أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قصة الخلق وفق أساطير بعض الشعوب (2)















المزيد.....

قصة الخلق وفق أساطير بعض الشعوب (2)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5754 - 2018 / 1 / 11 - 12:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى الفصل المتعلق بكيف كانت نشأة الكون والحياة، ذكرالمفكرالسورى الكبير(فراس السواح) فى كتابه (مغامرة العقل الأولى) أنّ معظم الشعوب القديمة صوروا فى أساطيرهم، قصة انفصال السماء عن الأرض، ومن بين هذه الأساطيرأسطورة سومرية، ورد بها نص شعرى بديع، مكوّن من150سطرًا، فى حالة سليمة. وقد بدأتْ الأسطورة بمقدمة وصفية لمدينة (نيبور) التى وُجدت قبل ظهورالإنسان، وكانت تسكنها الآلهة (فقط) فذكركاتب الأسطورة:
انظرإلى (نيبور) عماد السماء والأرض..
ترى مدينة أسوارها عالية..
ترى نهرها الرقراق..
ترى رصيفهاء حيث ترسوالسفن..
وهناك الإله (انليل) فتاها الغض..
وهناك الإلهة (ننيل) فتاتها الشابة..
وهناك سيدتها العجوز(شيكونو)
بعد هذه المقدمة تبدأ الأسطورة، وفيها أنّ تلك السيدة العجوزقالت لابنتها (ننيل) كيف كانت استمالة الإله (انليل):
فى تلك الأيام قامت الأم بارشاد ابنتها..
قامت (ننيارشيكونو) بنصح ابنتها:
عند النهرالصافى يا فتاتى اغتسلى..
وعلى ضفة (نهرالننبردو) كانت (ننليل) تمشى..
والسيد ذوالعينين البراقتيْن..
انليل الأب سيراك..
الراعى.. سيد المصائرسيراك.. وسيـُـقبلك..
نفــّـذتْ الفتاة (ننليل) مشورة أمها.. وعندما رآها الإله (انليل) حاول غوايتها فتمنعتْ عليه، فاستخدم الحيلة والمكر، وحملها بمعونة مساعده (نسكو) إلى قارب. وهناك اغتصبها وتركها حبلى، فولدتْ إله القمر، ولكن باقى الآلهة غضبوا (من فعل انليل) فقررالمجمع الإلهى نفيه إلى العالم السفلى، فرضخ (انليل) لمشيئة الآلهة وبدأ رحلته نحوالعالم السفلى. وبعد ذلك فإنّ الإلهة الشابة التى حملتْ منه، لحقتْ به وقابلته عند بوابة الجحيم. (ولسبب غامض ليس له تفسير) ذكركاتب الأسطورة أنّ (انليل) طلب من حارس بوابة الجحيم (تضليل ننليل) ولم يكتف بذلك وإنما تقـمّـص شخص حارس البوابة وجلس فى انتظارها.. وعندما وصلت سألته عن حبيبها، فأنكرمعرفته به، وجامعها وتركها حبلى فأنجبتْ (بنرجال) إله العالم السفلى.
(برجاء ملاحظة أننى لخصتُ الأبيات الشعرية الكثيرة جدًا والتى ليس فيها غيرالتكرار)
ومع ذلك فمن المهم أنْ أنقل ما ورد فى ختام الأسطورة:
انليل هوالسيد والمالك..
انليل لامبدل لكلماته..
الحمد لأمنا ننليل..
الحمد لأبينا انليل..
وكان تعقيب فراس السواح: الجديربالذكرأنّ الأساطيراليونانية اللاحقة قد نــسختْ ونقلتْ بعد ألفىْ سنة، حرفيـًـا وصف العالم السفلى السومرى. وأضاف: ولعلّ ما يلفت النظرفى الأسطورة السومرية، ظهورالقمرللوجود قبل الشمس، وأنّ القمرهوالأب للشمس. ويرجع ذلك إلى أسبقية عبادة القمرعلى عبادة الشمس، فى المجتمعات (البدئية) السابقة على ظهور الحضارات (ص42)
ورغم احترامى وتقديرى لكتابات المفكرالكبير(فراس السواح) فإننى عندما وجدته أنهى هذه الفقرة دون كلمة واحدة عن الحضارة التى أعلتْ من شأن الشمس لدرجة تخصيص أحد أهم آلهتها (رع) ليكون هو(رمزالشمس) بمراعاة أنّ الشمس هى (مصدرالنورطوال ساعات النهار) و(مصدرالطاقة التى وهبتْ الحياة للنباتات) وقد ترتب على ذلك أنّ أصحاب تلك (الحضارة المصرية) اكتشفوا أهم وأدق تقويم (التقويم الشمسى) بعد (مراقبة النجوم لعدة آلاف من السنين) فتأكــّـدوا أنّ التقويم القمرى لايصلح للزراعة.. ومن هنا كان تقسيم السنة إلى12شهرًا و365 يومًـا، وهوالتقويم الذى ساد العالم كله بعد أنْ أخذه الرومان، والذى عـُـرف فيما بعد باسم (التقويم الميلادى)
وعن بداية التقويم الشمسى فى مصرالقديمة كتب برستد ((دلتنا الأبحاث الفلكية أنّ هذا الحادث حصل عام 4241 ق.م ويُعتبرهذا الاكتشاف الميقاتى واستعماله فى الشئون الدنيوية خطوة كبيرة نحوالرقى وشرفـًا عظيمًا للوطن الذى اكتشفه. ولم تكتشف دولة من دول العالم منذ أقدم الأزمنة حتى بداية العصرالأوروبى المتوسط توقيتــًـا سنويًا مثله. وكل شهرثلاثين يومًا حفظــًا للنظام وتسهيلا للمداولات. وبعد أنْ قسّموا السنة إلى شهوروأيام أضافوا إلى آخرذلك خمسة أيام قدسوها وأقاموا فيها الأعياد، مع العلم بأنّ تاريخ استعمال السنة المصرية القديمة، ابتدأ بظهورنجم الشعرى اليمانية (واسمها بالمصرى القديم ســِــبدتْ) مع شروق الشمس. وقد بُحث عنه فلكيًا فوُجد أنه حصل فى التاسع عشرمن شهريوليوسنة 4241ق. م
