حجاج سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 10:02
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
لا تنقطع حالة الجدل الصاخبة حول السرقات الأثرية التي تتعرض لها كنوزنا الأثرية في الأقصر وتثير تساؤلات حول سبل ردع للراغبين في الثراء وحماية التراث المصري من السقوط في أيديهم وتمكينهم من المتاجرة فيه بثمن بخس.
وطالبت مصادر أمنية بتغليظ عقوبة سرقة الآثار والاتجار فيها باعتبارها جريمة قومية وسرقة لتاريخ وحضارة شعب بأكمله، بينما طالبت جهات أخري بتعزيز الحراسات ورفع أجور ورواتب الحراس حتي لا يكونوا صيداً سهلاً للمنحرفين وعصابات سرقة وتهريب الآثار بجانب تزويد المتاحف والمقابر والمعابد والمواقع الأثرية بوسائل وأجهزة الحماية والإنذار المبكر، كما انتقدت وجود مخازن أثرية داخل المعابد.
أكد رأفت عبدالمنطلب العضو الوفدي ورئيس لجنة الأمن القومي بمجلس محلي مدينة الأقصر أن السرقات الأثرية ظاهرة تحكمها الظروف الاقتصادية الصعبة، فالكساد ونقص فرص العمل بجوانب عوامل أخري نفسية واجتماعية جعلت البعض خاصة في القري الغنية بالمناطق الأثرية يقومون بعمليات مستمرة لسرقة الآثار وهي ظاهرة عالمية تغذيها وتعمل علي تواصلها باستخدام الوسائل والتقنيات الحديثة.
وانتقد شعبان هريدي رئيس لجنة الوفد بالأقصر ضياع قطع أثرية هدراً دون معاقبة المسئولين عن ضياعها بالخصم من المرتب، كما ضاعت 45 قطعة أخري من أحد المخازن شمال الكرنك وعوقب المسئولون بالخصم 10 أيام من راتبهم والتوصية بوضع الآثار المصرية في مخازن آمنة وتعزيزها بحراسات يقظة.
وطالب المجلس الأعلي للآثار بمراجعة نظم تقييم واختيار قيادات المواقع الأثرية مؤكداً أن الإهمال تسبب في ضياع مئات القطع الأثرية وتهريبها لخارج البلاد، كما امتد الإهمال ليشمل المواقع الأثرية الموجودة بالصعيد بعد اقتصار اهتمام مسئولي الآثار علي مواقع الآثار الشهيرة في الأقصر وأسوان.
ففي محافظة قنا تحولت المعابد والأطلال الأثرية إلي مقالب قمامة وخرابات تسكنها الحيوانات الضالة وتحول معبد قفط إلي مصاطب ومقاعد للكبار ومرتع يلهو فيه الصغار وصار عرضة للنهب والتخريب.
وفي أرمنت يتعرض معبد الإله مونتو لإهمال لا يليق حيث تحول كما يؤكد الدكتور بهجت الصفي إلي مرتع للكلاب والحيوانات، بدلاً من صيانته وترميمه وإحياء المنطقة المجاورة ووضعها علي خريطة مدن مصر السياحية خاصة أن المنطقة قريبة من كوبري الأقصر العلوي الذي تعبره الوفود السياحية في رحلتها للمناطق الأثرية الموجودة غرب الأقصر.
أما معبد شنهور الذي يرجع تاريخه للعصر الروماني ولايزال بحالة جيدة وتحتفظ جدرانه بنقوش ورسوم الأباطرة الرومان وهم يتعبدون للإله »آمون«، وتحول المعبد إلي مأوي للحيوانات وحظيرة لتربية الماشية والأغنام، فهل تمتد يد التطوير إلي المناطق الأثرية الأكثر أولوية واحتياجاً إلي إعادتها لصورتها القديمة واللائقة بها؟
#حجاج_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