين


رونين مانليس

الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 01:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يُطلب منّي أن أختار صورة العام فيما يتعلق بالجبهة اللّبنانية، تعود بي الذاكرة  إلى الجولة المشتركة لقائد الجبهة الجنوبية في حزب الله، وصديقه، قائد إحدى الميليشيات الشيعيّة الموالية لإيران، قيس الخزعلي. أهميّة هذه الصورة تكمن في أنها  تمثّل التدخّل الإيراني أكثر من أي شيء آخر، وتكشف حقيقة السّيطرة الإيرانية على لبنان.  فلا  شكّ، أن ظاهرة "سياحة الإرهاب" ستعرض دولة الأرز والمنطقة كلّها مستقبلًا لخطر محسوس – خطر سيطرة منفِّذي أوامر طهران.
  
فسنة 2017، على غرار السنوات الإحدى عشرة السّابقة التي تلت انتهاء حرب لبنان، امتازت  بهدوئها النسبي في الجبهة اللّبنانية.  ولا شك أن هذا الهدوء يخدم رفاهية السكّان من كلا الطّرفيْن. ولعل الاستقرار الأمني الذي طال الحدود وحال دون سماع دوي  صافرات الإنذار من قبل الأطفال في الصّفوف السادسة شمال إسرائيل وجنوب لبنان، كان من أهم  إنجازات حرب لبنان الثانية،  والدليل القاطع على فعالية الرّدع الإسرائيلي، والذاكرة المؤلمة في نفس اللبنانيين بشأن كِبَر الخطأ السابق الّذي إرتكبه نصر الله.  
تمكن جيش الدفاع الإسرائيلي العام الماضي من تعزيز جهوزيته لحرب في الجبهة الشمالية من  خلال: برامج عمل، تدريبات، تزوُّد بالوسائل، وتمارين هامّة، الأبرز من بينها هو تمرين الفيلق  الشمالي الذي أتى للمرّة الأولى منذ 20 عامًا، وساهم في التمرّن الفعلي على برامج جيش الدفاع  التشغيلية في الجبهة الشمالية. كما استمرّت، بشكلٍ متواصل، أعمال تجميع المعلومات  الاستخبارية وقد سبق لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلي ورئيس هيئة الاستخبارات التأكيد على أنّ  أعداءنا لو أدركوا كم نعرف عنهم من معلومات لرُدعوا من الدخول في المواجهات لسنوات طوال.
ها نبدأ العام الجديد بجاهزيّة عالية، مستعدون لجميع السيناريوهات في الجبهة الشمالية  رغم تأكيدنا أن وجهتنا ليس الحرب.
في المقابل تستمر منظمة حزب الله بالتدخّل في حرب ليست لها، وحتّى أنّها نجحت في توسيع  قائمة القتلى والأزمة الاقتصادية الّتي تعيشها. السنة الماضية كانت دليلًا إضافيًّا في كون حزب الله  ذراعَ إيران المنفِّذة. لقد اكتشفنا في جميع المناطق الّتي ساد فيها عدم استقرار، ختمًا إيرانيًا، ليكن  حزب الله الحاضر فعلًا، تحريضًا وتدخلًا: لقد أرسل إلى سوريا آلاف المقاتلين، وقد وسّع المعارك  في اليمن بواسطة مئات المستشارين، وحتّى أنّ نصر الله تباهى بإرسال صواريخ مضادة  للدبابات خاصّة لغزّة، وهو قد قابل مندوبي كافة المنظمات الإرهابية الفلسطينية، الّذين انتقل  بعضهم هذه السّنة للعيش بجواره في الضاحية ببيروت. يمرّ مليارات الدولارات من طهران عن  طريق بيروت لكلّ مكان في الشّرق الأوسط حيث يتعاظم  الشرّ والإرهاب.
في لبنان، لا يُخفي حزب الله محاولاته للسيطرة على الدولة اللبنانية، متمثلة بالتطورات التالية:  رئيس دولة يعطي شرعيّة لمنظمة إرهابية، رئيس حكومة يستصعب العمل في ظلّ بلطجة نصر  الله، إقامة شبكات إرهابية ومصانع لتصنيع الوسائل القتالية رغمًا عن الحكومة اللّبنانية،  واندماج عسكري بين المواطنين دون رادع. 
