أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - تكملة تعديل السلوك المعرفي















المزيد.....

تكملة تعديل السلوك المعرفي


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 09:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تكملة ...
ملاحظة أولية ، أجريت بعض التعديلات التفصيلية ، على النص السابق مع تكملته ... بعد المراجعة والتدقيق ، أظن أنه أوضح من الشكل السابق .
....
أريك فروم يكرر فكرة ، في أكثر من كتاب له ، فحواها أن بعض الناس يعيشون حياتهم بكاملها ، من دون أن يلتقوا بشخص واحد لطيف وودود بالفعل !
يصعب الاقتناع بتلك ، الفكرة _ الخبرة ، التي هي بالفعل من أسوأ الكوابيس ، لو أنها تتحقق في أي مجتمع أو جماعة أو ثقافة .
توجد ، فكرة _ خبرة ، معاكسة تماما وعلى النقيض يكررها فيكتور فرانكل في كتابته ، حيث يعتقد أن البطولة الإنسانية ( بمعنى تجاوز المصلحة الذاتية والأنانية بالفعل ) موجودة في كل مكان أو علاقة اجتماعية في العالم ، ويسوق أمثلة عديدة من أسوأ معتقل _ محرقة معروفة ، أ شويفتز ، حيث خرج حيا باحتمال لا يتعدى 1 من20 ...... وتجربته وخلاصتها " الانسان يبحث عن المعنى ، مع العلاج بالمعنى " إحدى العلامات المضيئة في القرن العشرين .
رغبتي وتجربتي تلتقيان مع فكرة فرانكل ، ضد فكرة فروم ، ولو أنها موجودة أيضا وحقيقة لا يمكن نكرانها _ بالرغم من صعوبة تقبلها .
....
لقد كنت محظوظا طوال عمري وفي كل مكان وصلت إليه ، في السجون أو في المشافي وفي المعسكرات الفعلية أو الطلابية والجامعية ....التقيت بالنماذج البطولية من النساء والرجال ، وهم _ ن مصدر ثقتي وإيماني.... وأنا مدين لها بحياتي .
وتوجد فكرة _ خبرة ، كتبت عنها اكثر من مرة ، وهي غير منطقية وقد حدثت معي مرارا وتكرارا ، حيث في أشد الأوقات وفي أسوأ الأحوال ألتقي ب ..." ما يفوق الوصف " في روعته وجماله وتساميه الحقيقي على ردود الفعل العصابية ، وكل كتابتي (الشعرية ) مراجعها تجارب حقيقية من لحم ودم ، وليست تخيلا أو مجرد أفكار ذهنية ورغبات _ خاصة أشباه العزلة وبيتنا ، أيضا نحن لا نتبادل الكلام . وأعتقد أنني شاعر غير موهوب _ إذا جاز لي حمل صفة شاعر _ ولو كان في موقعي شخص متوسط الموهبة لكتب أعمالا بالغة العمق والجمال ، بالتأكيد أفضل مما فعلت ،... وذلك ما اعرف انني فشلت في تحقيقه في الشعر ، وخلال كتابتي عموما . وأنا أعمل بوعي وقصد على تعويض ذلك النقص بالاجتهاد والصبر ، بصراحة ووضوح ، وهو الامر الذي يفسر تنوع كتابتي وتعدد موضوعاتها وكثرتها معا .
المهم ، عودة إلى موضوع تعديل السلوك المعرفي....
الفكرة التي اختبرتها عمليا ، وأطبقها خلال حياتي اليومية والاجتماعية ، تغييير المشاعر والشخصية بمجملها عبر تغيير نمط التفكير والاعتقاد .
وهذا موقف التحليل النفسي مبدئيا ، تغيير الشعور والاعتقاد بهدف تغيير الشخصية من خلال الكلام فقط وعبره ، بدون استخدام القوة والتهديد ، أيضا بدون استخدام الأدوية والكيمياء .
.....
