أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤيد الحسيني العابد - المكاشفة عند السيد الحيدري.. اسلوب في المعرفة















المزيد.....

المكاشفة عند السيد الحيدري.. اسلوب في المعرفة


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 5761 - 2018 / 1 / 18 - 23:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتميّز الكثير من أصحاب المدارس الفكرية والعلمية بأساليب تكون أحياناً خارقة عن الأسلوب المتّبع في كيفية التعامل مع أيّ ظاهرة. ومن أصحاب الفكر هؤلاء السيد كمال الحيدري الذي يتميّز بأسلوب لم يكن على التقليديين فهمه، أو إنْ فهمه فليست لديه القدرة على الاجابة على التساؤلات المطروحة، وان توفرت القدرة فلا تخلو النفس من نوازعها، لا نصرة للحق، لكن نصرة لتلك النوازع ليس الاّ! حيث من يواجه هنا لابدّ ان تتوفّر به عوامل الاخلاص لطريق الحق لا لشيء اخر. وقد واجه ويواجه السيد الحيدري من هذه الحفنة التي لا تمتلك حتى ابسط مواصفات القدرة على نصرة طريق الحق، بحيث لا تستطيع هذه الحفنة التعامل مع ظواهر الابداع الفكري التي لم يعهدها مثل هؤلاء.
لقد عانى الكثير من أهل الفكر والمعرفة ما عانوا من مناكفات غير مجدية ومضرّة للفكر وللعامّة عموماً، لكن يبقى لاسلوب السيد الحيدري طريقه الامثل فيما يسمى بالمكاشفة! كما أطلقُ عليها.
لاسلوب المكاشفة عند السيد الحيدري قوة الرأي والتعبير والقدرة على الاستمرارية والولوج المستمر في الظواهر المحيطة وما دار ويدور حولها ومعها، بلا خشية من النتائج والا ما الداعي للدخول الجزئي الذي يؤدي في النتيجة الى ما يمكن ان يقال، عليه التضاد لما هو مأمول منه!(كما حصل على من حاول المكاشفة سابقا ولم يستطع الاستمرار لاسباب عديدة لا مجال لذكرها).
لقد تعوّد اهل المكاشفة على المواجهة الجريئة والقوية بقوّة الدليل لا بالفوضى واسلوب التعدي واضطهاد الاخر! اما ما يعانيه اهل المكاشفة هو هذا الكم الهائل من المواجهين الذي يتميّز اغلبهم بمواصفات مؤلمة منها: العزلة النفسية أو الشعور بها مما يجعله يختشي المواجهة العلمية فيبدأ بتحريض من له القدرة على المواجهة وهو المتخفي الى الوراء! وقد توفّر في نفوس اؤلئك ما يمكن القول عنه انه نتاج العزلة المكانية والابتعاد عن التطور والمماحكة العلمية في طريقة الوصول الى الحقيقة أو المحاولة اليها! بالاضافة الى تعرّضه الى الاضطهاد القسري أو الاضطهاد الذاتي وهما مشكلتان خارجيتان بالفعل او التأثير، ولهذا ترى المرء الذي لا يعرف محاولة امتلاك المعلومة واستخدامها بالشكل الصحيح لنصرة الحق يحاول ايجاد البدائل التي يجعلها في مكان الدفاع عن الحق فيقوم بتقديس ما لا حاجة لتقديسه لانه سيكون بديلا عن الحق وبالتالي سيكون المقدّس الظاهري والمفتعل بديلا عن المقدّس الفعليّ بمرور الوقت والزمن الطويل كما حدث لكثير من موروثنا الاسلامي والعربي والتاريخي عموما. حيث انزوى المقدس الفعلي في كتب التراث في غياهب عجيبة ابتداءً من الذات المقدّسة الى انبيائه ورسله وكتبه المقدسة حتى وصلت الينا باشكال وانماط ادّت الى صراعات بين ابناء الامّة وسفكت الدماء لملايين من البشر! حينما وضعوا الكثير من الصفات السلبية والمرفوضة عقلا ومنطقا وشرعا للمقدس الفعلي للدفاع عن مقدّس ظاهري هم وضعوه في هذه المكانة التي اقل ما يقال عنها لا يستحقها. فقد غيّبوا الشخصية الفعلية والسلوك الامثل للنبي الاكرم صلى الله عليه واله، حيث تحوّل هذا النبي العظيم الى شخص اقل ما يقال عنه ملتبس الارادة ويحمل ادنى مواصفات الانسان الطبيعي ولا حول ولا قوة الا بالله! لماذا دفاعا عن مجموعة لا تمتلك القدرة على الاستمرار في الدفاع عن الدين الحقّ!
