موفد الاتحاد من شقلاوه )سوران الداودي(
في مدينة شقلاوه اجرت صحيفة الاتحاد)الصحيفة المركزية للاتحاد الوطني الكردستاني( لقاءً مع الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، تحدث خلاله عن الاوضاع المستجدة على الساحة السياسية العراقية وتناول ايضا مسألة التغيير وموقف الحزب الشيوعي العراقي منه. بداية سألناه:
*كيف تنظرون الى مسألة التغيير في العراق؟
-القضية التي نواجهها هي قضيتنا اولا، واستحقاق التغيير قديم وليس بالمهمة الجديدة، النظام الدكتاتوري ارتكب جرائم بحيث لم يبق أي مجال للتهاون وان الحل الجذري لمعاناة العراقيين يكمن في التغيير، اطراف المعارضة ناقشت هذه المسائل منذ زمن بعيد وتوصلت الى قواسم مشتركة غير قليلة تؤهلها لبناء وحدتها لكن هناك جملة من التأثيرات والعوامل حالت دون تحقيق هذه الوحدة في اوقات سابقة وتركت بصماتها على شكل وطريقة هذه الوحدة وما زلنا نعاني منها, نحن كما تعرفون لم نشارك في اجتماع المعارضة في لندن وكانت لنا اسبابنا التي لا يمكن تفسيرها بانها موقف سلبـي او انعزالي من الحزب الشيوعي العراقي الذي كان دائما من المبادرين والمتحمسين والجادين في توحيد المعارضة وتفعيل وحدتها، لكننا كنا نرى الطريق الى الوحدة غير الطريق التي ارتأتها الفصائل الاخرى المشاركة في مؤتمر لندن، والخلاف هنا قطعا لا يتعلق بضرورة التغيير من عدمه، الحزب الشيوعي من القوى التي تؤمن بقناعة تامة بضرورة التغيير وضرورة الخلاص من الدكتاتور وضرورة اقامة عراق ديموقراطي تعددي برلماني فيدرالي موحد، الاختلاف نشأ حول كيف وبأي طريقة يجري التغيير, نحن كنا وما زلنا نعتقد ان صاحب المصلحة والقوة الاساسية المؤهلة لاجراء التغيير الذي يضمن الديموقراطية والفيدرالية للشعب العراقي ومصلحتهم هو الاعتماد على قوة الشعب نفسه وقيادة المعارضة الموحدة وبالاستناد الى دعم دولي شرعي وفق قرارات الامم المتحدة بمعنى اننا مقتنعون بالتغيير ونناضل من اجله ونؤمن عن قناعة بحاجة الاسناد الدولي وليس كما يجري احيانا تصويرنا على اننا نرفض الدعم الدولي، نحن نريد الدعم الدولي لكننا نريده ان يكون شرعيا، نريده يحترم استقلالية قرار المعارضة العراقية الوطنية هذا ما نسعى اليه الآن ونحن نواجه حالة معقدة تطرح على الساحة مجموعة افكار وتصورات عن عملية التغيير الطاغي الآن هو التغيير عبر الحرب عبر التدخل العسكري للولايات المتحدة الاميركية، نحن نرى ان التغيير عبر الحرب هو اسوأ الخيارات وهذا لا يعني اننا نطلب تأجيل الحرب لأن الحرب ان قامت فهي ليست استجابة لطلب العراقيين وليست من اجل سواد عيون العراقيين انما هي تنبع من مصالح معينة خاصة للادارة الاميركية ذات بعد عراقي واقليمي وعالمي, الحرب ستعني الدمار والخراب في البلد ولا يمكن ان تاتي بالديموقراطية, للحرب منطقها وللحرب احكامها، الحرب لا يمكن القبول بها من الناحية المبدئية والاخلاقية اذا نحن نبحث عن خيارات اخرى ليست اقل اهمية وبحاجة الى دعم دولي مثلا تفعيل القرار "688" سيعني حقا وفعلا زعزعة اركان الدكتاتورية وحرمانها على القمع والارهاب واتاحة الفرصة للقوى الوطنية العراقية المعارضة بمختلف احزابها وقومياتها وأديانها ان تأخذ هي على عاتقها مهمة التغيير حتى عبر انتخابات واشراف الامم المتحدة وبذلك يمكن حماية البلد من الكارثة الدعم الدولي يمكن ان يتحقق حتى بدون الحرب، مثلا هذا الجهد الذي يبذل وهذا الضغط الذي يمارس في تطبيق القرار 1441 لو مورس لتطبيق القرار "688" لكانت اوضاع البلد بشكل آخر وهذا القرار موجود منذ اكثر من "12" سنة اذا الحديث يجري ويتركز على آلية التركيز وعملية التغيير، فنحن لا نرى انه من الصواب ان نكتفي فقط بالحديث عن ضرورة التغيير وعما بعد التغيير ونترك عملية آلية التغيير الذي سيعتمد عليه ايضا الكثير من الامور والترتيبات المرتبطة بمرحلة ما بعد التغيير ونحن ازاء قضية تغلي واتمنى على المجتمعين في المعارضة العراقية ان يتخذوا قرارا حازما واضحا في التأكيد على رفض الاحتلال والحكم العسكري واتاحة الفرصة للعراقيين ان يتحكموا بمصير بلدهم دون ان يعنى ذلك اطلاقا تجاهل مصالح الآخرين..