على طول الحدود مع إسرائيل، ورغم قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والذي  يحظر أي تواجد لنشطاء المنظمة جنوب لبنان، استمر حزب الله بتحدّيه المصلحة اللّبنانية - يستمر نشطاء حزب الله بالتجول على طول الحدود بزيّ مدنيّ خلال أعمالهم في صفوف الشّعب.  وبالإضافة إلى ذلك، يحاول حزب الله تجنيد وتشغيل ضبّاط وجنود من الجيش اللّبناني لتحقيق  أهدافه. وقد قام حزب الله بكامل الوقاحة بدعوة صحفيّين لجولة خاصة ليريهم كيف أنّه يهزأ  بسيادة الدولة اللبنانية وقرارات مجلس الأمن. 
يهمنا أن نوضح، أنّ هذه الخروقات لا ولن تهزنا، بالعكس، فالفارق بين خرق ينتهي بتقديم  شكوى للأمم المتحدة وخرق ينتهي بزعزعة الأمن، هو قرار إسرائيلي بحْت. 
والأخطر من كلّ شيء هو الأمور الّتي لا تراها العين، لقد أصبحت لبنان بفعل وتخاذل السلطات  اللبنانية وتجاهل عدد كبير من الدول الأعضاء في المجتمع الدّولي مصنعٓ صواريخ كبير وذلك  بسبب تخاذل السلطات اللّبنانية وتجاهلها للأمر. فالموضوع ليس مجرّد نقل أسلحة أو أموال، أو  استشارة. بل أنّ إيران افتتحت فرعًا جديدًا، "فرع لبنان" - إيران هنا.
يخطئ المواطن البسيط إن ظنّ أنّ هذه العملية ستحوّل لبنان إلى قلعة، فهي ليست أكثر من برميل  بارود موجّه ضدّه وضدّ عائلته وأملاكه. واحدٌ من كلّ ثلاثة أو أربعة بيوت جنوب لبنان هو مقرّ،  أو مخزن للسّلاح، أو مكان تحصين تابع لحزب الله. نحن نعرف هذه المنشآت، ونستطيع استهدافها   بشكل دقيق إذا تطلّب الأمر ذلك. 
مستقبل مواطني لبنان هو لعبة بأيدي الدكتاتور الطهراني، والمذنبون  في ذلك هم رؤساء القرى المدن ومؤسسات الحكم الّذين يرون هذا الوضع ويسكتون عليه.
مع افتتاح عام 2018 أظنّ أنه من الجدير تحذير سكان لبنان من اللّعبة الإيرانية بأمنهم ومستقبلهم.  الحديث عن سنة صراع وامتحان بالنسبة لمستقبل الكيان اللبناني. ينبع هذا الصراع من جهة  واحدة، بين الحاجة للوصول لاستقرار في الدولة، ولازدهار اقتصادي ولتطوير مواضيع مدنيّة  لبنانيّة، وبين استمرار العمليات لحلّ هيمنة إيران-حزب الله. 
مثلًا، يقف على كفّي الميزان، من جانب واحد، تطوير مجال الغاز الّذي سيحسّن الاقتصاد في  العقديْن القادميْن، ويؤدي إلى زيادة الصناعات المحلية الخام للدولة،ومساهمة كبيرة في مجال  العمل والتوفير بالعملة الخارجية، ومن جانب آخر، وصول ميليشيات شيعيّة مسلّحة إضافية  للبنان، والمسّ بصورة لبنان في عيون الجمهورالدولي، وعدم تطوير الاقتصاد، وتسبيب الضّرر  للسياحة، وإمكانية لزعزعة خطيرة في الأمن. 
الصراع يتعلّق بمتغيّريْن إثنيْن: هل الجمهور الدولي ولبنان سيسمحان لإيران وحزب الله  باستغلال براءة رؤساء الدولة اللبنانية وإقامة مصنع صواريخ دقيقة كما يحاولان في هذه الأيّام،  وهل سينجح حزب الله برعاية الانتخابات الجديدة بإسقاط الأحزاب السّنية في الانتخابات القادمة  (أيّار 2018) من التمسك بالحكم وتحويل الدولة بشكل رسميّ إلى دولة برعاية إيرانية؟
جيش الدفاع جاهز لجميع السيناريوهات، وهو يتحضّر لتطوير جاهزيته أكثر خلال العام. كما  أثبتنا في السنوات الأخيرة، ومن عليه أن يعرف ذلك فهو يعرفه، فالخطوط الحمراء الأمنيّة الّتي  وضعناها واضحة، ونحن نثبت ذلك كلّ أسبوع. بثّ روح الفكاهة في موضوع "الرّاتب الإيراني"  الّذي يتم دفعه لأمين عام حزب الله لا تترك أثرًا، ليس فينا وليس في سكّان لبنان.  الذي يبقى  الخيار خيارهم.



#رونين_مانليس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2018- خيار اللّبنانيّين


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رونين مانليس - 2018- خيار اللّبنانيّين