لقد تميّز الاسلوب الذي يتّبعه اهل العلم لنصرة الحق بهذه المكاشفات والقراءة المتأنية والعميقة بعد التسلّح بالمعرفة الكبيرة والمعمّقة في نقد الموروث بكل حيثياته، بانّه اسلوب رفيع ومتقدّم، وحافظ على الاساس الذي يجب الحفاظ عليه وهو كلام المولى ليس الاّ. اما ما يقال عن المرويات والمنقولات فكلها تخضع للتمحيص والتنقيب والبحث استنادا على الاساس الفعلي مع الاخذ بنظر الاعتبار ذلك الاسلوب العلمي المزوّد بادوات البحث الكاملة بلا توجّس!
بينما نرى من يقف ضدّ الاسلوب العلمي المتقدم هو من ليس لديه القدرة الذهنية على الوصول الى فعل يزيد الطريق تعبيدا او يحاول ان يجد الطرق الامثل الى بلوغ الغاية. كما لاحظنا من بعض الفضائيات المحسوبة على خط اهل البيت بشنّ حملة لا انسانية ولا علمية على مشروع نصرة القرآن والحقّ الذي يقوده السيد الحيدري.
الكثير من التأثيرات منها الشعور بالنقص والدونية الفكرية وعدم القدرة على الدخول في النقاش وتطوير الذات من خلال استمرارية القراءة والتعليق وابراز الرأي والتوغل في الذات او في الذوات الاخرى، كلها كانت مواصفات الاخر المتراجع!
لقد عانى المجتمع العراقي والاسلامي عموماً من الكثير من المشاكل كبقية المجتمعات بلا شكّ، لكن الذي وصلت به مجتمعاتنا الى مستوى الشعور بالاضطهاد الفوقي او الاضطهاد المستمر كحجّة سلبية غير رصينة يدلل على تراجع كبير في المفاهيم والسلوكيات، خاصّة فيما يتعلّق بحالة عدم المواجهة الفكرية والجريئة وبالتالي محاولة التغطية على فعل عدم القدرة على المواجهة المذكورة للوصول الى الحالة الامثل!
لقد تعرّض ويتعرّض السيد الحيدري الى جملة من الاعتراضات غير المستندة على فكر او دليل علميّ يمكن تسميتها بالاضطهادات الفكرية لاصحاب المشاريع التجديدية العلمية، وهذا ليس غريبا البتة! في مسار اهل الفكر والمعرفة في وسط من عدم الانسجام مع فكر عال لا يستوعبه الا من نال حظا من العلم والمعرفة والتسديد الالهي (ان كان في المشروع الديني خصوصاً، لان الحديث في عموم اهل العلم والمعرفة!). واقول لا غرابة من هذه الانتفاضات غير المشروعة خاصة عند اؤلئك الذي بيدهم زمر تتحرك وقتما يشاء صاحب المناكفة والذي لا ينتبه الى ما يفعله للاسف!
السيد الحيدري يعتمد في منهجه الرائع على محورية القرآن ليس دون ذلك ولا مجال لقبول اي شيء لا يتمحور حول القرآن، حتى الثقل الثاني الذي يؤمن به ونؤمن به يضعه في عملية النقل ويعرضه على القرآن لا مشككا في النقل وانما ان حصل اليقين في التوافق مع القرآن فهو قول المعصوم والا فهو اجتهاد الناقل للحديث فتأمّل! واعطيك مثالا جميلا قد حصحص الحق في مجاله! فتفسير قوله تعالى
(فإسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)، كيف يا سيد؟
يقول السيد الحيدري: (ما من معرفة دينية الا وجذورها في القرآن! وان لم يمكن للانسان التدبّر والاستنباط والفهم القريب من الحقيقة ان لم تكن كلّها للدفاع عن المضمون الحق؟) يقول السيد هذه مشكلتك لا في النصّ القراني العظيم! وحتى حجج عدم وجود بعض المصاديق في القرآن، لسبب مهم وهو ان المصاديق متغيرة وليست ثابتة الا النص الحكيم فهو ثابت الا اذا فهمه الاخر حسب فهمه لا حسب ما يقصده الحكيم العليم!
