أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا أرنست - دور المؤسسات في تعزيز الصحة النفسية لكبار السن














المزيد.....

دور المؤسسات في تعزيز الصحة النفسية لكبار السن


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 5768 - 2018 / 1 / 25 - 02:13
المحور: المجتمع المدني
    


تشير تقارير الأمم المتحدة إلى التغير الجذري الذي طرأ على التركيبة السكانية في العالم في العقود الأخيرة. ففي الفترة ما بين عام 1950 وعام 2010، ارتفع العمر المتوقع للإنسان في جميع أنحاء العالم من 46 عاما إلى 68 عاما، ويتوقع أن يزيد ليبلغ 81 عاما بحلول نهاية هذا القرن. وللمرة الأولى في تاريخ البشرية، سيزيد عدد الأشخاص الذين تجاوزوا الستين عن عدد الأطفال في العالم في عام 2050. ستكون زيادة عدد كبار السن أكثر وأسرع في بلدان العالم النامي، وستصبح آسيا المنطقة التي تضم أكبر عدد من كبار السن، وتواجه أفريقيا أكبر زيادة متناسبة في هذا الصدد.
في ظل هذه المؤشرات الهامة نتأمل الخدمات المقدمة لكبار السن وسياسات الحماية الإجتماعية والرعايا الصحية في دول العربية ومنها مصر. ورغم تزايد عدد دور رعاية المسنين بمصر، إلا أنها لا تكفي لإستيعاب الأعداد الضخمة طالبي الخدمة سنويا، وفي ذات الوقت، فان ضعف جودة الخدمات والأنشطة المقدمة لم يساهم في تشكيل صورة ذهنية إيجابية في وجدان المصريين حتى بدور الرعاية الخاصة التي تأخذ مقابل خدماتها آلاف الجنيهات شهريا.
ومع تقدم العمر تتغير السمات الشخصية للإنسان وتتغير احتياجاته وطرق التعبير عنها، ولغة التواصل لديه، فما كان يتقنه بالأمس لم يعد له فائدة اليوم، فيلجأ إلى أساليب تواصل جديدة، كالحكي المستمر عن الماضي مثلا وتقديم النصائح لمن حوله في أي موقف، لكن في الغالب لا تنجح هذه اللغة مع المحيطين وتسبب لهم الإزعاج. هذه اللغة ليست فقط للتواصل ولكنها للتعبير عن وجوده، ولسان حاله يقول "أنا هنا، أنا موجود". وتتضاعف هذه المعاناة في حال كان المسن من ذوي الإعاقة، ونجده يحتاج إلى خدمات مُضاعفة مع ازدياد نسبي في صعوبة التعبير عن إحتياجاته.
اللجوء لدور الرعاية أحد الحلول ولكنه ليس الأفضل مع ضعف جودة الخدمات وتزايد أعداد كبار السن سنويا، والأبحاث المستمرة في هذا الشأن توصي بحلول إضافية أو بديلة لدور الرعاية لرفع جودة الخدمات من ناحية، وتنمية جودة حياة كبار السن من ناحية أخرى حفاظا على الكرامة الإنسانية والترابط الإنساني.
وجاء ضمن آخر الأبحاث العربية في السنوات الأخيرة عن رعاية كبار السن، حيث قدم الباحث الكويتي عباس سبتي بحثا بعنوان "بناء فريق عمل تطوعي لرفع المعاناة النفسية عن كبار السن من الجنسين"، أشار فيه إلى أن فريق من المتطوعين قد يسهم في تخفيف آلام المرض لدى المسن إلى جانب توجيه النصح له والشعور بوجود أشخاص بجواره يهتمون به قد يزيل أو يخفف من الآلام، ويمكن أن يقوم الفريق التطوعي بزيارة الشخص المسن في المنزل أو المستشفى أو دار الرعاية بل قد يتصل أحد أعضاء الفريق بالمسن وبشكل دوري. إلى جانب ذلك يوفر الفريق التطوعي البرامج والأنشطة بهدف تخفيف المشكلات النفسية عن المسنين مثل مشكلات القلق والإحباط والوحدة والعزلة والاكتئاب .
كما يعرض الباحث بعض المواقع الإلكترونية باللغة الإنجليزية، أهتمت بالحالة النفسية لكبار السن وذوي الإعاقة، منها برنامج "Bolton" يسمى برنامج "الصداقة عبر الهاتف" ويهدف إلى تخفيف وطأة الشعور بالوحدة والعزلة من خلال تدريب عدد من المتطوعين على إجراء المكالمات التليفونية الأسبوعية وبشكل منتظم. تجرى المكالمات في العادة بين 15-20 دقيقة كل أسبوع لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يصعب عليهم مغادرة أماكن إقامتهم، ويفضلون الدردشة العادية عبر الهاتف.