ولما كانت السنة المصرية (فى البداية) أقل من السنة الشمسية الحقيقية برُبع يوم، فقد تلاحظ أنّ الفرق يبلغ يومًا كاملا كل أربع سنوات، ويبلغ عامًا كل 1460 سنة. وأنه بعد مرورهذه المدة (أى 1460 سنة) يتفق ظهورالشعرى اليمانية مع شروق الشمس، ومن ذلك يتضح أنه لو عُـثر على أخبار لهذا التوافق الفلكى (بين ظهورالشعرى والشمس) أمكننا معرفة تاريخ تلك الأخبارباستعمال الطرق الفلكية، فلا يزيد الخطأ فيه على نحوأربع سنوات.
ولنا أنْ نعلم أنّ يوليوس قيصرالرومان هوأول من أدخل التقويم المصرى امبراطوريته ثـمّ عمّ استعماله العالم، ومن ذلك يتضح أنّ استعمال التوقيت المصرى عمره ستة آلاف سنة تقريبًا. وأنّ هذا الفضل يرجع للمصريين القدماء الذين عاشوا فى القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد. مع ملاحظة أنّ تقسيم التوقيت المصرى أفضل كثيرًا من التوقيت الرومانى، لأنّ التوقيت المصرى أسهل استعمالا، فهوقسّم السنة إلى إثنى عشرشهرًا وكل شهرثلاثين يومًا، أما التوقيت الرومانى فقسّم السنة إلى إثنى عشرشهرًا غيرمتساوية الأيام)) (برستد- تاريخ مصرمنذ أقدم العصورإلى العصرالفارسى- ترجمة حسن كمال– مكتبة الأسرة– عام 99- ص 34، 35)
لقد دفعنى إلى كتابة هذا التعقيب على كلام المفكرالسورى الكبير(فراس السواح) الذى تجاهل الفرق بين التقويم (السامى القمرى) والتقويم (الشمسى المصرى) لأننى- من خلال قراءاتى لكتابات السواح- عرفتُ وتأكــّـدتُ من أنه قرأ الكثيرمن كتب (علم المصريات) كما أنه أشاد كثيرًا بدورالحضارة المصرية (فى إطارالحضارات الإنسانية) ليس ذلك (فقط) وإنما عقد مقارنه مهمة عن الفرق بين الحضارة المصرية (القائمة على التنوع والتعددية) وبين التراث العبرى الذى كرّس ورسّـخ (الأحادية) وبالتالى هويعلم الفرق الجوهرى بين التقويم الشمسى (الذى يعتمد عليه الفلاحون فى الزرعة) وبين التقويم القمرى الذى كان الهدف منه (تحديد أشهرالمناسبات الدينية) التى تأتى مرة فى الصيف، وبعد عدة سنوات تأتى فى الشتاء. كما هوالحل فى موسم الحج وصيام رمضان.. إلخ.
ويؤكد ذلك أنه بعد أنْ ذكرأنّ ((عبادة القمرسبقتْ عبادة الشمس)) لأنّ تلك المجتمعات قـدّستْ النظام الأبوى والذكورى (بمراعاة أنّ القمر فى الأسطورة السومرية هو الأب الذى أنجب الشمس) كما أنّ (فكرة المجتمع الأبوى) كانت شائعة فى ميثولوجيا الشعوب الآسيوية/ التى تنمى إلى الديانة السامية/ العبرية ((فالإله انليل صارالإله الأول فى مجتمع آلهة سومر. ومردوخ فيما بعد وصارسيد آلهة بابل. وعند الكنعانيين نجد الإله الأكبر(إيل) وقد تخلى عن مكانه للإله (بعل) الذى تفوق على أبيه (داجون) وفى المعتقد المسيحى نجد الإله الابن صارأكثرأهمية لخلاص الإنسان من الإله الأب)) (ص42)
**



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر البداية
- أساطير شعوب ما قبل التدوين
- مرثية عزاء فى وداع اللغة العربية
- صلا ح عيسى والدفاع عن الدولة المدنية
- التوحيد المصرى والتوحيد العبرى
- النصوص المكتوبة واختلاف المجتمعات
- جامعة الأزهرمعامل لتفريخ الإرهابيين
- أليست الصراعات العربية/ العربية تؤكد أكذوبة (العروبة)؟
- هل التبشيربالدين يكون بالغزو وقوة السلاح؟
- كيف انتصرجيش محمد على قريش؟
- كيف يكون التوفيق بين حرية العقيدة والتكفير؟
- رد ثالث على الاسيد (متابع)
- المرأة فى ذهنية العبرانيين والعرب
- الأحرار قبل يوليو1952
- لماذا لم ينجح التنويرفى الشرق كما نجح فى الغرب؟
- ستار من الدخان اسمه (ليسوا مسلمين)
- كيف يكون الإبداع الشعرى مع القتل وطلب المستحيل؟
- تراجيديا الصراع العربى / العربى
- فائدة تحرر العقل من الثوابت
- هل دور المفتى تضليل قرائه ؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قصة الخلق وفق أساطير بعض الشعوب (2)