ورأي السيد الحيدري إنّ المصاديق تاريخية مرتبطة بزمان ومكان وثقافة خاصة لايمكن اعتبار ذكر المصداق في النص القرآني دليل على انه في كل الازمنة! كيف يعني؟! يجيب السيد الحيدري:
(يقول الامام الباقر في بعض حديثه:
ان رسول الله نهى عن القيل والقال، وفساد المال،وكثرة السؤال فقيل له يا ابن رسول الله فاين هذا من كتاب الله؟ انتبه الى القول فاين من كتاب الله اي كلما ذكر شيء وجب الانتباه الى وجوده او الاشارة اليه بالاسلوب العميق علما ودراية من قبل صاحب الذكر ان استطاع! وهنا هو من اهل البيت ودرايته معروفة. حيث لا قول بلا دليل!). وقد اشار السيد الحيدري في استمراره حول الحديث آنف الذكر:
(التاكيد على ان منهج اهل البيت كله في كتاب الله وان لم تدركه فهو منقول بشكل او باخر! منهج مكتمل في الدليل) ليس الا!
يمكن لك ان تصل الى الدليل ويمكن لك ان لا تستطيع اي ان المشكلة فيك لا في النص ولا في القول السديد! فاذا اجتهدت واجهدت نفسك في البحث والتدبر والتبصّر ستجد الحل هناك في كتاب الله! وهذا لعمري هو المنهج العلمي في اطاره العام الانساني في البحث عن الحقيقة ايا كان وضعها وشكلها وحتى مضمونها في شكله البسيط! والا كيف لي ان اسرد ما اريد بلا علم ولا دليل واريد من الاخر ان يسير معي الى طريق رسمته للبحث عن الحقيقة؟
فاين الحل؟ اذهب الى اهل الذكر! وكيف طبّق الامام حول ذكر الدليل والطريقة التي من المفترض ان نسير عليها للوصول الى الحقائق؟ قال ان الله عزّ وجل يقول في سورة النساء الاية 114:
( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
نجواهم يعني القيل والقال! استثنى ما فيه خير للناس، اي كل ما يذكر حتى في الدين العام ان لم يكن فيه ما يفيد (في الاصول وفي غيرها ) ايضا هي قيل وقال! اي ان صرف العمر فيه حرام شرعا! اي انك تاخذ من بيت المال حتى تنفع الامة والمجتمع (لينظر من يعمل في الدول او الدائرة الرسمية وغيرها فان لم يؤدي الذي عليه في علمه وسلوكه النافع فهو قيل وقال ايضا حيث لا نفع فيه للمجتمع والامة!) وهو نجوى! اي استاجرت لعمل ما وعملت غير ذلك، هذا غير جائز حتماً! وقولكم (فساد المال) اين في كتاب الله؟ إنّه (ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما) النساء 5، وهذا لا يرتبط بعمر ولا بغيره اي لوكان رشيدا في الطب هل بالضرورة يكون رشيدا في البعد الاقتصادي؟! اما الجزء الثالث: (ولا تسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم) هذا ما يتعلق بالجزء الثالث من الحديث. ماذا يعني: هذا كله يعني تبيان لمصاديق للايات وليس تفسيرا للايات المباركة!اي ان هذا ليس تفسيرا روائيا هذا رايك انت وليس هو تفسير الامام هذا رايك وفهمك على انه تفسير للاية! وهو ليس كذلك انما هو مصداق لاية ليس الا!
