رمضان عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 21:48
المحور:
القضية الفلسطينية
لي من الذكرى حنين
تتعثر تتبختر ، تنفر من مشحون ألم
وآهات من أنين
خيمة تفغر فاها للشمس
وفي الليل شرائح الفسيخ
أزهو ب" ديماية " أبي المُصغرة
التي عبث بها المقص والابرة
طولاً وعرضا لتلائم جسدي الصغير
يحزمني شريح قماش ليلمها على جسدي
ثم ألهو بها في الخلاء
بلا بنطال ، بلا حذاء !!
وكبرنا على حبوب التموين
من فول وعدس وحمص وفاصولياء
وحصة أسرتنا من الطحين
وبعضاً من التمر اقتنصناه في أحد السنين
أو تكرر مرةً أو مرتين !!
وكبرنا ، وسجلونا في المدرسة
وخاطت لي أمي شنطة
من بقايا الألبسة
أحشر فيها الدفاتر واللاوازم
وقطعة من الخبر أستبدلها بشيء
أو أقضمها ان عصرني جوع في المدرسة
******
واشتعلت الجزائر، وثارت اليمن !!
ونادى المنادي ، تبرعوا ، تبرعوا !!
وتبرع الجوعى بالخبز ، وبعضاً من ألبسة !!
نشدنا: تعيش الجزائر ، تعيش اليمن !!
تعيش الجمهورية العربية المتحدة ..
تعيش كل الشعوب العربية ، حرة ، أبية !!
كنا " عرب " و " وطنيون " حتى النخاع ...
وفلسطين تنزف .. تنزف !!
**********
وفي المدرسة ، علمونا الصلاة !!
ومن يصلي أكثر ، له جائزة
من معثورات فريق النظافة
كنا نصلي لمديح المدرس ، والجائزة !!
علمونا أن من الأخلاق ، لا تسرق
وأنا لم أسرق يوما ، فكلنا فقراء
قالوا لنا ، لا تكذب !!
فأنا لا أستطيع التلون كالحرباء !!
أنا لا أعرف أن أكذب !!
ومن الوصايا ، لا تزني !!
وأنا لا أعرف ماذا تعني !!
ومدرس الحساب ، كان قصير القامة
أبيض البشرة ، محمر الوجنات
كان مميزاً بلعنته الغريبة كلعنة الشعراء !!
" لُعنت في كل كتاب ، حتى في كتاب الحساب " .
فكتاب الحساب يخلو من اللعنات !!
والكون مليء بالمصائب ، ونسينا ما به من خيرات !!
حر ، وبرد ، وجوع ، ومرض وآهات !!
أمشيئة " رب " هذه ، وقدرٌ يفرض هذه المتغيرات ؟؟
غابت البسمات ...
في دفتري ، أنا لاجئ
في مطبخي ، أنا لاجئ
في كل السكنات ..في كل الآهات ..
في كل حكاية نسجتها الذكريات ..
**********
يطاردني اللجوء في نشيد المدرسة ،
وعلم السارية ، وصورة الشهادة !!
ووثيقة السفر !!
أنت مغضوب ، عليك ، مكتوب عليك
أن تكون ، أن تكون بلا مقر !!
في أرض اللجوء ، الوطن ليس وطني
الأرض ليست أرضي ، ولا الرابية
البيت ليس بيتي ، ولا الساقية
أنت هنا لزمن معلوم ، وغداً تعود !!
رضعنا اللجوء ، والشقاء منذ الطفولة
وغابت الأحلام ، وكذبت الوعود !!
وبقي الأمل ، ولم نعود !!
*****************
أنت مغضوب عليك ، مكتوب عليك ..
أن تكون بلا وطن !!
أنت مُشعل الجروب ..
أنت وراء كل المصائب والمحن !!
أنت وراء كل الفتن !
أنت لا يحق لك الأنين ، ولا الطنين
ولا حتى أنت تنادي باسم فلسطين !!
*************
رسمت خطوات الزمن خطوطها على وجوهنا !!
وهرمنا .... هرمنا ...
هرمنا ، ولم نعود ...
#رمضان_عيسى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