|
العراق يصرخ ..والشعوب العربية تنتظر دورها في الأنين
سامي عبد الرحيم
الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 09:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كنت أنوي في الحقيقة أن أضع عنوانا آخرا لهذه المقالة وهو : العراق يصرخ وإيران تزغرد وأمريكا لازالت تأخذالنفط وتراجع أخطائها القاتلة والإرهاب الإسلامي البعثي لازال حرا طليقا .. لكنني تراجعت لأنني وجدت أن الذين يساهمون في إراقة الدم العراقي هم كثر لدرجة أنك لم تعد قادرا على أن تحصيهم !! ومع ذلك سأحاول أن أحصي هؤلاء الذين يساهمون يوميا في إراقة الدم العراقي , فإضافة للذين عددتهم هنالك : القيادات السياسية العراقية من مختلف الأطياف العراقية : لأنهم من أجل مطالب ضيقة وجزئية أضاعوا فرصة قيام عراق مدني ديمقراطي , وهذه المكاسب على مستوى الأقطاعات العشائرية والدينية والمذهبية والولاءات الطائفية , كما أضاع الأمريكان فرصتهم الذهبية عندما وثقوا بما كانت تقوله المعارضة العراقية أنها معارضة ديمقراطية تريد مجتمعا ديمقراطيا وطلبت مساعدة الأمريكان !! لم يدركوا أن قسما مهما من هذه المعارضة كان يخبأ لهم السر الإيراني في الموضوع العراقي .. أو أنهم وإن كانوا يعلمون لكنهم لم يكونوا على دراية تامة بحجم الكارثة مع أنظمة المنطقة التي لم يكن يدرك الغرب أن هذه النظم لديها الاستعداد المنهجي والتاريخي والأخلاقي لقتل شعوب المنطقة برمتها وتصدير الإرهاب إلى العالم كله إذا شعرت هذه الأنظمة أنها مهددة بالديمقراطية . ولم تدرك مراكز البحث الغربية أن هذه النظم هي من صدرت الإرهاب العالمي في فترة ما / طبعا بالتواطؤ مع الغرب / لتحارب كل تجربة ديمقراطية أو أية تجربة يمكن لها أن تؤسس للديمقراطية في المنطقة ..لهذا خلقت إرهابا ومعارضة على شاكلتها .. وإلا ماذا يعني أن يبقى أسامة بن لادن أميرا للمؤمنين رغم كل الكوارث التي سببها للمؤمنين ..وهل يوجد انتخابات في التنظيمات الإرهابية !! يوجد لدى هذه التنظيمات والمعارضات العربية التي رفعت أيضا شعار قائدنا أو رمزنا النضالي أو الوطني إلى الأبد .. الغرب لم يفهم ما معنى القيادة إلى الأبد ...! والمرشد الروحي إلى أن يموت .. فروحه تبقى نشطة حتى بعد أن يفارق الحياة ..وسأضرب مثالين : الأول : الرئيس الراحل حافظ الأسد أصيب في سرطان الدم في بداية التسعينيات ..وبدأ بتهيئة ابنه البكر الذي توفي 1994 رحمه الله .لو افترضنا أن القدر اختطف الراحل بعد موت ابنه بسنة واحدة وكان السيد الرئيس الحالي لم يتجاوز الثامنة والعشرين ولم يكن قد هيأ له الخلافة جيدا ماذا كان سيحصل في سوريا ؟ الثاني : صدام حسين ..لو استقال من منصبه وسلم قيادة البلاد لرئيس آخر لما مر العراق بما يمر به الآن ..تماما كما خرجت علينا القيادة السورية البعثية على أثر نكسة عام 1967 واحتلال الجولان والقنيطرة ..الخ أن إسرائيل لاتستهدف الأرض والوطن وسوري بل تستهدف النظام السياسي ..!!! ولازالت إسرائيل تحتفظ بالجولان لأنها تستهدف النظام السياسي التقدمي !!! كان يجب أن يدرك الغرب أن هؤلاء الذين أتوا بهم ليسوا أحسن حالا بكثير في هذا المجال وسترون أن قادة الأحزاب العراقية لن تتغير حتى تموت ..كلها من شيعة وسنة وكرد وعرب .