هذه الأفكار التي يقدمها الباحث وعشرات غيرها تستحق الدراسة والتجربة من أجل حياة أكثر إنسانية لكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة منهم الذين لا يُغادرون منازلهم أو المقيمون بدور الرعاية.
عام 2014 كشفت أحدى الدراسات عن أن الانخراط بالعمل التطوعي، خاصة لكبار السن، يعمل على تعزيز صحتهم وإعطائهم طاقة إيجابية، حيث وجد ارتباط العمل التطوعي يخفض أعراض الاكتئاب، وتحسين الصحة العامة، فضلا عن تقليل القيود الوظيفية وزيادة عمر الإنسان. وأوضح نيكول أندرسون، من جامعة "تورونتو" الكندية، أن الدراسة ترسم صورة مقنعة للعمل التطوعي، باعتبارها عنصرا مهما للحفاظ على نمط الحياة الصحية فى سنوات لاحقة.
وأكد الباحثون على أهمية وفائدة انخراط كبار السن فى العمل التطوعي لفوائده على صحتهم النفسية والعقلية مع التقدم بالعمر. أن نتائج هذا البحث يمكن أن تشكل سياسة الحكومات تجاه مشاركة كبار السن في الأنشطة التطوعية الأمر الذي يمكنه تقليل الاعتماد على نظام الرعاية الصحية.
رعاية كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الغير قادرين على رعاية أنفسهم حق إنساني ودستوري، وتقديم الخدمة لهذه الشريحة من المواطنيين في مصر والدول الأخرى من الممكن أن يدمج ليشمل قطاع واسع، فتقل التكلفة وترتفع جودة الخدمة، وتكون الدولة قد قدمت أهم أدوارها ألا وهي حياة كريمة للمواطنين الغير قادرين.
زيادة عدد دور الإقامة وارتفاع جودة مبانيها وخدماتها من الحلول الضرورية واللازمة لرعاية كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة خاصة الذهنية والمتعددة الذي ليس لهم أحد يرعاهم، لكننا في عصر تسود فيه التكنولوجيا التي تزيد من عزلة الإنسان، ولا يسعنا الحديث عن تطور رعاية أو خدمة ما دون الإشارة إلى إعادة ترسيخ مفاهيم إنسانية وأسرية من جهة وإيجاد بدائل من جهة أخرى، ومن هنا أقترح مراجعة المناهج الدراسية في مراحل التعليم الأساسي بما يرسخ ثقافة احترام الإختلاف، ويراعي احترام كرامة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة، مع ضبط المصطلحات والمفاهيم، وإضافة مفاهيم حقوقية لخلق صورة ذهنية إيجابية تجاه كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة عند الأطفال.
هذا بالإضافة إلى ضرورة التخطيط لبرامج تطوعية وثقافية تستهدف كبار السن، وتستفيد من خبراتهم واستعدادهم للقيام بالمزيد وتعطيهم الاحساس بالقيمة والوجود. فضلا عن تنشيط ذاكرتهم للحدّ من الإصابة بالأمراض من خلال الأنشطة الثقافية والترفيهية، والفنية لما لها من تأثير نفسي إيجابي وتزيد الإحساس بالجمال والإبداع.



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحيدة ... فيلم الستينات الأفضل عن مفهوم الإعاقة
- التمييز في الأمثال الشعبية أمس واليوم
- حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر
- ساكتة ليه
- حقوق المرأة
- الكوميكس أولا ثم الحرب
- مواويل الثورة المصرية
- كلنا خالد سعيد.. ولا أي اندهاش
- البلاك بلوك لغز المرحلة
- قبلة تحت المطر
- دليل جديد!!
- الميدان من تاني
- ضميني يا امّه
- اشهد يا وطن
- مشهد جنازة الصحة في مصر كوميديا سوداء
- معركة الدستور المصري المقبلة
- حاكموا الإعلام بتهمة الإساءة للإسلام
- فيلم -اجورا- يكشف عن الكنيسة وحرية الإبداع
- دون أن تعرف
- المرأة المسيحية وتحديات ما بعد الثورة


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا أرنست - دور المؤسسات في تعزيز الصحة النفسية لكبار السن