أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طارق المهدوي - لعبة الحقيبة الدبلوماسية














المزيد.....

لعبة الحقيبة الدبلوماسية


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 00:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بعيداً عن الأدوار الافتراضية النموذجية النظرية لفئة الدبلوماسيين فقد فرضت الحقائق الواقعية داخلياً وخارجياً نفسها على الجميع مؤخراً، حيث أصبح من السهل معرفة أن أهمية تلك الفئة النسبية داخل التحالف الحاكم لأية دولة تتزايد طردياً مع ازدياد تبعية هذه الدولة للخارج، باعتبارهم ضباط الاتصال المنتظمين على مدار الساعة بين دولتهم التابعة وبين المراكز المتبوعة في مختلف الدوائر العالمية والإقليمية، فهم الوكيل الحصري المزدوج الذي ينقل بالتبادل احتياجات الطرف الأدنى وتعليمات الطرف الأعلى، لذلك يحصلون على ضمانات من الطرفين تتمثل فيما يسمونه الحصانات والامتيازات التي يستفيدون منها ليس فقط كتوابع يمثلون دولة تابعة، ولكن أيضاً كفاسدين يمثلون دولة فاسدة وكطغاة يمثلون دولة طاغية عبر عدة ألاعيب تكاد تكون تفاصيلها معروفة أمام الرأي العام، مع بعض الاستثناءات التي لا يعرفها سوى بعض الدبلوماسيين وبعض المهربين وبعض أسياد هؤلاء وأولئك في الدولتين التابعة والمتبوعة مثل لعبة الحقيبة الدبلوماسية، التي تتخذ عدة أشكال وتسلك عدة مسالك أشهرها شكل الجوال الذي يتم إرساله من الدبلوماسي لجهة عمله كطرد محمول جواً عبر قريتي البضائع في دولة المقر وفي دولته، علماً بأن جهات العمل التي يتبعها الدبلوماسيون تتسع لتشمل فيما تشمله وزارة الخارجية وهيئة الخدمة السرية الخارجية وسلاح الملحقين العسكريين والتمثيل التجاري والإعلام الخارجي والعلاقات الثقافية الخارجية وغيرها، وعلماً بأن لكل جهة من الجهات الدبلوماسية المذكورة حقيبة أسبوعية واحدة على الأقل يعبئها مندوب تلك الجهة ويغلقها ويسلمها بواسطة توابعه إلى قرية بضائع مطار دولة المقر، فإذا سلمها بواسطة توابع عصابات الفساد والجريمة المنظمة يحصل على مبلغ قد يصل إلى ربع مليون دولار في الحقيبة الواحدة دون أن يمسه أي شيء، فتوابع المهرب سيضعون الحقيبة الدبلوماسية الأصلية مغلقة كما هي وبجوارها الممنوعات المهربة داخل حقيبة أخرى تشبهها تماماً ويلصقون بوليصة شحن الحقيبة الأصلية على الجسد الخارجي للحقيبة الخارجية، التي تأخذ نفس حصانة ومسار الحقيبة الأصلية حتى تصل من قرية بضائع مطار دولة المقر إلى قرية بضائع مطار دولة الدبلوماسي، حيث ينتظرها توابع آخرون للمهرب يقومون بفتحها ثم يخلعون بوليصة الشحن من على جسدها الخارجي ليلصقونها على الجسد الخارجي للحقيبة الأصلية، تاركين إياها تستكمل مسارها الطبيعي نحو جهة عمل الدبلوماسي التي غالباً ترسل توابعها لاستلام حقيبتها بعد عدة أيام من وصولها، بينما يكون توابع المهرب في دولة الدبلوماسي قد خرجوا بممنوعاتهم المهربة خارج قرية بضائع مطار دولة الدبلوماسي عبر إحدى وسائلهم الاحترافية العديدة، وتتميز هذه اللعبة عما سواها بالأمان الذي توفره لمن لعبوها ذلك أنه لو تم اكتشاف الأمر يستطيع المهرب الاختفاء من المشهد تماماً، كما يستطيع الدبلوماسي التنصل من أي مسؤولية بحجة أن حقيبته سليمة كما سلمها هو إلى قرية بضائع مطار دولة المقر محملاً إياها المسؤولية عن وضعها داخل الحقيبة الأخرى، ولعل سلطة الطيران الأمريكية قد اقتربت من إدراك تلك اللعبة فقررت اليوم 22/1/2018 حظر استقبال المطارات الأمريكية لأية طرود أو حقائب مشحونة من قرية بضائع مطار القاهرة حتى إشعار آخر!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف
- آخرة خدمة الغُز علقة
- ألاعيب أمنية في الحركة الشيوعية المصرية
- الشكوى الرسمية المقدمة للسفير الروسي بمصر
- ابتعدوا عن روسيا لحماية ما تبقى من عيونكم (2)
- ابتعدوا عن روسيا لحماية ما تبقى من عيونكم (1)
- صديقي المنقلب عليه أيمن نور
- روسيا اليوم
- المصريون في الخارج بعضهم أعداء بعض
- ذكرياتي مع زلزال القاهرة
- أربعة وأربعون عاماً من الاستغفال
- شنبو في المصيدة
- هاتو الدفاتر تتقرا
- فتش عن الصين
- الجاسوس أشرف مروان
- أحضان وقبلات رفاقية في موسكو
- حوار لم يكتمل مع الرفيق لينين
- من يوميات السجناء الظرفاء
- الشيوعيون بين حزب وجبهات وتحالفات
- كيدهن عظيم


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طارق المهدوي - لعبة الحقيبة الدبلوماسية