*ماذا لو وجهت لكم الدعوة للدخول الى لجنة التنسيق والمتابعة هل ستقبلون الدعوة وتطرحون هذه الآراء؟ وبهذا الشكل؟
-اساس الاختلاف والتباين ليس التناحر فنحن حلفاء واصدقاء نحن نتحدث من باب التباين في الاجتهاد في الرؤى وهذا يمكن ان يحل بالحوار والنقاش لهذا نحن نعرضه على الاصدقاء والحلفاء اذا كانت هناك رغبة اؤكد اذا كانت هناك رغبة، لأن القضية ليست عدم رغبة من الحزب الشيوعي العراقي فنحن مبادرون دائما للوحدة اذا كانت هناك رغبة في عدم استبعاد الحزب الشيوعي او تهميشه فنحن مستعدون للحوار ودخولنا الى لجنة المتابعة يرتبط اولا في ايجاد مخرج سياسي للخلاف وثانيا التعامل مع الحزب الشيوعي العراقي ارتباطا بموقفه الحقيقي ودوره الحقيقي في عملية التغيير سابقا ولاحقا..
*الا يمكن حل هذه المسائل بعد دخول اللجنة؟
- لو كنا نعتقد ان هذا الامر يمكن ان يحسم بعد دخولنا اللجنة لدخلنا، لكن الكل يعرف ان هذه الامور ما لم تحسم قبل الدخول يصعب حسمها بعد الدخول يجب التشاور بجد مسبقا وصياغة التوافق التي ستحدث الاتفاق.
*التوافق يأتي من الاختلاف، وجود التباين والاختلاف يؤدي الى التوافق؟
-هذا يأتي ويتحقق اذا فعّلنا الحوار واحترمنا بعضنا بعضا وحققنا مصلحة الجميع هذا هو القانون العام وليس مطالب بان يقوم بها الحزب الشيوعي فقط.. نحن نؤكد لسنا سلبيين انما اجابيون متفائلون، هذا المشروع تأسس على اسس فاذا اريد للحزب الشيوعي العراقي المساهمة واتمنى الانفتاح على الاحزاب الاخرى التي لم تشارك في هذا الاجتماع ان يجري حوار جاد باخذ الاعتبار، الاعتبارات السياسية لهذه الاحزاب وهذه القوى.
*الشعب العراقي يعيش حالة حرب منذ اكثر من 30 سنة والحرب ليست حالة جديدة, كبقية الشعوب، العراقيون لهم الحق في طلب المساعدة والدعم الخارجي مثل الشعب الايطالي والفرنسي والالماني الذي تحرر بدعم اميركي والتحالف الدولي، لماذا نمنع هذا الحق عن الشعب العراقي؟
-لا بالعكس الشعب العراقي له كل الحق بأن يثور وان ينتفض وان يمارس كل اساليب الكفاح هذا شيء والتدخل العسكري شيء آخر نحن والاتحاد الوطني والديموقراطي الكردستاني وآخرون ساهمنا كحلفاء متعاونين وقمنا بحركة انصار لسنوات طويلة الآن لا نحرم على انفسنا بالعكس نحن ندعو لانتفاضة شعبية ندعو لتدخل القوات المسلحة لتخليص العراقيين من هذا الكابوس "الدكتاتورية" بالانتفاضة لقلب السلطة وهذا كله لن يجري بطريقة سلسة قد يحتاج الى تضحيات هذا شيء وهذا حقنا وواجبنا، اما ان تأتي قوة خارجية وتنوب عنا للقيام بهذا فهذا امر آخر في المانيا وايطاليا كانت هناك حرب بين الدول من اجل ان تردع الجريمة والعدوان لاحقت المعتدين الى عقر دارهم لان المعتدي لم يستسلم الا في اللحظة الاخيرة هذه المسألة لا يمكن ان تتشابه مع الحالة العراقية وايضا أؤكد ان الحالة العراقية لا تعني اننا نترفع او نتعالى على الدعم الخارجي، نحن نطلب الدعم والاسناد الخارجي المادي والمعنوي لتمكين العراقيين أنفسهم من ان يقوموا بعملية التغيير، الفارق كبير بين ان نقول نعم ونحن العراقيون ننتظر منقذا اجنبيا خارجيا لهذا مستحقات سياسية وابعاد كبيرة جدا فعندما نقول الحرب ليست هي الوسيلة الصحيحة هذا لا يعني اننا نفكر ببقاء النظام نحن نامل ذلك، لكن نبحث عن وسائل اخرى ولكن في البداية ما هي الوسائل فعندما نقول لا للحرب نطرح البديل ونقر ايضا بضرورة قيام نظام ديموقراطي واسقاط الدكتاتورية.
