محمد عبد القوي
الحوار المتمدن-العدد: 5757 - 2018 / 1 / 14 - 15:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الكثير من الناس لا يأتي في مخيلتهم سبب إمتلاء التراث العربي بتشريعات ومؤلفات عن الجنس والنكاح والوطيء ، فمن نكاح ووطيء الزوجات بلا هوادة حتي بعد وفاتهم ، إلي نكاح ووطيء الإماء بلا عدد ، إلي وطيء البهائم والقرود ، إلي وصف الجنة بأوصاف بذيئة كأنها ماخور أو مكانا للدعارة ...كله جنس في جنس ونكاح في نكاح ووطيء في وطيء فمن أين أتي كل ذلك وما هو تفسير هذا الأمر ؟!
لقد كان المجتمع البدوي حينها يتألف من عدة قبائل ، هذه القبائل كانت تتحرك وتهيم سائحة في البرية وكانوا يقاتلون بعضهم البعض بضراوة شديدة ...العربي كان يقتل العربي لكي يأخذ نعله ، العربي كان يقتل العربي ليأخذ كيس الخبز الذي بيده ، العربي كان يقتل العربي ليأخذ الجمل الذي يركبه ، العربي كان يزهق حياة العربي ليأخذ درعه وسيفه وماله وزاده وكل ما معه ... هذا فضلا عن الأمراض والأوبئة التي كانت تحصد منهم الكثير والكثير وذلك لإنعدام الأدوية والأمصال والظروف الصحية حينها
والقبيلة هناك كانت تحتاج أفراد كثيرة لتقاتل القبائل الأخري ، القبيلة كانت حينها تقاس قوتها وقدرتها علي الإستمرارية في الحياة بكثرتها العددية وقدرتها علي النفار والقتال ، وهذا الأمر طبقا للنظرية الجزيئية التركيبية (نظرية التطور) هو حل لمشكلة البقاء وإستمرار النوع
إن الكائنات الحية مثل الحشرات تقاوم الإندثار بأنها تلد الكثير والكثير لأن من هؤلاء سيموت الكثير والباقي يستكمل وجود النوع ، كذلك العربي كان يلد بالعشرة لأن من هؤلاء سيبقي له إثنان أو ثلاثة ، ولما كان التوالد مسؤول عنه المنطقة الجنسية في الجسم فتكيف العربي مع الطبيعة التي منحته هذه المزية ولأجل أن يمارس هذه المزية ، حولها لشريعة ومؤلفات عدها مقدسة لقداسة السلاطين والحكام والوجهاء وذلك لكي تكون تبريرا للممارسات المستمرة لهذه المزية
ولهذا لا تستعجبوا من إمتلاء التراث العربي بكل هذه التشريعات التي وضعت بعد وفاة النبي ونسبت للدين والتي تشرع النكاح والوطيء بلا هوادة .
#محمد_عبد_القوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