تعديل السلوك الإنساني ، عبر ممثليه الأبرز بافلوف وسكنر ، يقوم على تجاوز التحليل النفسي بالفعل . أو بعبارة أفضل ، بافلوف لم يدخل في سجال مع التحليل النفسي أو سواه من طرق المعالجة النفسية التي كانت شائعة في عصره ، واكتفى بدور رجل التجربة والعلم بالفعل والقول والموقف الثابت طوال حياته . على النقيض من سكنر الذي كان خصمه الأساسي كزعيم (وقائد ) لاتجاه جديد في العلاج النفسي ، هو التحليل النفسي ورموزه ، وسكنر يشبه فرويد في جمعه الدائم بين الموقفين الفلسفي والعلمي ، وزاد عليه بكتابة الأدب أيضا....وقد يكون السبب غير الواعي وراء تفضيلي الشخصي لتعديل السلوك على التحليل ؟! .
كان التحليل النفسي ثورة على طرق العلاج التي سبقته ، خصوصا التنويم المغناطيسي ، الذي كان يتعامل مع المريض كقاصر ، ويعتبره في مستوى أدنى من الطبيب والمعالج . في التنويم يقوم الطبيب بدور الأب وبكامل المسؤولية ، وأما في التحليل _قياسا على ما سبقه _ يوجد نوع من التكافؤ ، مع إعادة توزيع للمسؤولية والأدوار معا.
ومن المعروف تاريخيا دور التحليل النفسي ، وفرويد وسوليفان بشكل خاص ، في الاعتراف
بحقوق المريض والطفل.... المساوية لحقوق بقية البشر بدون تمييز أو استثناء .
بعدما تكرس الاعتراف بحقوق المريض والطفل والمرأة ، من خلال مساهمة التحليل النفسي ، مع غيره من بقية المدارس والاتجاهات الاجتماعية والفلسفية الانسانية ، وصارت قضايا التكافؤ والمساواة بين المريض العقلي وغيره ( السليم) من المسلمات الاجتماعية أيضا ، لم يعد يكفي العلاج بالكلام فقط ، ....أو بعبارة ثانية ، يعتمد التحليل النفسي في تغيير شخصية المريض ، على الفكرة التقليدية بأن تغيير الأفكار والاعتقاد للشخص (الفرد) أو المجتمع والجماعة ، ينتج عنهما بشكل ثابت تغيير الشعور والصحة العقلية أيضا .
وأما المساهمة الفلسفية والثقافية العامة التي قدمتها تيارات " تعديل السلوك الإنساني " ومدارسه المتنوعة ، فهي تتمثل في اختيار الطريق الثالث للعلاج ، وتكريسه ، ثم تبنيه بشكل أحادي عبر سكنر خصوصا , وهو العلاج " بتغيير العادات والسلوك " ، وليس فقط من خلال العلاج الجسدي بالعقاقير والكيمياء أو الفكري .
وهذا ما اختبرته وكتبت عنه من خلال تجربتي في " تعديل السلوك المعرفي " بالتحديد .
.....
ما اختبرته ، وأعيشه بشكل عملي ، وبحضور المئات ....يكاد لا يصدق بالفعل " إطفاء إدمان التدخين مع إدمان الكحول دفعة واحدة " .
صارت عادات التدخين أو الكحول ، تشبه أي عادة بسيطة كشرب الزهورات ، أو المشوار الصباحي الذي تمارسه بمتعة ، وتتوقف عنه بمنتهى السهولة .
هذا ما أحاول شرحه وتفسيره بشكل فكري وعاطفي معا ، لأنني اعتقد أن التغير في شخصية الفرد لا يقتصر على جانب واحد ، بل يشمل الشخصية بمختلف أبعادها وجوانبها .
لقد ترافق ذلك مع تغير واضح في الوعي وفي المزاج العام أيضا ، وانا اعتقد أن الدواء الذي اخذته بانتظام ودقة _ بحسب تعليمات الطبيب _ على مدار ستة أشهر ، كان له الدور المباشر في نجاح عملية الاستشفاء من الاكتئاب ومن الإدمان معا .
.....
