أحمد عبد العظيم
الحوار المتمدن-العدد: 1478 - 2006 / 3 / 3 - 11:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
جميع الدول تنشر ميزانيتها في الصحف, ليطلع عليها الناس, ويعلمون أنواع ثرواتهم الوطنية, وكيفية توزيع الموارد ومقاصدها الاجتماعية. أما دولتكم أيها السوريون, فتستثنى من جميع الدول, وهي ترسل ميزانيتها ليصدق عليها المجلس الكراكوزي المسمّى مجلس الشعب, وهي لا تنشر في الصحف, حرصا منها عليكم, حتى لا تعتادون على الاطلاع, ولا تسألون عن مصير ثروات بلادكم التي لا تظهر في الميزانية.
أما موارد دولتكم, فيأتي 95٪ منها من الضرائب والرسوم واليانصيب, و5٪ فقط من موارد النفط, أما منتجات القطاع العام وعوائده الخدمية, فهي لا تظهر في ميزانية الدولة, بما في ذلك النفط والفوسفات والملح والرخام والماس والهاتف والكهرباء وغيرها من المنتجات والثروات والخدمات السورية المختلفة, والتي تقدر بعشرات البلايين, التي تذهب إلى حسابات خاصة بالرئيس وبعض المسئولين في أجهزة الدولة الأمنية ليحفظوها لكم إلى يوم القيامة فلا تضيع.
هذا الأمر هو الذي منع الرئيس بشار الأسد من تنفيذ ما وعد به من إصلاح وتحديث, فهو وجد حجم الخسارة التي ستصيبه مع أركان دولته من تنفيذ ما وعد به, فبدأ يؤجله بحجة التوترات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط, وانشغاله مع مجموعات الصداميين والزرقاويين في العراق, وأمثالهم في أماكن أخرى. وهو يذكركم دائما أن نظامه وطني!؟ وأنه صامد في وجه المخططات الصهيونية والامبريالية التي تطالبه بالتغيير والإسراع بالاصلاح!!؟ ولهذه الأسباب فعليكم أيها السوريون أن تتابعوا صبركم وانتظاركم إلى يوم الدين, وتتابعوا تنازلكم عن حقوقكم المدنية والسياسية, وعن ثروات بلادكم لمصلحة رجال النظام الوطنيين جدا, حتى يكملوا صمودهم ضد المخططات الصهيونية والامبريالية, ويمنعوا مرور الإصلاح والديمقراطية, ليس إلى سوريا وحدها, بل إلى منطقة الشرق الأوسط جميعه بما في ذلك إسرائيل.
لا تتحدثوا عن بطالة أبنائكم لكي لا تحرجوا النظام الوطني! وعليكم أيها السوريون أن تكونوا وطنيين ولا تصدقوا بما يقوله الامبرياليون وعملاؤهم عن حاجتكم إلى تلك الديمقراطية, فإذا حدث وصدقتم وطالبتم بالإصلاح والديمقراطية فإنكم تسقطون أنفسكم في الخيانة الوطنية لا سمح الله بذلك.
ساعدوا هذا النظام الوطني جدا أيها السوريون حتى ينتصر على الديمقراطية ويتابع في نهبه لثرواتكم وحقوقكم, وسوف تجدون تعويضا لكم يوم القيامة!
#أحمد_عبد_العظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