أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غازي صابر - بين النبي وسبينوزا














المزيد.....

بين النبي وسبينوزا


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 5752 - 2018 / 1 / 9 - 01:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين النبي وسبينوزا
أوصى النبي الصحابة أن يخاطبوا المسلمين حسب عقولهم وهذا ما يمارسه الأنبياء مع أقوامهم والهدف من هذا السلوك تحنيط عقل المسلم وسهولة إقناعه وكسب طاعته العمياء .
تمسك رجال الدين بهذا السر وإضافوا اليه المزيد من التغبية و من خلال قصص الوهم والغيب والترهيب بعذاب الموت والقبر وما بعده من عذاب بنار شديدة أو جنة وغلمان وحور عين حتى تحولت العقول البسيطة الى مجرد عبيد لرجال الدين وأساطيرهم .
ولأن الحكام هم الأقوى فقد سخر رجال الدين هذه العقول التي يتحكمون فيها لخدمة الخليفة والحاكم وبغض النظرعن قوميته أو جنسيته عربية أو أجنبية أو حاكم مستبد وكل هذا والمواطن مستسلم لرجال الدين ويسبح في الطمأنينة وحلم السعادة بعد الموت وهو لايعرف ما بين الحاكم ورجل الدين من مصالح مشتركة .
هذا يعني لايسعى رجل الدين الى تبصيرعقل المسلم بالعبادة الخالصة ودفعه للبصيرة وممارسة الشك بأي قصة يسمعها حتى يتوصل للحقيقة لأن هذا التوجه لايخدمه ولايخدم شريكه الحاكم السياسي ويبقى سعيه الدائم مزيداً من التغبية للمتلقي وتكفير أي عقل يحاول التحرر من قيد الغيب والوهم والتفكير بالعقل الناجز والمنطق وهذا ما نراه اليوم لدى كل دعاة الطوائف الإسلامية قاطبة وما حصل لشعوب المنطقة من كوارث ودمار .
عانى النبي كثيراً مع أبو سفيان ومحاولة إقناعه بنبوته رغم أن النبي أصبح هو الأقوى في المدينة وفي صلح الحديبية رفض صخر بن حرب التوقيع و كتابة محمد النبي بل محمد أبن عبد الله ووافق النبي مجبراً وفي دخول مكة كرم النبي أبو سفيان عندما جعل داره مكان أمن كما هي الكعبة أمام جيش المسلمين وهذا القرار نابع من فهم النبي لعقل أبو سفيان ومحاولة إستيعابه وحتى عند مشاركته مع النبي في غزوة الطائف أغدق عليه ومن معه بالغنائم وهذا ما أغاض الأنصار لكن النبي وإيمانه بمخاطبة البسطاء حسب عقولهم إنفرد بهم قائلآ :
ــ هل هدفكم الغنائم أم رضى النبي ورضى الله . تقول كتب التأريخ فبكى جمع الأنصار وشعروا بالندم وهذا قمة فهم عقل الناس ومخاطبتهم حسب عقولهم .
سبينوزا هذا المفكرالهولندي الكبير( 1632- 1677) من رواد الحداثة في أوربا تسائل في كتابه عن اللاهوت السياسي :
ـ لماذا يناضل الشعب من اجل عبوديته وكأنها الحرية ؟
سبينوزا يعرف السر وعندنا في الإسلام السر أن المسلم يشعر بالراحة وهو عبداً لرجل الدين يسيره كيف يشاء يعيش الراحة والكسل الفكري في ضل رجل الدين ويعيش الحلم بالجنة والحوريات والغلمان بعيداً عن عذاب النار وما عليه سوى تطبيق نصائح وتوجيهات رجل الدين خليفة الله على الأرض .
العلة التي تسائل عنها سبينوزا في عقل المواطن البسيط وكيفية تحريره من هذا الوهم والخداع الشيطاني من بين مخالب رجل الدين والسياسي نجح فيه علماء الحداثة في أوربا من تحرير العقل من وهم الدين ومن خلال تبصير العقل بما يدور حوله ومن خلال التربية العلمية والمدنية وفصل الدين عن السياسة والأهم تطور وسائل الإنتاج الصناعية والزراعية لديهم ودورها في إنهاء البطالة وتحريك العقل الإنساني بما ينتج وما يتم إكتشافه وإختراعه وهذا دعم ثورة علماء وإدباء وفلاسفة الحداثة في مسعاهم فكانت أوربا وكان العالم الحر .
نحتاج في مجتمعاتنا للذي يوخز العقل العربي المسلم ويثيره لكي يتحرك ويبحث ويشك حتى يتخلى عن الخوف والمقدس وليس للذي يضيف اليه الدثار لكي يبقى على كسله وشخيره وهو يغط في سبات عميق كما تفعل أحزاب ومراجع الدين والطوائف اليوم وكأنهم في ثورة دينية من خلال المساجد والحسينيات ومن خلال الفضائيات والمدارس الدينية ...



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبي والعقل العاصي
- صراع العقارب
- الله والجزية
- وطن بين ذئاب وخراف
- الوداع
- ماعون إمي
- اللقاء
- الشؤم
- جاسم والحب
- الإجتثاث في الإسلام
- إيران وزمن الثورات
- البطالة وفساد العقول
- في القلب جمرة والقمع العربي
- بين الحاكم العشائري والسياسي
- مشنقة العقيده
- زنوبه
- حكم الزمن
- جدي وجده
- السياسي وملابس النساء
- بصاق الديكه


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غازي صابر - بين النبي وسبينوزا