فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5754 - 2018 / 1 / 11 - 17:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وسقط جدار الوهم و الکذب و الخداع الذي شيده النظام طوال قرابة أربعة عقود، وإنکشفت حقيقة النظام الذي لم يکن سوى کما وصفته زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، من إنه نمر من ورق، وإن مساعيه من أجل المحافظة على نفسه من زخم و قوة الانتفاضة القائمة بوجهه، لايمکن أبدا أن تحقق النتائج المرجوة من ورائها، وإن هذا النظام صار يعلم جيدا بأن الشعب لم يعد يطيقه و صار يسعى من أجل الخلاص منه.
هذه الانتفاضة التي رسمت طريق الحرية و نهاية الفاشية الدينية المستبدة التي أذاقت الشعب الايراني کل أنواع المعاناة، هي بداية نوعية ضد النظام و تٶسس من أجل وضع اللبنات الاساسية لتحقيق الاهداف و الغايات التي کان يطمح و يتطلع الشعب الى تحقيقها وقد کان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها بعد إنتصار الثورة الايرانية، لکن التيار الديني المتطرف حال دون ذلك عندما خدع الشعب الايراني و موه عليه بنظام ولاية الفقيه، ولکن ولأن منظمة مجاهدي خلق التي کان لها الدور الاکبر فە إسقاط نظام الشاه، رأت في نظام ولاية الفقيه إمتداد للدکتاتورية فإنها رفضتها بقوة و وقفت ضدها و ظلت مواظبة و مثابرة على موقفها حتى إندلاع هذه الانتفاضة.
وثوب الشعب الايراني بمختلف شرائحه و أطيافه و مکوناته الى الشوارع و الساحات و إنتفاضته بوجه النظام و سرعة سريان الانتفاضة في المدن الايرانية، بقدر ماأصاب النظام بالرعب و الخوف و الهلع، فإنه کان کاف لإفهام العالم کله تصميم الشعب القاطع على المضي قدما في طريق الحرية و القضاء على زمرة الملالي و إنهاء تسلطهم القمعي على إيران.
الفاشية الدينية المجرمة التي فضحتها منظمة مجاهدي خلق و کشفتها على حقيقة أمرها کم إرتکبت من جرائم و مجازر و إنتهاکات بحق الشعب الايراني عموما و بحق المناضلين من أجل الحرية من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، تبدو اليوم في وضع صعب بعد أن باتت منظمة مجاهدي خلق تنازلها في داخل و خارج إيران و تکيل لها الضربات تلو الضربات بحيث إن النظام صار يترنح على أثرها و لم يعد أن يقف على قدميه کما کان في السابق.
طريق الحرية و الغد الافضل للشعب الايراني و الذي بانت معالمه من خلال الانتفاضة الاخيرة التي جعلت من قضية إسقاط النظام محورها الاساسي، هو الطريق الذي يتخوف النظام منه کثيرا جدا لأنه ليس بمقدوره أبدا أن يعترض الشعب و قواه الوطنية فيه.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