الخ ولن تسمح أن تتغير أصلا .. يقولون هذه إسرائيل نفس الشيء !! إسرائيل على الأقل كان بيرز يربح الانتخابات مرة ويخسرها مرة أخرى ونتنياهو شارون .الخ نحن في هذه المنطقة ربتنا ثقافة النظم الفاسدة على أن كل شيء يتغير إلا القيادة التي يهبها الله لنا ..فهي إلى الأبد ..هكذا محكومون ..من الأزل وإلى الأبد ..أجيال في ليبيا لم تعرف ستموت الآن ولم تعرف رئيسا غير السيد القذافي .. وفي سوريا كذلك الحال وفي العراق من قبل .. مرشد الثورة الإسلامية في إيران لازال مرشدا منذ وفاة الخميني .. ولنلاحظ أيضا أن المرشد العراقي أقصد السيستاني أجزم أنه لم يعرف شوارع العراق منذ عشرات السنين .. والرئيس الراحل حافظ الأسد هنالك أكثر من عشرة محافظات لم يزرها سوى مرة واحدة منذ توليه الرئاسة السورية عام 1970 .. أيعقل أن رئيسا منتخب بنسبة عشر تسعات [ 99,99999999] لايزور محافظات بلده سوى مرة واحدة خلال تسع وعشرين عاما من توليه الحكم في سوريا !!؟ ولا ننسى الرئيس مبارك الذي خرج علينا في ثمانية وعشر ستات ..! وهذه العشرات لايعرفها الغرب أبدا لأنها خارج ثقافته الآن ...! والأمر عند المعارضة السنية في العراق .. غالبيتهم كانوا معززين مكرمين عند صدام حسين والآن هم معززين مكرمين بنفس الدرجة وأكثر لأنهم الآن لم يعد يخيفهم صدام . ولنلاحظ أن الذين كانوا في الخارج من المعارضة السنية ..أصبحوا الآن خارج اللعبة الديمقراطية ..!! واحتل مكانهم من كانوا في الخانة الصدامية والعشائرية ..الخ أما النظام العربي الرسمي بمؤسساته فحدث ولا حرج .. لايريدون أي نظام ديمقراطي كنموذج تاريخي في المنطقة ...لأول مرة يتفق النظام العربي الرسمي مع نظام الملالي في إيران ..! إنهم لا ولن يريدوا عراقا مدنيا ديمقراطيا حتى لو أدى ذلك إلى آخر عراقي أن يموت أو يهاجر .. الجميع لديهم مصلحة في تكريس عبارة أصبحت مفهوما : إما الأنظمة في المنطقة أو الخراب ...وكلما إزداد الضغط من أجل الديمقراطية كلما اشتدت مقاومة هذه النظم .. على الغرب أن يفهم هذه المعادلة ... لكن ليس عليه تفهمها أو تبريرها تحت أية ذريعة لانفطية .. ولا خلاف ذلك .. لأن شعوب المنطقة باتت في حالة من الغليان ولكن غليان خطر : غليان الجميع ضد الجميع ..مهما تعددت المسميات والأولوان والأديان والمذاهب .. والنظم العربية الإسلامية والعلمانية !!! وغيرها .. الهدف يوحدهم : إنهم أعداء الحرية لهذه الشعوب الغنية لكنها منهوبة في وضح النهار .. المشكلة ليست في النهب فقط .. قلنا لهم إنهبوا ولكن شغلوا أموالكم المنهوبة بشيء يفيد هذه الشعوب محال ..أقسموا يمنيا بالله أنهم ماداموا قادرين ..فلن ترى هذه الشعوب لا الحرية ولا العيش الكريم ..
#سامي_عبد_الرحيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى أطوار بهجت هذا نحن وهذه دمائك ؟؟
-
إحصاء من لا صوت لهم لحساب من لهم كل الصوت !!
-
الفتاوى والعلمنة ..بين شأن الله وشأن العبد؟
-
الجماهير السورية تخرج أيضا وتحرق السفارة الدنماركية !! إلى ا
...
المزيد.....
-
كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية بذكرى تأسيس منظمة تعبئة ا
...
-
كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد خامنئي بمن
...
-
إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي في الإمارات
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|