تتمثل مساهمتي الشخصية في تعديل السلوك المعرفي ، بكشف وفهم الطبيعة المركبة للزمن ، وخصوصا اللحظة متعددة الأبعاد والوجوه والتوجهات ....وهذا ما سأعرضه بوضوح خلال النص ، وبتفصيل وتوسع أكثر من المعتاد في كتابتي السابقة .
اليوم واللحظة ، نموذجان للزمن والوقت معا وبالتزامن . ويمكن فهم طبيعة الزمن ( والوقت ) من خلال فهم طبيعة اللحظة واليوم .
توجد أربعة اتجاهات وأشكال بارزة لليوم ؛ وللحظة من الجانب المقابل أيضا : 1_ الحاضر عبر تدفقه وانتشاره في الحاضر والآن _ هنا 2_ الغد مع المستقبل في اقترابه الواضح 3 _ الأمس مع الماضي عبر ابتعادهما الواضح أيضا 4 _ الزمن ودورة الثرثرة النفسية اللاواعية ، المستمرة ، والاختلاط العشوائي بينهما .
....
كلمة لا بد منها : المسؤولية _ المسؤولية كلمة السر . هي البداية وهي الأصل .
قبل أن يفهم الفرد ( امرأة او رجل ) أن مشاعره وأفكاره وحياته بمجملها مسؤوليته وحده .
قبل ذلك ودونه فقط ثرثرة عشوائية ، اختلاطات ذهنية ، وغياب فعلي للمعنى .
توجد ثلاث مداخل لاكتساب المهارة الجديدة.... ( كيميائي ، وفكري ، وسلوكي "حركي ") .
....
تغيير الماضي ؟
من خلال صناعة الأمس الشخصي ، يمكن بعدها وبسهولة تكاد لا تصدق ، تغيير الشخصية العميقة اللاواعية وغير الشعورية معا .
بعدها تتكشف الإرادة الحرة ،عبر مستوياتها المتتالية ...1_ تكوين المهارات والعادات الجديدة (الشعورية والارادية ) ، بدل العادات القهرية واللاشعورية بغالبيتها .
2_ الثقة المتبادلة بالنفس والآخر والعالم
3 _ الايمان العقلاني بالحكمة الإنسانية والتوازن الكوني ( الإلهي أو الطبيعي ) .
الفكرة _ الخبرة التي تتضمنها عبارة " صناعة الأمس الشخصي " ، ليست بسيطة وبنفس الدرجة غير معقدة ! كما سيتضح من خلال هذا النص كما أرجو وآمل...
أشكال اليوم الأربعة كما يختبرها الانسان بشكل تدرجي ، ومتتابع ... تبدأ مع الزمن العشوائي حيث الأفكار في حالتها الأولية ، على شكل مزيج من الهلوسة غير المتمايزة . وهي المرحلة التي كشفتها مدارس الشرق القديمة وخصوصا بوذية الزن ، وتسبب القلق المستمر مع الخلط الدائم بين الكلمات والأشياء....وكثيرون لا يغادرون هذه المرحلة طوال حياتهم .
بعد ذلك ، مرحلة التوقع والقادم أو إدراك الغد ، وهذه المرحلة تتزامن مع معرفة مرور الزمن من خلال آثاره أولا ، بعد ذلك تبدأ محاولات معرفة الغد والمستقبل كما هو معروف من خلال الأديان والأساطير ومنظومات التراث المختلفة .
.
.
معضلة الجدل _ مشكلة العقل المستمرة والمتجددة....
يجب التمييز بين الطاقة وبين القوة بداية ( جدلية الدجاجة والبيضة والحل التطوري )؟!
_ الطاقة قوة كامنة .
_ القوة طاقة حركية .
1_ الطاقة 1 احتمال ، غد ، وجود بالقوة ، إمكانية...موجودة ولكن .
2_ القوة 1 تحقق ، حضور ، وجود بالفعل ، حقيقة ...موجودة .
...تلك هي الصفحة الأولى ، الغد قبل وصوله .
3_ الطاقة 2 ذكرى ، أمس ، وجود سابق ، أثر ...كانت موجودة ولكن .
