محمد سرتي
الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 17:17
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
منذ اعتلاء الإمام محمد بن سلمان عرش ولاية العهد، ليلة السابع والعشرين من رمضان، وتحالف المال/الكهنوت/الإعلام يعيشون ذهول صدمة شلت تفكيرهم وذهبت بعقولهم، فمازالوا يتخبطون ويرافسون دون وعي، كالحمار الذبيح يتشحط في دمه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. تحطمت آمالهم في الاستيلاء على السلطة التي كانت قاب قوسين من السقوط في أيديهم لولا لطف الله بهذا الكوكب. ويبدو أنهم فشلوا حتى في استيعاب ما حصل، وكأن عقولهم تحاول مقاومة هكذا استيعاب كونها لا تستطيع التعايش معه.
قافلتنا انطلقت ولن تتوقف. ووجهتنا باتت واضحة لدرجة أفقدتهم كل قدرة على تشويهها أو التشويش عليها. فأساطين الفساد لم يعد لهم مكان بيننا. ومؤامرات منافقي "السلالة المقدسة" انقلبت عليهم ليجدوا أنفسهم يتجرعون السم الذي طبخوه لنا بأيديهم. وبدأ الناس يميزون مساجد الله من مساجد الضرار. أما المرأة فلن تعود وسيلة للابتزاز بعد الآن.
في دولتنا الجديدة: لن يحصل ثري على دعم لا يستحقه على حساب فقير يحتاج لهذا الدعم. لن يستطيع منافق أن يقتات بلحيته فمكان الإيمان عاد إلى القلب. ولن يستطيع نسيب الاستقواء بنسبه فمعيار الكرامة عاد إلى التقوى. أما "الآخر" فلن يعد يستحق الموت، بل بات مشمولاً بـ (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
طريقنا جد واضحة، ونهايته لا تحتاج استشراف؛ نحن نتجه لدولة عظمى: دولة عدالة لا مكان فيها للظلم، دولة أمانة وصدق وإخلاص لا مكان فيها للفساد والكذب والنفاق، دولة بذل وعطاء لا مكان فيها للجشع والاستغلال، دولة عمل وجد واجتهاد لا مكان فيها للكسالى والمتسولين و "السلاتيح"، دولة متقدمة لا مكان فيها للمتخلفين والرجعيين والجاهليين، دولة تخطيط وتقنين وإتقان لا مكان فيها للعبث والعشوائية والارتجال، دولة الريال كعملة صعبة تنافس الدولار واليورو، دولة ستبدأ الآن من حيث انتهى جميع الناس لتبقى دائماً في المقدمة كما أرادها الله دائماً أن تكون. إنها دولة "نيوم" يا سادة؛ وما أدراكم ما نيوم.
عند أبواب نيوم سيخلع كل منا نعليه قبل أن يدخل الوادي المقدس ليتلقى ألواح العهد الأخير، عهد (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) فتتبارك فينا وبنا ومنا جميع أمم الأرض، بعد أن يتغمد الله بلعنته آخر حمار لازال يرفس.
#محمد_سرتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