نحن والجعفرى وأنفلونزا الطيور

أحمد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 1478 - 2006 / 3 / 3 - 11:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

تفاجئنا الأخبار ونحن فى غمرة افراحنا وأبتهاجنا بانتصار الحرية والديمقراطيه وأعلاء راية الأنسان فوق أرض الرافدين التى شبعت جورا وبطشا حتى أتخمت ترفرف فوق رؤوسنا وبكل جلال راية الولايات المتحدة الأمريكية صديقة الشعوب الحرة ومحررة البشرية من صعاليك الدكتاتوريات التى هى سمة مميزة لبلداننا الفقيرة المتعبة الجائعة
هذه الدولة( ذات القلب الكبير) التى جاءت بجيوشها وتجشمت العناء لتحررنا وتجعل من بلدنا (قلعة) للحرية والمدنية والتقدم تجعل الأنظمة المحيطة بنا تموت غيظا وكمدا وتتمنى شعوبها الألتحاق بركبنا كيف لا ونحن صرنا منارا للحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان لا مثيل لنموذجنا فى مشارق الأرض ومغاربها. الولايات المتحدة صاحبة فضل وجميلها ( على الرأس) فهى التى جاءت بـ(ساداتنا) الى سدة الحكم وأذاقتهم حلاوة الكرسى العتيد فوجدوا فيه كل آمالهم
وروت تعطشهم لهذا الكرسى العتيد الذى تطأطأ له الرؤوس وتخشع النفوس وتنسى من أجله المبادىء وتمنح الأخلاق أجازة طويلة الأمد ، هذا الكرسى الذى للعراقيين معه الف حكاية وحكايه ، المهم انه يادساه ياكرام وبينماالشعب غارق فى أفراحه ولياليه الملاح لا ينقصه شىء سوى أعتدال المناخ فى البصرة وقلة الغبار فى الناصرية وقليل من الدفء فى السليمانية و(شوية) أمطار على الصحراء ليزيد محصولنا من الطماطة والبصل الأخضر والثوم لكى يجرى تصديرها الى الدول التى هى بأمس الحاجة لهالتعود بالتالى بالنفع على الشعب العراقى وتزيد رفاهيته رفاهية. فى زمن السعد هذا تفاجئنا بعض دجاجات وبطات بريه لتثير الرعب فى نفوس مربى الحمام وأكلة اللحوم البيضاء والبيض المسلوق ، ولكن هذا الخوف تبدد ولله الحمد عندما اعلن ترشيح الجعفرى برئاسة ثانية للوزارة العراقية فأستبشرنا جميعا بأن السيد الجعفرى ( أمد الله فى عمره) سيسارع الى (تشكيل لجنة) للنظر فى هذا المرض الغريب على مجتمعنا السليم من الأمراض الذى لا يخاف من هذا المرض ولا من غيره خصوصا ونحن نعرف ان السيد الجعفرى متخصص فى تشكيل لجان قامت فور تشكيلها بحل كل المشاكل العالقةوحضيت برضى الناس رغم ان رضى الناس غاية لا تدرك كما يقولون فمن تكون أنفلونزا الطيور لتخيفنا ونحن شعب الحضارات وصناع المعجزات فتحت راية الجعفرى والـ(سادة) الآخرين سنتحدى انفلونزا الطيور وأية انفلونزا أخرى بهمة قادتنا الجدد الذين طلعوا علينا من صناديق الأقتراع فى عملية هى أنظف وأنزه ما جرى فى طول التاريخ وعرضه لم يشهد نزاهتها ونظافتها بلد من البلدان .
بالتأكيد سنهزم هذا المرض مثلما هزمنا الدكتاتورية ومثلما هزمنا انفسنا فى معارك مفتعله وأخرى وهمية ، سنهزمه بوعى صحى فريد من نوعه وبخدمات صحية ليس لها مثيل فمستشفياتنا مثال يحتذى به فى كل العالم القديم والحديث
لا يخترع جهاز حديث الا وكنا سباقين الى استقدامه واستخدامه ناهيك عن بيئتنا النظيفة التى تقهر اى مرض وأى تلوث فهى انظف وأنقى بيئة فى المنطقة بل والعالم لا تظاهيها فى النظافة الا جنة الله فلا تكترثوا ايها العراقيون لهذا المرض فلجنة الجعفرى ستتابع الفيروس اينما وجد حتى ولو كان فى احشاء سنونو مهاجر ولا تستمعوا ايها العراقيون الى ما تذيعه الفضائيات ووسائل الأعلام والصحافة عن هذا المرض فهو مجرد دعاية صهيونية يراد منها هزأيماننا العميق بأنتصار تجربتنا فى ظل الأصدقاء الأمريكان حفظهم الله وهو أساءة مقصودة لمؤسساتنا الصحية ذات الحرفية العالية والأداء الذى لا نظير له فدجاجاتنا والحمد لله سليمة معافاة وبيضها بصفارين وبطنا يسبح بأمان فى برك صافية الماء كالزجاج تحيط بها الخضرة والورود وجميع طيورنا سليمة لا تشكو من حمى ولا من رشح او التهاب لوزتين ولا حاجة لكل هذا الضجيج المفتعل القصد منه أقلاق راحة دجاجنا وبطنا وحمامنا أما أهوارنا فهى جنان الله باركها الله وحفظها من كل مكروه حيث لا زالت كلمات كلكامش فى وداع انكيدو مخطوطة على الماء . أما مواطننا ولله الحمد فهو فى احسن حال فصحته وتغذيته فوق القياسات الدوليه فهو يتغذى جيدا ويمارس هواياته بحرية تامة فى الحدائق الغناء التى تملآ المدن العراقية من الشمال الى الجنوب فينعم بأريج الزهور أينا حل وذهب وهو يسير فى شوارع لا غبار فيها حيث لا يضطر الى تلميع حذاءه سوى فى المناسبات فالهواء عذب نقى والشوارع واسعة تكفى كل سيارات الدنيا فلا زحام ولا ضجيج ولا تلوث فلماذا هذا الخوف من أنفلونزا الطيور ومن غير انفلونزا الطيور فلجنة الجعفرى المزمع تشكيلها سترفع البشرى قريبا أن لا أصابه واحده لأية دجاحة عراقية .

#أحمد_السعد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات