|
الانتفاضة الشعبية زلزال سياسي في إيران
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 5765 - 2018 / 1 / 22 - 02:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانتفاضة الشعبية زلزال سياسي في إيران عبدالرحمن مهابادي* الخطوة الأولى من انتفاضة الجماهير الأخيرة أوجدت تشنجات داخل سلطة الملالي حيث أننا عندما ننظر لأبعادها نرى أن الانتفاضة ألقت في خطوتها الأولى الكثير من الرعب في قلوب قادة هذا النظام. علي خامنئي زعيم الملالي الذي يحكم إيران بعد ظهوره في 2 من شهر يناير وبخصوص الانتفاضة الأخيرة قال : لدي ما أقوله لكن فيما بعد. و بعد أسبوع ظهر أيضا وقال ما كان يريد قوله وكان مضمونه على غرار محمد رضا شاه في انتفاضة عام 1979 حيث قال سمعت رسالة ثورتكم. فوجه خطابه للشعب الإيراني الذي ضاق ذرعا (طبعا بطريقة الملالي المخادعة) قال سمعت رسالتكم لكنه نسي أن الشاه بعد أن قال ذلك لم يستغرق سقوطه كثيرا ثم مات تحسرا. خامنئي في كلمته اعترف بأن منظمة مجاهدي خلق كانت خلف الانتفاضة وقال أنهم كانوا يحضرون لذلك منذ عدة أشهر وبهذه الطريقة ومن دون قصد يحرق أحد السيناريوهات الإعلامية لنظامه خارج حدود إيران والتي تدعي أن مجاهدي خلق ليس لديهم قاعدة داخل المجتمع الإيراني. كلمة خامنئي تذكرنا بشيء ليس من الماضي البعيد، عندما كان مجاهدي خلق محاصرين في العراق من قبل قوات نوري المالكي المجرمة وعندما سافر محمود أحمدي نجاد الى بغداد وكان رئيس جمهورية نظام الملالي حينها وفي جوابه على سؤال أحد المراسلين قال : وهل بقي شيء من منظمة مجاهدي خلق ؟! أي من هذين الوجهين لكلمة أحمدي نجاد يمكن تصوره؟ هل كان يريد التظاهر أنه لم يعد لمنظمة مجاهدي خلق مكان في المعادلات السياسية أم أنه كان يشير الى سيناريو القتل الجماعي لمنظمة مجاهدي خلق الذي كان في جدول أعمالهم وكانت رغبتهم أن لا يسمحوا لأي شخص من المجاهدين بمغادرة العراق بسلام». لكن على كل حال العالم الآن والشعب الإيراني يشاهدون أن منظمة مجاهدي خلق ليست فقط باقية ولكن أيضا بانتقالهم المظفر من العراق الى اوروبا لقنوا نظام الملالي درسا وأن الانتفاضة الأخيرة هي مقدمة لخطوات أعظم ستؤدي وبسرعة أكبر إلى سقوط نظام الملالي. خامنئي في كلمته حاول بطريقة سلفه الخميني أن يزرع الفرقة داخل صفوف الانتفاضة والايحاء بأن سبب تجمع قسم كبير من الجمهور في الساحات يعود لمطالب اقتصادية ومعيشية وقسم آخر من منظمة مجاهدي خلق. في نفس الوقت لم يجرؤ ولي فقيه الملالي على الإشارة الى 50 شهيد خلال الانتفاضة وقرابة عشرة آلاف معتقل لأنه لو فعل ذلك كان تبرز العلاقة بين الشعب والمقاومة خلال الانتفاضة وكان سيسبب تسارع انهيار الروح المعنوية لقواته. قادة هذا النظام حاولوا ويحاولون إظهار أعداد قليلة من الشهداء والمعتقلين لتجنب ردة أثر دماء هؤلاء الشهداء على الروح المعنوية للشعب وكذلك لقتل من تم اعتقالهم لأسباب مختلفة. وحتى الآن استشهد عدد منهم في سجون النظام المرعبة. من النتائج الأخرى للانتفاضة يمكن الاشارة الى تفاقم الصراع بين الذئاب. الملا المحتال روحاني وفي الرد على حزمة الادعاءات ضد سياسات حكومته الاقتصادية وأنها سبب اشعال الانتفاضة قال: البعض يعتقد أن الشعب يطالب الاقتصاد فقط، أي لو أننا قدمنا القدر الكافي من الأموال هل سينتهي الأمر ولن يطالب الشعب بشيء آخر؟ اذا قلنا أننا سنقدم الأموال لكن ليس من حق احد التعبير عن رأيه هل يصلح الأمر؟ هل يمكن شراء حرية وحياة الشعب بالمال؟ لماذا نهين الشعب ونوجهه الى العنوان الخاطئ؟ لماذا نقول إن سبب احتجاجات الشعب هو الوضع الاقتصادي السيء؟. كلام طرفي النظام يحوي نفس المحتوى ويريدون شق صفوف الشعب وقمعه. لأن العالم أجمع رأى أن انتفاضة الشعب بشعار (لا للإصلاحيين ولا للمحافظين انتهى عملكم) وضعوا هدفهم هو اسقاط كامل أشكال النظام. و كما قالت صحيفة فيغارو الفرنسية : «الشعب الإيراني غاضب بشدة من قادة هذا النظام ولا يفرقون بين الإصلاحيين والمحافظين والاحتجاجات في شوارع إيران زلزلت بقوة أسس ومشروعية حكومة الملالي». روحاني المحتال تكلم بشكل مخادع وكما لو انه مغرم بالحرية ، نسي أنه خلال فترة حكمه أعدم أكثر من 4000 شخص وخلال الانتفاضة الأخيرة أريقت الكثير من الدماء وقرابة عشرة آلاف معتقل في السجون. بالطبع مسيرة الانتفاضة سوف تجتاح كلا من طرفي النظام وتتخلص منهم والحرب بين الذئاب ستكون أكثر حدة في ذلك الوقت. ولا يستثنى من هذا الوضع مجلس الملالي. فبعد بدء الانتفاضة أخذت تتصارع أطراف النظام داخل المجلس أيضا. مؤخرا محمد على برانوندي النائب عن خرم آباد قال : اذا لم نقم بتأمين فرص العمل للشباب ولم نستجب لرغباتهم سيحرضهم الآخرون على القتال. مخاوف النظام من القوة الرئيسية في الانتفاضة وهي النساء وخاصة الفئة الشابة الشجاعة تزداد بشكل يومي. مواقف الدعم من قبل مجرمين من أمثال قاسم سليماني لرئيس السلطة القضائية للملالي الذي هو أيضا معيّن مثل خطباء الجمعة من قبل خامنئي شخصيا على الرغم من وجود أدلة كثيرة على جرائمهم كالسرقات والفساد الاخلاقي والاقتصادي يعبر عن حقيقة واضحه وهي أنه من نتائج وآثار هذه الانتفاضة ادخال القوة القمعية للنظام في صراعات داخلية. و كما قال خطيب الجمعة في مدينة همدان : حوالي 60 مكتب لخطباء الجمعة تم مهاجمتها. أنا شخصيا لا أعرف أن الزلزال السياسي بأي مقياس يمكن قياسه، لكن باعتقادي أنه خلال هذه الانتفاضة سمعنا أصوات تكسر عظام نظام الملالي! *کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني. [email protected]
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على خط الانتفاضة الشعبية في إيران
-
بداية فصل جديد فيما يخص إيران
-
انتفاضة الشعب الإيراني و الاستراتيجية الصحيحة
-
الثورة الإيرانية مستمرة وانتصارها مؤكّد
-
انتفاضة إيران، مسارها وآفاقها!
-
في ايران... الشعب يريد اسقاط النظام !
-
هل سيبلغ عمر االنظام الايراني 40 سنة؟
-
الدعم المالي للإرهاب في العالم
-
حلقة جديدة من تصارع قوى نظام الملالي
-
ضرورة إسقاط النظام وطرق الحل لذلك
-
إرهاب النظام الإيراني عبر القارات
-
النظام الإيراني رأس الفتنة !!!
-
«لا» للملالي الحاكمين في إيران
-
الطبيعة اللاإنسانية لنظام الولي الفقيه في ايران
-
الافعى ولايت الفقيه
-
الوقت في سوريا يجري ضد النظام الايراني
-
يجب مقاضاة مسببي ضحايا الزلزال الأخير
-
اتخذوا إجراءات قبل فوات الأوان!
-
صرخات أهالي المناطق المنكوبة تدعو إلى سقوط النظام!
-
التحول الكبير الذي نتقرب إليه يومياً
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|