|
المصريون والنيل
نشأت عبد السميع زارع
الحوار المتمدن-العدد: 5755 - 2018 / 1 / 12 - 21:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الاسلام ليس عبادات فقط وانما عبادات ومعاملات واخلاق وسلوك وارنى سلوكك فى البيئة التى حولك لكى احكم على تدينك وانا لااحكم عليك من خلال المسجد بل ولا من العبادات باكملها وانما بالمعاملة والسوك ايضا .
ان مقاصد الشريعة خمس حفظ النفس وحفظ النسل وحفظ الدين وحفظ العرض وحفظ المال والعلماء حديثا اعتبروها ستة مقاصد وزادوا حفظ البيئة فحفظ البيئة من مقاصد الدين بل والاديان السماوية والوضعية تجعل ثوابتها حفظ البيئة والحفاظ على المياه التى هى مصدر الحياه كما قال القران ( وجعلنا من الماء كل شيء حى أفلا يؤمنون )
احيانا لاتعرف قيمة المياه لانها موجودة وميسورة وتحصل عليها بدون تعب ومشقة فانت لاتعرف قيمتها وانظر الى الذين يعيشون فى الصحراء ونظرتهم الى المياه وانظر الى الذين يشترون المياه ليشربوها لقد قرات عن ناس ماتوا فى الصحراء عطشا بسبب فقدهم للمياه وهم معاهم الدولارات والذهب ولكنهم ماتوا عطشا بسبب كوب مياه فلايعرف قيمة المياه الا من فقدها
انا دائما اقارن بين سلوك المصريين وسلوك الفرنسيين مع المياه لان باريس يمر من وسطها نهر السين والقاهرة التى يمر من وسطها نهر النيل لان نفس المهندس الذى خطط باريس هو الذى خطط القاهرة ونقل نهر النيل من الجيزة الى القاهرة مهندس اسمه ( وايسمان ) فى عهد الخديو توفيق ولذلك كانوا يسمون القاهرة زمان باريس الشرق لتشابه القاهرة بباريس فى بعض الاشياء .
لكن هل المواطن الفرنسي يرمى اى مخلفات فى السين او ياتى بكيس قمامة او شيء نافق ليرميه فى النهر بالطبع لا بدون شرطة ولا رقابة بل من خلال سلوك انسانى يطبقه اما عندنا حدث ولا حرج وانا اعتبران من يلوث المياه حتى لو بيصلى خمس مرات يوميا فلا تقبل له صلاة لان الحفاظ على المياه مثل الحفاظ على الصلاة .
لو عاش الى اليوم هيردوت الذى قال (( مصرهبة النيل )) ورأى الحيوانات النافقة تطفو على سطحه والقمامة تلقى فيه وفى قاعه مخلفات المصانع السامة ومن يلقى الصرف الصحى فيه وكوكتيل من القذارة التى تملأه لانتحر كمدا وحسرة ولو راى احمد شوقى الذى كتب الشعر فى النيل حاله الان لبكى ولطم ولو بعث اجدادنا المصريين لكى يشاهدوا النيل العظيم الذى تركوه لنا نظيفا صافيا نقيا بل كان يقدسوه وكان المصرى القديم يقول انا ادخل الجنة لانى لا الوث ماء النيل لتبرأوا منا ونحن خنا اجدادنا المصريين . ولا علاقة بالفقر وهذا السلوك العشوائى فهناك دولا افقر منا كثيرا وتحافظ على مصادر حياتها فنحن ضربنا اسوأ مثال فى العالم لذبحنا لمصدر حياتنا وبدلا من كلمة مصر هبة النيل -- مصر هببت النيل وادعوكم لكى تشاهدوا سلوك الفرنسيين مع نهر السين فى فرنسا وتقتدوا بهم لان من ثوابت ديننا النظافة فالله لايقبل صلاتك الا بالوضوء 5 مرات يوميا ونظافة ثوبك ومكانك التى تصلى فيه . هل شاهدتهم على كوكب الارض مجتمع يدمر المياه بل ربما تكون سببا للحروب بين الدول لقد انتقل تلويث النيل من التقديس الى التلويث ومن الاحترام الى الاجرام انا اتألم حينما اجد انسانا يرمى مخلفاته فى النيل دون رادع من ضمير ويلوث المياه على من بعده انه شروع فى قتل على البطىء .