حتى ما يتطرق له بعض اهل الغرض المنحرف في ان القران فيه ما فيه من شبهات والتباسات! فهو في الحقيقة قراءة غير صحيحة اذا ما اخذنا قواعد اللغة العربية لوحدها كمعيار اساس للتعامل مع القول الحكيم (كما اشرنا سابقاً)، وهي مشكلة قد وقع فيها عبر التاريخ الكثير! بينما قواعد اللغة قد وضعت وكتبت بعد نزول القران المبارك بعشرات العقود من السنين،فكيف اخضع الكتاب الكريم لتلك القواعد؟! وقد اعطى السيد الحيدري مثالا أعِدّهُ انا مثالا انسانيا (من معنى انسانية الاسلام): حول اية (وزوجناهم بحور عين)، ويتساءل عن معنى كلمة حور، كي يشير الى عدم دقّة التعامل مع الكتاب الكريم حينما نتحدث عن قواعد اللغة المذكورة ويستند السيد الحيدري على انّ المنطق يقتضي انّ الاجتهاد كذلك في اللغة والتعامل معها فسيبويه له رأي ولنا رأينا خاصّة اذا استندنا على قول الاجتهاد في اللغة وفي قواعدها للحفاظ وفق اسس علمية على دقّة قول القرآن الحكيم، وهذا لعمري في أوج الاخلاق العلمية في الحفاظ على ثابت قد اجمعت الامّة على ان (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)؟
ما الذي يقوله السيد الحيدري حول المثال المذكور آنفا أي (الحور العين)؟
(نموذج لفهم المنطق الذكوري والاناثي في القرآن، هذا المنطق الذي أسس له سيبويه، قال تعالى في سورة الدخان (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)، (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) الأولى الدخان 54 والثانية الطور 20، ما هو الحور؟ هذه مفردٌ أو جمعٌ؟ وإذا كانت جمعاً فما هو مفرد هذا الجمع؟ اتفقت الكلمة أن هذه المفردة جمع وليس بمفرد، وأجمعت كلماتهم أن هذه المفردة التي هي جمع، هي جمعٌ لأحور للمذكر ولحوراء للمؤنث، ليس جمع حوراء؛ لأنه إذا كانت مفردة حور جمع حوراء، إذن زوجّناهم يعني ضمير زوجناهم على من يعود؟ على المذكر لماذا؟ لان الحور ما هم؟ مؤنثة، فإذن يعني جمع المؤنث، إذن هذا كلام من؟ هذا الامتياز لمن؟ للمذكر)، وهذا المنطق الذكوري تعرّض له الكثير من المفسرين على صحته وهو ليس كذلك كما اشار السيد الحيدري دفاعا عن المنطق القرآني وبالتالي هو دفاع عن المرأة كإنسان وبالتالي من حقها ان تعرف حقها في القرآن وفق قول الحكيم في الكثير من الايات على الجمع بين الذكر والانثى حقا وسلوكا في الكثير من المواضع والاّ كيف يكون العدل الالهي لعبدين قد خلقهما الله بما يسمى خلقا تكوينياً فما ذنب المرأة ان خلقت بهذه المواصفات المجحفة؟! فيقول السيد الحيدري:
(المسكينة عاشت هنا بالمظلومية 20-50 سنة هناك أيضاً (يقصد في الآخرة: اضافة مني!) يقولون لها إما زوجك وإما توكلي على الله لا يوجد غيره، وإما تعيشين عزباء)، ثم يقول السيد الحيدري مستمرا في القول: (بحسب المنطق القرآني، بعض الأعزة قال سيدنا لهم غلمان، هذا كلام الروايات، المرأة من حقها أن تقول كما أن الله سبحانه وتعالى انزل في كتابه هذا الامتياز للذكور، كان عليه ماذا؟ إذا قال أنا وهو على حد سواء أن ينزل آية أيضاً ماذا؟ ولو تلميحاً، الآن لا يريد تصريحاً، قد يقول بعضهم سيدنا هذا خلاف العفة خلاف الأخلاق خلاف الكذا، ولا خلاف العفة ولا خلاف الأخلاق، القرآن الكريم كم مرة مستعمل فروج، تستطيع أن تتكلم مع الآخرين بلغة الفروج؟ لكن القرآن تكلم، من قال أن القرآن هذه المسائل لا يطرحها أنت عندما تقول لماذا؟ يقول القرآن ولهذا الحديث لابد أن يوجد لفروجهم، فلما تغشاها يعني ماذا؟ يعني ماذا غشاها؟ واضح هذه الابتسامات خير دليل، القرآن يتكلم لماذا لم يذكر في حق المرأة).
من هنا نرى السيد الحيدري قد اشار في ادلته وتفسيره ووضعه اليد على الكثير من المعاني والمفاهيم القرآنية دفاعا عن هذا الكتاب العظيم وعن الرأي الحقّ والدفاع عن الانسانية في الاسلام وفي شخصياته العظيمة التي حافظت على الكتاب العظيم رغم النوازل التي حلّت بتأريخ الامّة واهل الحق! فقد إنطلق الدين الإسلاميّ من نقطتين كانتا مسميين وسلوكاً تميّز به نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، هذان المسميان هما الصدق والأمانة. وهما مسميان لا يختلف عليهما إنسان عاقل على أنّهما دستور أخلاقيّ متقدّم وعظيم لتنظيم كيان الكون بأجمعه. ولا يختلف إثنان ما للصدق من تأثير في حياة البشر اليومية ومستقبل البناء لهذا العالم الإنسانيّ. وهذا رسول الانسانية كيف ينقل لنا عنه في هذا الموروث المشوّه؟ كيف تعامل مع النساء؟! مفاهيم لا يقبلها عاقل من المسلمين فكيف لغير المسلم؟!