4 _ القوة 2 ذكرى تحقق ، ....
هنا يبدأ عقلي بالتعب ، وقدرتي على التركيز تضعف وتتشتت..
.....
بعدما أتراجع خطوة ، واعود إلى شكل الزمن ...
بعد مرحلة الثرثرة العشوائية _ اللاشعورية واللاإرادية ، تبدأ مرحلة تكون الوعي .
أول ما يدركه الانسان في الزمن ، عبر حركة مرور الزمن ، الأمس والغد كمزيج غير منفصل وبدون تمايز .
لكن الغد أكثر وضوحا وشدة وكثافة ...
من يقلق بشأن الأمس أو الغد ؟!
لا شك أن قلة منا يقلقها الأمس أكثر من الغد ، لكن بالعموم ، يمكن تجاوز ذلك .
ماذا يقلقك أنت الأمس أم الغد ؟
إن كان الأمس مركز اهتمامك وتفكيرك ، ... هذه الرسالة ليست لك .
الغد أولا . الغد يتضمن اليوم والأمس معا ، وهو نصف الزمن .
اليوم ( الحاضر) يتضمن الأمس ، وهو ثلث الزمن .
الأمس ( الذكرى والأثر) ، هو سدس الزمن .
....

الواقع الفعلي عبر وجوده الموضوعي ، ليس كما يدركه الشعور المباشر .
تلك هي حقيقة فيزيائية اليوم ، مثبتة علميا وتجريبيا ، وقد كانت مسلمة فلسفية منذ عشرات القرون ، وهي معروفة أيضا في فلسفات الشرق القديمة .
الشعور حالة موجية ، بين الاهتمام والانتباه والتشتت وازدواج الدماغ والمثيرات المتغيرة ، والتي لا يمكن تثبيتها إلا عبر التخيل والفكر .
سوف تقتصر معالجتي على حالة الشعور بين عوامل ثلاثة ، الاهتمام ، والانتباه ، وازدواج الدماغ ... والبداية مع فكرة بسيطة للغاية ، ومع ذلك هي مجهولة تقريبا ومرفوضة بشكل مسبق .
الأمس ، الأمس المباشر قبل 24 ساعة فقط ، انفصل عن حياتك ويبتعد عنها أكثر ، وأبعد مع كل لحظة ....السنة الماضية قبل 12 شهرا ، بعيدة وتحتاج إلى أدوات عديدة وحديثة خصوصا لإدراك بعض عناصرها التي كانت حقيقة ساطعة من قبل .
على العكس تماما من الغد ، والمستقبل البعيد أيضا .
( الماضي مع اللحظة التي مضت للتو بعيد ، والمستقبل بمجمله قريب جدا ، جدا ) ! مع بساطتها نرفضها جميعا ، خلال حياتنا الفعلية واليومية ، ونعمل نقيضها .
نستبدلها بوهم وخرافة : أننا أبناء الماضي !!!
....
الماضي مستويين ، الماضي الشخصي الذي يصنعه كل منا بوعي أو بدون وعي ، برضا أو بسخط وغيظ ، بحب أو بخوف وقرف.....الماضي الذي كان ( الغد ) أول الأمر ، ثم يوم حاضر ، وأخيرا اكتملت الدورة وأغلقت الدائرة وصار خلفنا ويبتعد أكثر ، مع كل لحظة .
والمستوى الثاني أو الماضي الآخر ، الوهمي ، قبل أن نولد ....ما شأننا به !
هو منفصل تماما عن مجال فاعليتنا وتأثيرنا .
وعلى افتراض لك علاقة أو حاجة له ومعه ، لا يمكن الاتصال به إلا بشكل جزئي ومحدود ، ومن خلال الأدوات وليس بشكل مباشر وشعوري أبدا .
لماذا يحدث ذلك ، ثم يتكرر _ أقصد لماذا يعيش الانسان معظم حياته على نقيض رغبته ، كل فرد ( امرأة أو رجل) ، عدا لحظات متقطعة ومتباعدة ، وتتباعد وتتناقص أكثر مع النضج و تقدم العمر مع أن المفترض والمنطقي ان يحدث العكس ....
