|
الاعتماد النفسي كمحدد لهوية الفرد
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5768 - 2018 / 1 / 25 - 14:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الاعتماد النفسي ...التدخين كمثال تطبيقي
.... الاعتماد النفسي ، أو الاتجاه الشخصي ، تسميتان لفكرة _ خبرة واحدة ، تصف المستوى المعرفي _ الأخلاقي للفرد ( امرأة او رجل ) بدرجة عالية من الدقة والسهولة معا . وهي تعتمد على بعض التصنيفات الشهيرة للطبع الفردي ، من الأقدم إلى الأحدث 1 _ تصنيف أبوقراط والبعض ينسبه إلى جالينوس ، أقدم التصنيفات المعروفة للطبع الفردي ، حيث ينسب الطبع لأحد العناصر الأربعة التي كانت تعتبر الوحيدة ، في الزمن القديم ، قبل جدول العناصر ومندليف : 1_ الطبع الهوائي 2_ الناري 3_ الترابي 4 _ الدموي . بعده تصنيف فرويد ، وهو برأيي الأكثر أهمية ، و يعتمد التصنيف الرباعي أيضا : 1_ الطبع الفموي 2_ الشرجي 3_ القضيبي 4 _ التناسلي . ويعتبر فرويد أن شخصية الانسان البالغ والراشد عقليا وعاطفيا تتضمن الأطوار الأربعة معا ، كخبرات سابقة ، تختتم بالمرحلة التناسلية الطبيعية : الحب بين امرأة ورجل . خلال كل مرحلة عمرية يتمحور الاعتماد النفسي للفرد ، على العضو الذي أخذت منه التسمية. والتصنيف الثالث لإريك فروم ، ويعتبر فيه أنماط الطبع خمسة ، كما يختلف بشكل جوهري عن معلمه فرويد ، باعتبار الشخصية الفردية تتحدد بالعوامل الاجتماعية _ الثقافية بالدرجة الأولى لا بالدوافع الغريزية ( والجنس بالتحديد ) والفردية كما بقي فرويد يصر طوال حياته : 1_ الطبع التلقفي 2 _ الاستغلالي 3 _ الادخاري 4_ التسويقي 5 _ الإنتاجي ويشرح فروم نظريته في كتاب الانسان لأجل ذاته ، بشكل موسع وممتع . يشاركها الشهرة والأهمية تصنيف يونغ الثنائي المعروف ، بين وضعيتين أو اتجاهين فقط : الانبساط أو الانطواء . وأعتقد أن لكل طريقة منها مزاياها ونواقصها أيضا ، وهذا شأن آخر له أهميته ودوره . .... أعتقد _ وخاصة في الوضع السوري وجواره ، يناسبنا تصنيف ثلاثي : 1_ الطبع النرجسي 2_ الدغمائي 3_ الموضوعي بحسب تجربتي المعيشية والثقافية ، تتواجد أنماط الطبع الثلاثة معا ، في الشخصية الفردية الفعلية ( امرأة او رجل ) ، والفارق بينها في النسب والكمية ، وليس نوعيا بعد . بعبارة أوضح لم تتشكل الشخصية الموضوعية (بحسب تجربتي ) ، حيث ان الشروط الاجتماعية والثقافية _ خصوصا السياسية والدينية _ لم تنضج في بلادنا ، وما تزال تراوح في الأطوار الأولية والبدائية التي تجاوزتها أغلب ثقافات العالم وحكوماته وشعوبه . يرتبط الاعتماد النفسي أو الاتجاه الشخصي مباشرة مع نمط الشخصية الراجح . الشخص النرجسي ، موقفه الغالب والاعتيادي : أنا ضد الجميع أو الجميع ضدي . ومعروف مثالها الشهير ، أنا وابن عمي على الغريب , وأنا وأخي على ابن عمي ، وأنا وابني على أخي ، وانا وزوجتي على ابني ، وأنا وعشيقتي على زوجتي ، وأنا وضميري على عشيقتي ، وانا وعقلي على ضميري ، وأنا وعاداتي على عقلي .... و أخيرا يختزل الفرد البائس إلى أنبوب هضم وعضو تناسل ، وأداة تدمير موقوتة . الشخص الدغمائي ، موقفه الغالب والاعتيادي : نحن ضد هم ، حيث يستبدل التمركز الذاتي بالاعتماد على الجماعة الأم أو الحزب أو الفريق والمهنة ،... ونماذجه منتشرة بين الأحزاب الإسلامية و القومية ، بالإضافة إلى اليسار والليبرالية في بلادنا السعيدة . الشخص الدغمائي هو شخص مجادل بدون توقف . لا يقبل بالمعايير الموضوعية . الشخص الموضوعي ، موقفه الغالب والاعتيادي : الحوار . وهو خلاصة فن الجدل . العلامة الفارقة للشخصية الموضوعية ، استبدال العادات الانفعالية بالمبادئ الإنسانية المشتركة بالتزامن مع المعايير الموضوعية ، أبرز نماذجها الشخصيات الابداعية العلمية والأدبية ... ( تشيخوف ، انشتاين ، شيمبورسكا ، بيل غيتس...) . الجدل والحوار ، علامة الحضارة الفارقة والموضوعية الانسانية . الفرق بين الجدل والحوار ، نوعي وكمي بالتزامن . في الجدل لا يوجد تمييز بين الشخص وموقفه وافكاره ، سواء في حالة التعبير والكلام أو بوضع التلقي والاصغاء . كما أن الجدل ، ما يزال محور التفكير العمودي ، والعلمي معا . يبدأ الحوار بعد مرحلة الفصل والتمييز بين الأفكار وبين الأشخاص ، وعتبته المساواة . لا يمكن إقامة حوار بين مراتب أو مستويات متباينة . ويبقى الأهم في التمييز بين الجدل والحوار عامل الزمن والوقت ، احترام وقت الآخر ( الخصم أو الشريك ) فعل وعي وإرادة خلال الحوار ، بينما يحدث في الجدل بتحديد خارجي _ غاية الجدل الربح والفوز على الخصم ، وغاية الحوار المعرفة . .... إشارة هامة ، وتحتاج إلى نقاش أكثر تفصيلا ، حالة الصحة أو المرض العقلي ...!؟ وكيفية تحديد ذلك ، ووفق أي معايير ... من المعروف أن يونغ وتياره ، ينحاز إلى الموقف الكلاسيكي ( العدمي ) في ثقافة الشرق القديم ، ... حيث يلخصها ول ديورانت بشكل مكثف وواضح : " أفضل ما تقوم به غالبا ، ان لا تفعل شيئا . وأفضل ما تقوله غالبا ، أن لا تقول شيئا . " بينما ينحاز فرويد إلى الفردية والفرد بوضوح ، ويحدد معيار الصحة النفسية والعقلية بالمقدرة على العمل والانجاب ، كما يعتبر السعادة تتحقق مع الاشباع المباشر للرغبات . يراوح إريك فروم بين الفرد والمجتمع . فهو يقف مع الفرد فكريا ، وعمليا موقفه يغلب عليه التناقض والغموض ...كما أنه المساهم ( غير المباشر) في مقولة الخلاص الجماعي . بعبارة ثانية وبلغة اليوم : تقف الحركات والنظم الشمولية ، مع الشعوب والدول والجماعات ، وتهمل الحق الفردي . على العكس من الحركات الليبرالية ، حيث تضع الأولوية لحقوق الانسان والأفراد . موقف فروم بقي في المستوى التنظيري ، مع الانسان والمجتمع المثاليين ، وهذا موضوع يستحق المزيد من النقاش والتفصيل . ..... الاعتماد النفسي والتدخين ....مثلا لكل فرد عاداته الخاصة ، الحميمية والسرية أحيانا _ لا تنفصل السرية عن المرض . وأتفق تماما مع القول المعروف " الانسان مريض بقدر ما لديه من أسرار " . وهذا ما يعدل الموقف السائد من عادة التدخين ، ويحولها من عادة سلبية فقط ومرزولة ، إلى عادة متوسطة تشبه فعليا الاقتراض بفائدة مرتفعة في الحالات والأوضاع الخاصة , ....