مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 1478 - 2006 / 3 / 3 - 11:32
المحور:
المجتمع المدني
جهزتُ لها جسدي ،
حاصرتـُها بكل ما أملك ُ ..
من يتم ٍ ومن غيظٍ ،
من عشق ٍ ومن حزن ٍ ؛
نصبتُ لها ألف فخﱟ ..
وما سقطتْ في شهدي ..
إلا قليلاَ :
مازال فيها ..
انفلات ٌ لرقصاتٍ ..
من زمني المجهول ِ ،
المغتال ِ..
عن سبق إصرار وترصدْ !
***
هناكَ ..
في قمة الجبل ِ ..
ذات رقصة ٍ ..
مصادرة ِ التاريخ ِ والبطولاتِ ..
كان لقاؤنا الأشهى ..
ـ ما زلت أذكر ُ ـ
زهرة َ لوز ٍ تراءت ْ ،
ثورة َ خرفانْ !
***
هناك َ ..
عشقت ُ البئر َ بكامل ظمئي ؛
هناكَ ..
احترمت ُ .. حمارَ جدي ..
ذاك الوفي .. لحليب الأرض ِ،
لم أركبه ُ ..
إلا .. لأستعملَ نفس َ اللغة ِ ،
إلا .. لأصلَ لنفس الكوخ ِ ..
حيث البوم ُ ..
تنذر بصهيل ٍ ..
مرﱢ الفصول ِ ،
انتحاريي الجياد ْ !
***
ما زلتُ أذكرُ ..
على .. بقايا بارود ٍ ،
على .. نزف بندقية ٍ ..
منتفضة ٍ عشقا ً ..
إحياء ً لرقصة الغبار ِ ..
مازلتُ أذكرُ ..
أني ..
جهزت ُ لها ناياتي العليا ،
أني ..
أحضرتُ لها فصولاً بهية َ الخصب ِ؛
ما زلتُ أذكر ُ ..
أني ..
كنتُ أموت جوارَها .. عطْشى ؛
ما زلتُ أذكر ُ ..
أني ..
كنتُ .. الغريبة َ الأهازيج ِ ،
كنتُ .. الملعونة َ الروح ِ والرقص ِ ،
وكثير ٍ ..
مما يحاصرون َ ،
مما يصادرون َ ..
حين .. تغفو خرفاني ..
في .. عين الذئب ِ ؛
لا بأسَ :
للرفض .. عيد ٌ ..
يبزغ ُ ..
من .. عشبها المـر ْ !
***
وحدَه ُ .. موتـُها .. لن أوقعـَه ُ ؛
لموتِها .. مذاقُ بركان ْ ..
كلما .. أعادوني إليها .. مفلسة ْ !
***
بكاملِ قوايَ العقليـة ْ ..
أعلنُ .. عشقي .. حطباً ونـارْ :
ذاك أني .. اشتعال ْ ؛
ذاك أني .. يتـم ٌ مــرْ !
***
موتـُها ..
يبدو جاهزاً ؛
وحدهُ لن أوقعَـه ُ ..
بكل ما لدي من .. جثث ْ !
***
آهاً كم احتقرتـُهـا ..
حتى ضجت الروح ُ بأفظع من رحيلْ ؛
والآنَ ، الآن َ ..
لن .. أُعِد نعشَها لموتٍ آخـر ْ !
ــــــــــــــــ
مليكة مزان : شاعرة أمازيغية من المغرب
من ديوان : حين وعدنا الموتى بزهرنا المستحيل
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