حتى السبعينيات كانت مياه النيل نظيفة وصافية ونقية هذا الجيل الحالى دمر مياه النيل وقد يقال اليوم (( مصر هببت النيل )) . هناك دولا فى العالم تتمنى نهرا مثلا النيل ليصنع لها حضارة - والحروب اليوم قد تكون من اجل المياه هل سمعت ان هناك دولا تحلى مياه البحار المالحة بتكلفة 3 دولارات للمتر الواحد نحن لدينا 55 مليار متر مكعب حصتنا من النيل مجانا وللاسف نلوثها ولا نحافظ عليها ولذلك اطالب بقانون عقابى شديد لمن يدمر ويلوث المياه لانه اذا مات الضمير فلابد من القانون ولكن لاضمير ولا قانون النتيجة كارثية .
بعض الاخوة المصلين يتوضأ ويفتح الحنفية على الاخريعنى علما ينتهى من الوضوء يستهلك جردين من المياه هذا سلوك خاطىء وتدين سطحى النبي ص كان يتوضأ بحفنتى مياه والاقتصاد فى المياه من اوجب الواجبات حتى علماء الفقه يقولون لو انت فى صحراء ومعك مياه قليلة ومعك حيوان فاترك المياه للحيوان وتيمم انت للوضوء .
تنديدا شديدا للبلاد والقرى التى تقع على النيل من اسوان حتى دمياط وتلوث فى النيل انتم تشرعون فى قتل الاخرين وهذا سلوك مرفوض شرعا وقانونا وانسانية واخلاقا . ونحن يااهل قرية سنفا التى تقع على فرع من افرع النيل وهو البوهية اعلموا ان هناك 42 قرية من قرى السنبلاوين تشرب من هذه الترعة ونحن حين نلوثها عليكم نكون شرعنا فى جلب الامراض لهم وهذا سلوك غير انسانى فياليت من يفعل ذلك يقلع رحمة بالاخرين . وكلنا يرى مفاوضات مصر مع اثيوبيا بسبب سد النهضة الذى يؤثر بشكل سلبى على حصة من المياه التى لاتكفى هى اصلا. لذلك واجب عليكم وفرض مثل الصلاة ان تحافظوا على كل نقطة مياه ان لاتذهب الا فى مكانها الصحيح .
#نشأت_عبد_السميع_زارع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الامل والعمل فى العام الجديد
-
نحن والقرأن
-
نعى وعزاء لشهداء مسجد الروضة بالعريش
-
كلمة للامة فى ميلاد النبي ص
-
المشايخ ومعوقات الحداثة
-
التدين الانسانى والتدين الفاسد
-
ال100 سنة الاخيرة من عمر البشريه
-
كلمة مواساة لشركاء الوطن فى يوم عيدهم
-
كلمة الى كل ام فى الانسانية فى يوم عيدها
-
الشرق الاوسط أكثر المناطق فى العالم اشتعالا
-
حصاد مازرعته الجماعات السياسية (( الاسلامية ))
-
نداء للمسلمين
-
الفتوحات السياسية
-
جنة النافعين للبشرية ونار مخربين البشرية
-
طبقوا نظرية التضاد مع الافكار السلفوهابية
-
فيرس ومرض التقليد
-
كلمة للعالم
-
مقارنة بين أمم الارض
-
خواطرى حول داعش
-
تجديد الخطاب الدينى ضرورة حياتية ومجتمعية ورؤيتى حول قضية ال
...
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|