والمستقبل وحده يقرر صواب الموقف من خطأه . التدخين والكحول والمغامرات المتوسطة ، بمجملها هي عادات غير صحية بالتأكيد ، لكن قد تكون ذات فائدة فردية أو اجتماعية في مرحلة ما أو خلال وضع خاص . الصحة النفسية المتكاملة والحرية الفردية ، وجهان لعملة واحدة وتتمحوران حول تشكيل العادات والطقوس الفردية عبر العلاقة مع الوقت والكلام ... العلاقة مع الكلام والتفكير أو نوع الأحاديث الذاتية ، يحدد بشكل ثابت درجة الصحة أو المرض العقليين لدى الفرد ؟ في المستوى النرجسي ، يدور الكلام والفكر معه في حلقة مفرغة من أحلام العظمة _ لا يجهلها أحد _ مع جانبها السلبي العدواني والتدميري . والعلاقة مع الزمن تكون بدورها نوعا من التكرار الدائم حول تصورات العظمة المتخيلة ، في تبادل دوري وثابت بين موقعي البطل أو الضحية ( شكوى او تفاخر ). أهم من ذلك كله تشكيل العادات الجديدة... الانسان عبد العادة والفكرة . والفرد يخدم خلال حياته الفعلية أفكاره وعاداته وليس العكس ، بكل أسف . بعبارة مختصرة ، فكرة الاعتماد النفسي أكثر تحديدا من مفهوم الشخصية أو الطبع ، حيث يتعذر بالفعل تحديد الطبع والشخصية بينما في المقابل ، يبرز الاتجاه والاعتماد النفسي في السلوك والتفكير _ والأكثر أهمية برأيي أن الشعور يتشكل بنفس الطريقة التي نشكل بها عاداتنا الحاكمة واللاشعورية ، ولا ندركها إلا بعد إسقاطها على الآخرين والعالم ، ويتعذر إدراكها بشكل مباشر وسهل أو الشعور بها حتى . (مأساة الانسان التفاضل والاختيار ، المرير والاجباري، بين العفوية والتفريغ العشوائي أو التصنع والافتعال والحذلقة ، مأساتنا في دماغنا الفردي أولا.... السهولة والمجانية والعدمية أو المخاطرة والمشقة والقلق !؟ ) وهو الموضوع الكلاسيكي في الفلسفة ، الوجودية خصوصا . الاعتماد النفسي واتجاه الشخصية الثابت ، الذي يسهل توقعه باحتمال يقارب اليقين ، يتمثل بالعادة الأولى أو بالوظيفة والدور الأول.....مقترنة مع الجوانب الثانية في حياة الفرد ، التي لا نتذكرها سوى في الأوقات والأحوال الخاصة والحرجة . أمثلتها كثيرة ومتنوعة ، تدخين ، زواج ، وظيفة ، ... الاعتماد النفسي كما أفهمه يشمل الموقع والعادات الثابتة ، الموروثة منها أو المكتسبة . ثلاثة أشكال للاعتماد النفسي 1 _ على شخص آخر 2 _ على النفس 3 _ على أدوات .... للبحث تكمل
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاج ما بعد الصدمة !؟
-
تكملة تعديل السلوك المعرفي
-
تعديل السلوك المعرفي 2
-
تعديل السلوك المعرفي _ مقدمة
-
التحليل النفسي _ أمثلة تطبيقية...
-
التحليل النفسي _ تكملة
-
حكم العادة
-
التحليل النفسي بين العلم والفلسفة
-
خلاصة بحث طويل
-
الموقف العصابي _ وحاجة الانسان للحب غير المشروط
-
الكبار يحتاجون للحب غير المشروط أيضا _ تتمة
-
حاجة الكبار إلى الحب غير المشروط أيضا
-
الكبار يكذبون أولا
-
ملحق ختامي لبحث القيم والأخلاق
-
ملحق 3 _ على بحث القيم والأخلاق
-
مملحق 2 _ على بحث القيم والأخلاق
-
ملحق 1 ، لبحث القيم والأخلاق
-
2 (بحث في القيم والأخلاق)
-
بحث في القيم والأخلاق _1
-
(قبلك _5
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|