لقد لقّب رسول الله برسول السلام والإنسانيّة بهذين اللقبين اللذين إلتصقا بشخصيّته الكريمة في كلّ مكان وزمان من عمره الشريف. بل حتى أعداءه شهدوا له بالخصلتين حتى بات لا يسمّى إلاّ بهما! ولا يوصف إلاّ بهما. وقد أثبت أعداءه وشهدوا له بأنّه كان صادقا الى الدرجة التي لا يتعامل بها كسلوك سياسيّ لأجل مناورة أو سلوك كما يطلق عليه اليوم بالسلوك التكتيكيّ! بل كان له سلوك في تعامله مع الجميع، العدو والصديق، القريب والبعيد، الصغير والكبير وهكذا.
ولا اطيل على ما ذكره السيد الحيدري الا ان اقول ان اسلوب المكاشفة والصراحة في النقد والتوضيح والتنقيب لا يختلف على صحتها عاقلان!
لقد توضّح لي الكثير من منهجية السيد الحيدري من خلال متابعة اسلوبه ومواضيعه لسنوات عديدة ولمواضيع ضمن منهاج الطرح الذي يتبّعه فمن ضمن ما توضّح لي عدّة نقاط منها:
وضوح الهدف،جدلية الاسلوب،رقي الطرح وفق النموذج الحديث في شفافية النقد الذاتي التأريخي، المصداقية في التعبير والاسلوب،ودقّة الحفاظ على نسقيّة الموضوع.
لقد تميّز السيد الحيدري في مكاشفته ما تميّز كأسلوب جمع بين البعد العلمي الاكاديمي الذي يستند على معيار ثابت (وهنا القرآن الكريم وما رشح من ورايات لا تتعارض مع المنطق القرآني من جميع الوجوه)، وبين البعد العلمي الديني غير الجامد والمتطور والمطوّر للفهم الحديث للدين ولمعالجة الكثير مما حسب على الدين عموما وعلى مدرسة اهل البيت عليهم السلام. وهذا منهج لنا الفخر ان نسير به مع السيد في حرصه على الدين الاسلامي وعلى المنطق الانساني في هذا الدين العظيم بلا خوف او وجل عارفين ومعرّفين الاخر انّ الحديث عن الدين كفكر شيء والحديث عن تأريخ الدين وحوادثه ونقل تلك الحوادث شيء آخر.
والحديث له صفحات وجولات لنا فيها عودة ان شاء الله
د.مؤيد الحسيني العابد



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاقية النووية بين روسيا ومصر الحلقة الثانية
- الاتفاقية النووية بين روسيا ومصر الحلقة الاولى
- أوراق في فلسفة الفيزياء الحلقة الثانية
- أوراق في فلسفة الفيزياء الحلقة الأولى
- إنتروبيّ الكونِ وإنتروبيّ السياسة!
- جدليّة الفيزياء وواقع مجنون!
- ترانيم علويّة
- صعاليك .... وصعلكة
- الوثوب والركود العقلي
- ما الذي يجري على الأرض؟
- الوضع الجديد والنصر المبين القادم! في العراق
- المجدّد السيد كمال الحيدري بين حداثة البحث وأكاديميّة الأسلو ...
- هل هي حكومة: نسوا الله فأنساهم أنفسهم؟!
- لماذا تهافت الارهابيون على سورية والعراق؟
- أضواء على الاتفاق النووي الجديد في جنيف!
- الجسيم الجديد والكون الحلقة الثانية
- الجسيم الجديد والكون - الحلقة الأولى
- الضرائب القادمة على مستوى المنطقة
- أردوغان والضربة القاضية القادمة!
- هل دخلنا المرحلة الاخيرة لحسم الاوضاع في سورية؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤيد الحسيني العابد - المكاشفة عند السيد الحيدري.. اسلوب في المعرفة