لندع التأويل جانبا ، يوجد تفسير علمي وتجريبي ، ويمكنك اختباره مباشرة بعد الانتهاء من القراءة ....؟!
أعتقد أن... ، توجد ثلاث عوائق أساسية ( يوجد غيرها وقد تكون أكثر أهمية في حياتك وتجربتك الشخصية) ، تقاوم الشعور الصحيح والملائم أو تمنع وصول الفرد إلى خبرة السعادة مع راحة البال ، والرضا والتقدير الذاتي المناسب....
1_ مشكلة الاهتمام ، الاهتمام يتكون من ثلاث عناصر ، منفصلة وغير قابلة للاختصار ، على الأقل : الوقت ، والجهد ، والتركيز على الموضوع . لكن ـ أغلب حياة الفرد وعبر السلوك المتنوع ، تكون بحالة تشتت ذهني وعدم اهتمام . مع أن الفارق في الجهد مع الاهتمام بسيط ،... و فرق النتيجة لا يصدق ( بين حياة الاهتمام ، أو العيش في حالة الخدر الدائم) ... مثال بسيط على ذلك : كأس الماء الذي ستتناوله (ي) خلال ساعة أو القهوة أو غيرها ، بعد تغيير السلوك من عادة لا شعورية وغير واعية إلى حالة شعورية مع الانتباه ، سوف تكون النتيجة الشعورية مباشرة والفرق ملحوظ ، مع تكرار السلوك الجديد ( الاهتمام ) يحدث تغير نوعي في الشعور والوعي بشكل عام .
2 _ الانتباه ، يرى البعض أن الانتباه هو مرحلة أو جزء من مهارة الاهتمام ، وليس مستقلا كفعل أو نشاط منفصل . ربما ، بحسب تجربتي الشخصية عمل الانسان الوحيد المتكامل هو الانتباه أو التركيز ، ...كم يدوم التركيز ؟!
أقل من ثلث ثانية ، وفق أبحاث الدماغ الحديثة بحسب اطلاعي ، ولتفترض أن حالة التركيز بعد التدريب والتمرين المتكرر تدوم لدقائق _ مع أنني لا اعتقد أن ذلك ممكن وعملي ، .... عدا حالات الانتباه القصدية ، أحوال الفرد المختلفة تكون في أوضاع تشتت الانتباه والشرود الذهني أو الثرثرة العقلية اللاشعورية المستمرة .
الانتباه ذروة الاهتمام ، بينما التركيز جهد ، ثم مهارة ، ثم عادة .
الانتباه اتجاه ثنائي ، نحو مجهول الداخل والتفاصيل أ و بالعكس نحو مجاهيل العالم والكون الخارجي .
التركيز حركة وعادة زمنية بطبيعتها .
في هذه المهارة ( الانتباه ) مع الأسف تتفوق بقية الأحياء على الانسان في مهارة التركيز والانتباه ( بسبب التحريفات العقلية المتنوعة) .
وهنا ، بعد تردد ـ سأعرض رأي وموقف في طور التشكل والتكوين ، ... ولا يرجع السبب للاستعجال أو لحداثة الفكرة ، بل بسبب طبيعة الموضوع نفسه أو الفكرة ، لم أنجح بصياغتها بطريقة بسيطة ومنسجمة بعد ،....ربما
الفكرة يعرضها إريك فروم أكثر من مرة ، حول النرجسية كفكرة وخبرة وكيف تظهر في الموقف والسلوك ، وهو يعتبر النرجسية نوعا من الجنون ، والأمثلة ضربها إريك فروم أيضا كوسيلة إيضاح لما يريد توصيله :
لنتصور امرأة وابنتها تتحدثان ، وتتبادلان الأدوار في الكلام عن نظافتهما وذكائهما وأخلاقهما وذوقهما الرفيع بكل جدية ... مقابل دناءة الجيران والأقارب وقذارتهم .
