أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - نحن والفراغ














المزيد.....

نحن والفراغ


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 11:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أصبح ذلك الفراغ الدي يقتل الرّوح والجسد هو عالمنا، فالبعض منّا وربما الكثير، لو قطعت عنهم وسائل التّواصل الاجتماعي لماتوا من الفراغ مع أن تلك الوسائل تكون أحياناً تعبيراً عن الفراغ بعينه. لم نعد نستعمل الورق إلا ما ندر.
أعتبر نفسي لست مدمنة على وسائل التواصل، فأكثر ما أجلسه على الفيس لايتجاوز النّصف ساعة في اليوم، لكّنني اكتشفت أنّني أستسهل الكتابة والتصحيح على الكمبيوتر، ولولا أنّني أجبر نفسي على كتابة بعض المذكرات لما كان للقلم والورق رائحة مشابهة لرائحته في الماضي، وعندما أقرأ كتاباً ورقياً أضع عنوانه على محرّك البحث، فإن وجدته على النت قرأته من هناك حيث أرى أنّه أسهل. أكبّر حروفه بما يتناسب مع الرؤيا، والسّهولة.
أتذّكر تلك الأيّام التي كنت فيها أحاول أن أخطّط بالريشة كلماتي، وحروفي، وكم كنت أعرف من أنواع الخطوط وكم كان يعجبني الخطّ الكوفي، كنت أصرف من وقتي على التخطيط زمناً طويلاً، لكنّني اليوم لا أعرف سوى خطّ الرّقعة على الكمبيوتر، وليس على الورق، فقد أردت البارحة تجربة مهاراتي الكتابية، كتبت على مفكّرة أعطتني إياها ابنتي هدية، وعندما قرأت ما كتبت لم أفهم كلّ الكلمات حيث كانت مبعثرة دون سبب، وتذكرت كيف كان خطّي في المرحلة الابتدائية مرسوماً بدّقة.
ليس ببعيد ذلك اليوم الذي سوف تصبح فيه السّيارات ألكترونية، وهناك بحث قرأته يسعى أن يكون السّائق أيضاً روبوتاً، وربما يكون المحاسب، وغيرهم، وفي دراسة في السويد استطاعت الآلة أن تخفّف عبء المساعدات الماليّة حيث أوجدت وظائفاً لأعداد لم يتمكن الإنسان من أيجادها.
وماذا بعد؟ ماهي مهمّتنا في الحياة إن استطاعت الآلة أن تسرق منّا أعمالنا، وحياتنا؟ حتى لو شتمنا من خلق تلك الآلة لن يؤثّر ذلك على مشاعرها، ومع هذا التّقدّم الرّائع في العلم هناك دراسة تبين أن عمر الإنسان سوف يكون في المتوسّط مئتيّ عاما، الدراسة تتحدث عن مئة عام قادمة وليس عن ألوف الأعوام علماً أنّ الإنسان قد لايموت فيمكن إعادته من بعض خلاياه، وما نقرأه من أبحاث ودراسات ربما يخيفنا، فماذا نفعل في الأعوام التي سوف نعيشها؟
هناك امرأة مدوّنة سويديّة تعلمت علوم الكمبيوتر قبل عامها المئة، وألّفت كتاباً عنوانه " الحياة تبدأ في المئة" هي الآن سبع سنوات بعد المئة، ولا زالت تدّون، وتلقي المحاضرات، وتجلس مع الأطفال، وكلّ هذا فعلته بعد المئة، فلو وصلنا إلى المئة ماذا عسانا أن نفعل؟

يقولون أنّ الرفاه هو الذي سوف يملأ فراغ الإنسان، ولا أعرف إن كان الرّفاه سوف يعمّ العالم ، أم أنّه سوف يخصّ البعض، وإن استمرّ الفقر فإنّ مئتي عام من الفقر هي مصيبة حقيقيّة، الموت أرحم.
نحن عاجزون عن إيجاد منافذ تملأ فراغنا، فلا قدرة مادّية لنا لشراء قطعة أرض نمارس فيها هواية الزراعة، ولا تجمّع نستطيع من خلاله الشّعور بدفء الحياة. ليس جميعنا، فهناك فئة من السّوريين مثلاً مهاجرة مثلنا، لكنّها على سفر طوال الوقت، توزّع الثورات، وتتحدث عن معجزاتها. فئة قوميّة لو رغبت، أمميّة لو رغبت، ثوريّة لو رغبت، متملّقة لو رغبت. تملأ الدنيا صراخاً: نحن هنا. تعقد الاجتماعت وتلصق صورتها أمامنا. تزكم رائحتها أنوفنا. نفهمها، ولا نستطيع أن نفعل شيئاً.
لا شكّ أنّ الإنسان قادر على وضع الحلول، وقد تكون الحلول سّارة ، لكنّنا حتى اليوم نجهل ما سوف يتفتّق ذهنه عنه. ما أروع الإنسان!



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبّ بين اثنينا
- أشعّ بالأحمر
- 1968 دغدغة الحياة الجنسية للنساء
- لاحبّ أسمى من حبّي
- خلقت من نجم محترق
- ظاهرة -العرصة الخلوق-
- رسالة من حيوانه
- إلى العام الجديد
- عذراً من عام مضى
- ثلاثة رسائل
- يحدّق في وجهي
- النّزل
- ولدن وفي أيديهن مكنسة
- هويات نفتقدها
- حان الوقت كي نضع نهاية لتقديس عيد الميلاد مرة واحدة وإلى الأ ...
- عندما عرفت حلب عن قرب
- الأشياء التي تلمع
- الحبّ في قصص الحبّ
- سهرة مع الذّكريات
- بيع الجسد، أم بيع العقل


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - نحن والفراغ