|
مهزلة الانتخابات العراقية، الصراع بين إيران وامريكا
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 5758 - 2018 / 1 / 15 - 14:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يوجد حزب حاكم جماهيري وطني في العراق بل عصابات نفعية تتنافس على تقاسم النفوذ والثروات والموارد العراقية والتنافس على فروض الطاعة والعمالة لقاسم سليماني، اما خطط لإعادة بناء ولتنمية العراق ليستعيد الشعب العراقي لأمانه واصالته وصفاته كشعب مثقف ومبدع ومنتج ومصدر للعلوم والادب فلا حزب عراقي حاكم منذ 2003 معني بذلك.
أضاع حيدر العبادي بتحالفه مع العامري ما كان يحلم به الشعب العراقي في التخلص من النفوذ الإيراني، وإذا بقاسم سليماني يفرض عليه التحالف مع معذب وقاتل أسرى الجيش العراقي والجندي المطيع لولي الفقيه الخيمني ولخامنئي، فتبخرت امال كل من كان يتوقع خيرا من العبادي.
فلا اعرف بأية شعارات او برامج سياسية او اقتصادية ستحاول عصابات السرقة والفساد والقتل والخطف (الأحزاب الحاكمة والمليشيات العراقية) تسويق نفسها لكسب الصوت العراقي فبرامجهم معروفة وأوراقهم مكشوفة ومحروقة، فلو نظرنا الى منجزات العصابات الحاكمة والمتحكمة في العراق منذ 2003 الى يومنا هذا: • انفجارات وفقدان الامان والاستقرار ودمار العراق وتطهير ديني ومذهبي وعرقي، حكم المليشيات المسلحة وفرض قانون العشائري بشكل جائر في كل انحاء العراق. • فقدان السيادة وتحكم قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالقرار السياسي للحكومة والأحزاب السياسية ومنها حزب الاتحاد الكوردستاني بقيادة عائلة الطالباني. • حروب ونزاعات داخلية مستمرة منذ 2003. • تدمير المدن السنية ونزوح وتهجير الملايين من العراقيين داخل والى خارج العراق. • تولي الأقزام والجهلة والمتخلفين والمزورين وعملاء الدول الأجنبية إدارة الحكم وسرقة موارد وثروات الشعب العراقي، فلو وجد قضاء عادل وحازم مدعوم من جيش عراقي محترف وقوات أمنية وطنية لكان مصير معظم قيادات الأحزاب الحاكمة العراقية السجن المؤبد ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، لأن معظمهم لم يكن يملك منزلا قبل 2003، فمنهم من لم يكن يملك ثمن اجرة السيارة للعودة من دمشق الى بغداد، فأصبحوا الآن من مالكي القصور والاطيان في داخل العراق وخارجه عدى الملايين والمليارات الدولارات التي نهبت من أموال الشعب العراقي، ناهيك عن العمالة لإيران وامريكا وتركيا. • تحكم الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بموارد ومقدرات واستقلال وحرية إقليم كوردستان والإثراء الفاحش للقيادات الحزبين والعائلات الحاكمة وخسارتهما لكل المكاسب الشعب الكوردستاني التي اكتسبوه منذ عام 1991 الى 16 تشرين/اكتوبر 2017. • المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ليست مستقلة ومسيرة من قبل الأحزاب المسيطرة على الحكم، ان تزوير الانتخابات السابقة أبقت حزب الدعوة العميل لإيران مسيطراً على الحكم وعلى المقدرات والموارد الشعب العراقي. • تخلف العراق بالعودة الى عهد الظلام العثماني (المغولي)، فلم يمر العراق بعهد أكثرا ظلاما وتخلفا على العراق منذ التحرر العراق من الحكم العثماني. • لا كهرباء ولا ماء نقي للشرب والبطالة والأُمية بمعدلات نسبية عالية لم يسبق للعراقيين ان اقتربوا منها. • السرقات والسلب وخطف الناس من قبل مسلحين تابعين للمليشيات وبتواطئ من قبل وحدات امنية بعضها موالية عقائديا الى المليشيات المسلحة والى ولاية الفقيه. الآلاف المخطوفين لسنوات لا تعلم عائلاتهم مصيرهم، والسفر بين المحافظات والمدن العراقية غير آمن لاحتمال تعرض الشخص للاختطاف عند نقاط التفتيش المسلحة، وانتشار فرض الاتاوات من قبل الأحزاب والمليشيات على الاعمال التجارية والاستثمارات وتفشي الرشى في كل مفاصل الدولة وحتى في معالجة المرضى في المستشفيات العامة.