ويكمل عبر مثال آخر ، عن رجل وابنه في موقف شبيه وهما يتبادلان المديح :
باستثنائك يا بني ، لا يوجد في هذه الحارة شخص واحد عاقل ، أو يفهم ويحمل أي قيمة إنسانية _ ويرد الابن التحية بأحسن منها ....ولو يا ابي ( أنا ابنك) ، كيف كنت سأحتمل غبائهم وسفالاتهم لولا عظمة شخصيتك وروعتك .
ولنتخيل نفس الحديث بين العائلتين ( السعيدتين ) يتكرر على مدى الأيام والسنين .
ويخلص فروم إلى نتيجة ، يعتقد واعتقد معه أيضا أن العائلتين مصابتان بالجنون الفعلي ، والانفصال التام علن الواقع .
وهو يكمل بخلاصة عن النرجسية الجماعية ، خصوصا النعرة القومية ، ويعتبرها نوعا من الجنون العالمي _ وأنا ولا أظن قارئنا يختلف حول هذه النتيجة .
لكني ما أزال أرغب بتكملة المثال خطوة جديدة ، حول نرجسية الانسان العامة .
أريك فروم نفسه ، يكمل المثال بنقده ورفضه لكل أشكال التمييز بين البشر ، ويعتبر القومية ومختلف أشكال التمييز العنصري من أنواع الجنون .
مع ذلك بقي خلف فرويد بخطوة على الأقل ، في موقفه الانسانوي ( إن جاز التعبير ) .
من الجنون اعتبار الانسان غاية الحياة وذروتها ، أو غاية الكون ...
من المعروف موقف فرويد ، أنه كان يفخر بتسبب الجرح النرجسي الثالث للإنسان بعد كوبرنيكوس وغاليلي حول الأرض ، وبعد داروين والتطور...
نفس الخطأ ( الذاتي والنرجسي ) يقع فيه الكاتب والفاعل الإنساني تاريخيا ، ماركس وفرويد وإريك فروم وسكنر.... كانوا يعتبرون الانسان المعاصر ، كائن غير عقلاني ، ...!؟
وهذا المدخل المناسب إلى العائق الثالث أو المشكلة أمام الشعور الصحيح والملائم للواقع كما هو عليه ، لا كما تحرفه الرغبات والمخاوف ...." الوعي الزائف : بالتعبير المعروف .
ازدواج الدماغ الإنساني ، مشكلة بيولوجية يقابلها ازدواج آخر أكثر قسوة وخطورة ، هو الازدواج الاجتماعي والثقافي أو ازدواج المعايير ذاتها .
دماغ الانسان تطوري ودينامي ، بالتزامن ، قسمه السفلي والأقدم مشترك مع الرئيسيات العليا. وحدها قشرة الدماغ تحمل إمكانية العقل والتفكير والوعي والمشاعر والفهم والذاكرة والتخيل , وبقية الوظائف الذهنية الخاصة بالإنسان .
....
للبحث صلة... ، اعتذر عن الفشل ( النسبي كما آمل) في التعبير الملائم والمنسجم .
" الشعور حاسة سادسة " ....مقدمات موجودة على صفحة الفيسبوك



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل السلوك المعرفي 2
- تعديل السلوك المعرفي _ مقدمة
- التحليل النفسي _ أمثلة تطبيقية...
- التحليل النفسي _ تكملة
- حكم العادة
- التحليل النفسي بين العلم والفلسفة
- خلاصة بحث طويل
- الموقف العصابي _ وحاجة الانسان للحب غير المشروط
- الكبار يحتاجون للحب غير المشروط أيضا _ تتمة
- حاجة الكبار إلى الحب غير المشروط أيضا
- الكبار يكذبون أولا
- ملحق ختامي لبحث القيم والأخلاق
- ملحق 3 _ على بحث القيم والأخلاق
- مملحق 2 _ على بحث القيم والأخلاق
- ملحق 1 ، لبحث القيم والأخلاق
- 2 (بحث في القيم والأخلاق)
- بحث في القيم والأخلاق _1
- (قبلك _5
- (1،2،3،4) قبلك
- 3قبلك،....


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - تكملة تعديل السلوك المعرفي