كانت الفرص متوفرة منذ حرب الخليج الثانية اذاً، لماذا لا نبحث سبب عدم قدرة المعارضة العراقية على التغيير؟ ومن تدخل لمنع هذا؟ وما هو دور الادارة الاميركية، ليس خطأ حتى الاستعانة باميركا ولكن كيف نستعين وعلى أي توازن نقيم هذه العلاقة الحديث يتركز على كيفية واسلوب العلاقة مع الاميركان او مع العامل الدولي.
*لكن التغيير ولحظة التغيير في حد ذاتها خطوة حقيقية نحو آفاق اخرى وايجابية؟
-نحن لسنا من يريد عرقلة التغيير ولم نمسك يد قوة ارادت التغيير ومنعناها، التتغيير ليس مرفوضا بتاتا لكننا نتحدث عن شيء ثان والحرب لم تقم بعد والنقاش مازال مستمراً عن أي السبل أي الاليات افضل ايها يحقق التغيير الأفضل، اما اذا حصلت الحرب ولا اخفي عليكم لا يستطيع انسان عاقل التحدث عن امكانية ايقاف الحرب، فنحن غير قادرين على ايقاف الحرب، ليس لاننا لا نريد الحرب انما موضوعيا نحن غير قادرين على درء هذه الحرب، الحرب ستقررها قوة اخرى، العالم كله غير قادر على منعها، لكن الواجب الاخلاقي علينا كعراقيين ان نقول ان هذه الحرب ان اندلعت سيتحمل مسؤوليتها اولا النظام العراقي، الذي وفر كل الذرائع كل الاسباب والظروف لاندلاعها وثانيا يتحملها من لم يفكر بايجاد اساليب ثانية، خيارات اخرى كانت متاحة وبامكانها ان تحقق التغيير ولكن بكلفة بشرية ومادية أقل وخصوصاً من الشعب العراقي، ويمكن ان نؤسس لمرحلة لاحقة افضل ما بعد الحرب وهي التغيير الذي ياتي بمساهمة الشعب وضمانة اكبر لتحقيق النظام الديموقراطي التعددي والمجتمع المدني اما التغيير الذي يأتي بحرب فسيجلب معه كوارث.
*لكن اذا حدثت الحرب لا اعتقد ان الحزب الشيوعي العراقي سيقف بعيدا عن الجماهير وينظر الى الاحداث..
-نحن على ثقة نحن نتحدث والحرب لم تندلع بعد وهناك الفسحة الضرورية للحديث عن الخيارات لكن اذا وقعت الحرب بحق سنكون مع الجماهير مع الشعب وفي اجتماع اللجنة المركزية اشرنا الى هذا، ونحن ندعو القوات المسلحة والاحزاب الذين يعملون في لجنة المتابعة ان يتكاتفوا ويتوحدوا وان يعجلوا في خلاص العراق من الكارثة وان يشدوا العزم لرفض الحكم العسكري واعطاء الحكم لحكومة ديموقراطية ائتلافية تساهم فيها القوى والاحزاب العراقية على اساس برنامج ديموقراطي لصالح الشعب العراقي..
حقوق التركمان يصونها العربي والكردي العراقيان
*هناك انباء عن احتمال دخول القوات التركية العسكرية منطقة كردستان والجميع يعرف ان كردستان جزء من العراق وان التعامل مع هذا الوضع ليس مسؤولية الكرد وحدهم انما مسؤولية جميع الاحزاب العراقية ماذا تقولون عن ذلك؟
- قطعا القضية لا تعني الكرد والشعب الكردي فقط وله الحق ان يقول كلمته وان يتمتع بحقوقه.. وهو حق الشعب العراقي ايضا ان يدلو بدلوه الشعب العراقي مغيب، لكن اود ان اقول ان هذا ايضاً أحد تداعيات خيار الحرب، لولا هذا الخيار لولا هذا الاسلوب لما اتيحت الفرصة محاولة التدخل لتركيا في كردستان وحرمان الشعب العراقي وفي المقدمة الشعب الكردي من حقه في ممارسة حقوقه الديموقراطية في تشكيل الدولة العراقية على اساس الفيدرالية لماذا يتخوف الاتراك من الديموقراطية في عموم العراق وترجمتها في حل القضية لماذا؟ اذا كانوا يدعون بالديموقراطية والعلمانية أي منطق يقودهم الى منع الشعب الكردي من ممارسة حقوقه، اعتقد ان هذا تدخل مرفوض ويجب ان نتخذ مواقف صريحة وواضحة باتجاه شجبه وادانته والتذرع بحماية اخواننا التركمان فهي حجة واهية، نحن والتركمان اخوة وابناء شعب واحد ومشاكلنا تحل في اطار بيتنا العراقي الموحد لهم كل عراقي عربي وكردي وتركماني متساوون في الحقوق, تحل القضية في اطار الديموقراطية وحقوق الاخوة التركمان يصونها العربي والكردي وكل القوميات الاخرى لماذا التدخل انها ذريعة غير جدية بعيدة عن الواقع فاذا حصلت بعض المشاكل هنا وهناك يمكن حلها داخل البيت العراقي، لم تعجز الحركة السياسية العراقية في ايجاد الحلول الناجحة لقضية التركمان والقوميات الاخرى للمشاكل التي تحدث بين الاحزاب.