محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5763 - 2018 / 1 / 20 - 21:24
المحور:
حقوق الانسان
غادرت البيت لتقضي حاجة، أحسَّت شخصا يترصَّدها على دراجة نارية، فجأة بدأ يتحرش بها ويأمرها بمرافقته، أخبرته أنها متزوجة، وتوسلته الابتعاد حتى لا يكشفه زوجُها، لم يكترث لقولها، حاول جرَّها من مرفقها، انسلت من قبضته، ثم عادت أدراجها إلى البيت، والمتحرش يلازمها...
صعدت سلالم البيت مذهولة والصُّفرة تكسو وجهها، سألها زوجها عن السَّبب، حاولت الانكار، أرغمها على الجواب، صَارحته.... اشرأبَّ من النافذة، وجد المَعتوه لا يزال أسفل البيت، أمره بالابتعاد، لم يكترث، أخبره أنه زوجُها، رد عليه ببرودة: وماذا بعد؟؟ !
غلَى دمُه على الفور، اسودَّ وجهه غيضاً، أحس بالدونية والتسفيه، اتجَه نحو المطبخ، أخذ سكينا، ثم هَرول إليهِ...
وهو يهمُّ بالخروج من الباب السفلي، انقض عليه المتحرش بخفة متناهية، أسقطه أرضا، ثم أمطره باللكمات...
فجأة... أو صدفة ربما.... مَرَّ بجانب العراك شرطي ببزته الرسمية، كان يقِلُّ سيارته، نزل منها، تعرفَ على المتحرش... إنه صديقه، ناصر صديقه، ثم انهالا على الرجل بالركلات... حاولت الزوجة الانتصار لزوجها، حاولت شرح الموقف، توسمت العدالة من حاميها، وبدفعة قوية من الشرطي، تمددت أرضا وبدأت في الصراخ والاستغاثة !
كان بعض الجيران قد تابع سيناريو الأحداث منذ بدايتها، أحسوا الظلم الذي تعرض له جارهم، أحسوا مدى حقارة الموقف، تهامس المتهامسون، أحضروا الهراوات، فرَّ الشرطي والمتحرش !
لم يسجلوا رقم سيارة الشرطي، أخذوا الزوجين إلى المستشفى، أخبره أحدهم أنه يعرف الحي الذي يسكنه الشرطي، رفعوا القضية ضده !
حاولت عائلة الشرطي تدارك الزلل، حاولت إقناع الضحايا بالتنازل، إلا أنهم رفضوا الصلح!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