أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - من أجل الرّأي العام














المزيد.....

من أجل الرّأي العام


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد أجيد الكتابة أحياناً، لكنّني لا أجيد الحديث، لذا تهرّبت من أحاديث كثيرة سواء على الراديو أو التلفزيون، ، فلا زلت أعتبر نفسي مختبئة، ولا تصدقون لو قلت لكم أنني أخاف من الحديث في الشأن السّوري، وأتمنى لو كنا قطيعاً لكنت خالفت القطيع. لم نصل إلى تلك المرحلة بعد. أخشى أن يكون السّوري لايزال ذلك الرجل البدائي الذي يصطاد بالسّهم، ويصطادني. هذا ما يحصل حقيقة.
تعمل صديقتي في إذاعة محلية في السويد. أرادت أن تعمل معي لقاء، وأرسلت لي الأسئلة التي سوف تطرحها عليّ، اعتذرت.
سألتني بمودّة عن السّبب. قلت لها: لا أعرف لمن أنتمي من السّوريين. صحيح أن اسمها سورية، لكن ليس فيها سوريين. اعتقدتْ أنّني أقول طرفة، فابتسمت. أقسمت لها أنّني لا أعرف، وبعد أن شرحت لها القليل تحدثت لي عن إحدى النساء اللواتي ساعدّتهم في الكامب، وقالت لي أنها أتت بدون أوراق، وفي تحقيق الهجرة سألها المحقق من أين أنت فقالت : من كردستان، وسجل ما قالته بأمانة فأتاها رفض اللجوء، باعتبار أن وضع كردستان العراق آمن، ولا دولة في العالم اسمها كردستان سوى كردستان العراق، وفيما بعد أقامت دعوى ، أظهرت هويتها وجوازها السوري، وتأخرت إقامتها ثلاث سنوات. هي حادثة، وأنا لا أنفي حقها فيما قالت، لكنها كادت تخسر إقامتها.
يخطر لي حديث جرى بيني وبين إحدى الصديقات السّريان، وكان هذا قبل عام
2006
جلست صديقتي قربي على كرسيّ أمام باب بيتنا، وبينما كنا في غمرة الحديث. مرّ ابن أحد الجيران، وهو يلبس اللباس الأفغاني. استغربتُ ، ولم أعرف الشاب. قلت لها يبدو غريباً. قالت: لا. هو صديق ابني في الثانوية. هل يمكن أن يقتل هذا الشّاب ابني لأنه سرياني؟ لم أجبها، لكنني قلت في قلبي: لم لا؟
قالت لي: أصبحنا أقليّة في القامشلي. هذه زالين أباً عن جد، وليست القامشلي. تركيا وضعت لها اسم قامشلي، والأكراد سموها قامشلو. كل الآثار هنا سريانيّة، أو آشورية. هم يسرقون التّاريخ.
بحثت في مراجع كثيرة لأعرف علاقة السّريانية بالعربية، وقد عرفت أن العربية هي لهجة من لهجات العرب تعزّزت بعد استلام قريش السّلطة، وأن السريانية أم اللغات حيث أبجد هوز حطي كلمن فهاجمني كاتب من بني يعرب لأنّني أسخر من تاريخنا. كلّ من تحدّثت عنهم يحملون الجنسية السّورية، ولا أحد منهم سوري، وللمفارقة أنني التقيت في دبي بإحدى المحاميات التي تملك مكتباً، ولديها رخصة محاماة، اعتقدت أنها التقت بزوجها في الجامعة، و الحب لا يعرف الحواجز لكنّني فوجئت بأنها الزوجة الثالثة لمواطن إماراتي، وتعتزّ بزواجها حيث أعطاها المواطنة، قالت لي: صحيح أنا شامية، لكن أصلنا من عرب السّعودية، أجبتها يومها، وأنا أصلي من لبنان حيث كان أهلي من عكّار، وكانت عكار سورية.
ذهبت إلى الإمارات، وعملت هناك، وعرفت السوري عن أقرب أكثر من سوريّة، وكان السّوريين شبه أعداء إلا إذا انتموا لتجمع له علاقة بالنظام، وربما تبييض الأموال.
لو وافقت على لقاء تلفزيوني أو إذاعي يتعلق بسورية. هل أقدم نفسي لبنانيّة؟ وهل يمكنّني أن أقول مثلاً أن أعداءنا هم العرب المسلمون السّنة، وأصدقاؤنا في السلمية، وجبلة، وعفرين، ووادي النصارى. لا أستطيع قول ذلك، فأولئك المسلمون هم من جلب المدنية، والتحرّر الفكري أعرف ذلك، وليس بين أولئك وهؤلاء تاريخ. لم أجد هوية سورية أنتمي إليها لذا لا أستطيع أن أتحدث عن الحق في موضوع سورية، وبالمناسبة. لم نعد نرى في الغرب وقفات احتجاجية على نمط وقفاتنا الاحتجاجية. لذا لم أشارك بأية وقفة لأنّني أعتبر أنّ الرأي العام يعرف عنا أكثر منا، ولا يعنيه أمرنا.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الفيس بوك، وثقافة الكراهية السّورية
- قلبي كومة قش
- كيف ينبغي أن تتفاعل الشابات كما حركة #MeToo في التعارف؟ نقاش ...
- ولكن. . .
- أحلام ليست بأحلام
- دعونا نستعيد السّلطة من المليارديرية
- عندما تظهر في بثّ حيّ على الفيس-لا تفتح باجوقك على مداه
- ترامب رئيس غير صالح - متى يكفّ مؤيدوه عن استخدامه؟
- العالم بالأسود والأبيض
- غثيان
- نحن والفراغ
- الحبّ بين اثنينا
- أشعّ بالأحمر
- 1968 دغدغة الحياة الجنسية للنساء
- لاحبّ أسمى من حبّي
- خلقت من نجم محترق
- ظاهرة -العرصة الخلوق-
- رسالة من حيوانه
- إلى العام الجديد
- عذراً من عام مضى


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - من أجل الرّأي العام