هل من حل: • إذا قاطع الشعب العراقي الانتخابات: o بقاء العصابات الحزبية والمليشيات في الحكم، وحصول عملاء إيران والمليشيات بحصة أكبر في مجلس النواب، واستمرار الصراع المذهبي والقومي والفساد والخطف والاغتيالات، قد تؤدي الصراعات الى انتهاء العراق كدولة. o بقاء حزبي الديمقراطي والاتحاد الوطني في الحكم بعد ضياع كوردستان نتيجة للغباء وعناد القيادة السياسية للحزب الديمقراطي وخيانة عائلة الطالباني، وبقاء البيشمركة والأسايش (قوات الأمن الكوردية) تحت سطوتهما لفرض حكم الحزبين على الشعب الكوردستاني. • انصح المواطنات ومواطنو العراق الاحرار ان يصوتوا بكثافة لمرشحي الحزب الشيوعي اللذين لم يتلوثوا بفيروس الأحزاب الحاكمة الفاسدة، فلم يثبت عليهم عمالة لدولة اجنبية او فساد او اهدار المال العام، فليس بينهم اُمي او جاهل، وليست في مبادئهم الاستعلاء الديني او المذهبي او القومي، فهم اقرب الى مبادئ الدين الإسلامي الحنيف من دعاة المسلمين الكذبة من اجل المكاسب السياسية والمادية، فممكن ان يفوزوا، حيث فاز اتحاد الطلبة العام (الشيوعي) في عام 1967 في عهد حكومة ناجي طالب القومية في معظم كليات جامعة بغداد ومن ضمنها كلية الشريعة (الإسلامية) بالرغم من عدم ترخيص الاتحاد لممارسة نشاطه في حينها، فان النخبة المثقفة من الشعب العراقي (طلبة الجامعة) من غير المنتمين الى الاتحاد الطلبة العام صوتت للشيوعين ضد التجارة بالقومية العربية، والآن آن الأوان للتصويت ضد تجار الدين الإسلامي وضد المغالاة في الاستعلاء الديني والمذهبي والقومي وضد العائلات الحاكمة، فصوتوا للشيوعيين لإسماع صوتكم للفاسدين والقتلة وتجار الدين والقومية. o استخدموا الوسائل التواصل الاجتماعية كثورة تقنية وثقافية سلمية ضد التخلف والبدع لدعم الشيوعيين، فهي سلاح الوعي ضد التخلف واقوى من إعلانات الشوارع والمحطات الفضائية الممولة من أموال سحت.
كلمة أخيرة: • أخمد السلطان اردوغان الثورة الشعبية في إيران الى حين بعدم سماحه لتركمان أذربيجان من المشاركة في الثورة خشية من انتقال الثورة الى الشعوب في دولة تركيا، "فكل طاغية لطاغية نسيب"، وكلما كُشف دعم اردوغان للإرهاب يُصعد من حربه ضد الكورد، والآن كشفت شحنة الاسلحة من تركيا الى ليبيا عن تورطه في دعم الحركات الإرهابية في الدول العربية فزاد من قصف الكورد في سوريا وزعيقه العنصري المخالف لمبادئ الدين الإسلامي الذي يدعي إيمانه بها لتغطية دعمه للإرهاب. • ان اجهاض الثورة السلمية في إيران ولو الى حين لا تعني وأدها، بل ستنطلق مرة أخرى مسلحة ودموية كما جرت في سوريا، وستثور الشعوب عاجلا او آجلا على الطغاة والفاسدين وتجار الدين، حيث لا يمكن إخفاء الفساد وهدر المال العام ودعم الإرهاب وشبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية تخترق كل الحواجز والاسوار وتصل الى كل قرية ووادٍ وبادية، "احلقوا رؤوسكم أيها الطغاة قبل حلقها من قبل من لا تحبون وأنتم صاغرون". • ان مساهمة أمريكا لأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين) هي في حدود 125 مليون دولار سنويا، اي لا يساوي واحد من ألف من مشتريات الدول الخليج للأسلحة من امريكا، ولا يساوي ربع قيمة الفدية التي قدمتها دولة قطر الى مليشيات حزب الله العراقي للإفراج عن صايعين من الاسرة الحاكمة وحاشيتهم لا عمل لهم ولا نفع منهم، ذهبوا ليصطادوا في صحراء العراق المنكوب من ظلم المليشيات الإيرانية وداعش، الا يخجلوا حكام الخليج من ابتزاز أمريكا للفلسطينيين وهم يتفرجون، الا يساوي كرامة الفلسطيني جزءاً من الاموال التي يبذروها على رفاهيتهم بينما الشعب الفلسطيني يسكن المخيمات وتتصدق عليهم الامم المتحدة ويبتزهم المهرج ترامب.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وقيادة التحالف ل
...
-
هزائم أمريكا وضعف قادة العرب
-
رسالة الى قيادات الأحزاب الكوردستانية الحاكمة
-
استشهاد علي عبدالله صالح ودور محمد بن سلمان في تأخير النصر ع
...
-
حصار العجم للعراق في آخر الزمان
-
الدول العربية الى اين؟
-
بعد الغاء الاستفتاء، ماذا بقي لعائلتي البارزاني والطالباني ف
...
-
نكبة كوردستان: لابد من تقييم ونقد ذاتي ومصالحة كي نتجاوز الن
...
-
نكبة كوردستان ووهم الانتصار ونشوة السُكر عند حيدر العبادي
-
نكبة كردستان - غباء وخيانة قيادات الأحزاب الكوردستانية
-
الغزاة والمحتلون الترك والفرس يشرعنون اغتصابهم لكوردستان ويع
...
-
استفتاء كوردستان - اليوم التالي وزعيق الاقزام العبادي والجبو
...
-
هوشيار زيباري جلب الدمار الى كوردستان
-
متى يُحاكم المجرم والعميل الإيراني نوري المالكي
-
عظمة الإسلام وخسة الحكام والفقهاء الكذبة
-
رسالة الى الأخ الرئيس علي عبد الله صالح
-
هل كان هناك بشر على الأرض قبل خلق آدم عليه السلام؟
-
العراق ليس للسنة ولا للشيعة ولا للفرس بل للعراقيين
-
تجليات شهر رمضان الكريم: ديمقراطية الله عز وجل وطغيان حكام ا
...
-
حصار قطر والحرب ضد إيران واستفتاء كوردستان
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|