أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب؟














المزيد.....

هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب؟


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 20:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب

بقلم سندس القيسي

لقد أخزانا آل سعود، كما دومًا فعلوا. هم إذ كانوا قد وجهوا ضربة قاضية لمشروعيتهم الدينية الإسلامية، التي تعتبر مشوهة ومتعصبة ومتطرفة في أساسها المشكوك فيه أصلاً. هل هكذا استقبل الفاتحون المسلمون كسرى الفرس أو قيصر الروم في يومٍ من الأيام؟ على أي مذهب استندوا وإلى أي آية قرآنية إحتكموا في تبريراتهم للإحتفاء المبالغ فيه لترامب، وكأنه أحد آلهة الإغريق وقد هبط في أرض الجزيرة العربية ( أو هكذا كان اسمها قبل أن يسعودونها).

الإحتفاء والإحتفال المبالغ فيه والذي أظهر ركاكة وضعف المملكة العربية السعودية وهزالة حجمها العربي، فما بالك بوزنها (الخفيف خفة الريشة) على الصعيدين الإقليمي والدولي. الحقيقة هي مزرية خاصة عندما قام خادم الحرمين الشرفين بالتباكي بشأن الدولة الفارسية وتعدياتها وتدخلاتها في الشؤون العربية. نقول له: "صح النوم" و"هنيئًا لكم"، فقد كرستم حالة الإنشقاق بين شقي العالم الإسلامي؛ السني والشيعي، على مدار عصور في مقابل الخدمات الدؤوبة التي قدمتموها للأمريكان الجشعين، سارقي الأموال ليست السعودية بل العربية، والتي كانت من الممكن أن تنهض بالأمة العربية وسبل تطورها. لكن عوضًا عن ذلك، اخترقتم الصف الإسلامي وزدتم في تقسيمه، من خلال الأيديولوجيات الجهادية، التي طالما كرستموها في خدمة شيء ما، ينصب بشكلٍ أو بآخر في مصلحة الإسلام، بحسب فتواكم المغرضة، والتي تأتي على هواكم.

وفيما يشكو العالم من التطرّف الإسلامي والإرهاب، فقد كان أل سعود هم من قدموا الأرواح العربية قرابينًا للعمليات الجهادية. وبذلك يكونون قد تاجروا بأرواح شبابنا. أوليس هؤلاء بأبنائنا، الذين تم استقطابهم باتجاه التطرّف والإرهاب؟ لم لا ندافع عنهم الآن؟ لماذا الحل يجب أن يكون الموت الزؤام؟ من المسؤول عن تصنيع وفبركة الإرهاب؟ هذا هو السؤال الكبير. لماذا توفر الولايات المتحدة الغطاء الجوي لمناورات داعش في العراق؟ لقد ظهر تورط دول أوروبية ألى جانب أمريكا في تمويل وحضانة الإرهاب. يعني هذه مسرحية أخرى تلعبها الدول الكبرى بتواطؤ مع دول شديدة التخلف مثل السعودية. وقد صدق ترامب عندما قال في فيديو له ظهر قبيل زيارته للسعودية إنهم (أي السعودية) لا يملكون سوى المال موضحًا أنه ذاهب إلى السعودية حتى "يشطبها" كما نقول بالعامية، أي تقريبًا يُفْلِسُها ويرحل.

التفكير السعودي شديد البساطة ظن خطأً أن السخاء السعودي سيبعد عنه شبح العدوان الأمريكي، الذي في أجندته إسقاط دولة عربية تلو أخرى. هل من المعقول أن لا يفهم آل السعود أغراض زيارة ترامب، الذي قالها بكل وقاحة على الملأ، بأنه ما كانت لتقوم للسعودية قائمة لولا أمريكا. هل يعتبر هذا مزيدًا من الفضح أم الكشف لزعزعة استقرار نظام آل سعود، الديني المتشدد. هل الصفقات التي بلغت نحو النصف تريليون دولار وغيرها من الإمتيازات لصالح الولايات المتحدة هي بمثابة الرشوة، التي دفعها الملك سلمان ورجله فوق رأسه، كما فعل على مدار عقود طويلة منذ لحظة التوقيع على استخراج الشركات الأمريكية للنفط. لقد رددها ترامب، الذي لا يقل عهرًا، صراحة بأنه ليس عندهم أي شيء سوى المال. ودلالة هذا أن السعوديين ليس عندهم ثقافة ولا فكر ولا فن ولا أي شيء يحترموا عليه. بل إن المغزى يسترسل بعدم وجود عقل ولا أخلاق. ترامب عنده حق أن يتكلم هكذا لأن السعوديين وأموالهم لم تنشر سوى رسالة العهر والعهر السياسي الذي يتجلى واضحًا شيئًا فشيئًا. وبعد شهور من زيارة ترامب المباركة، يصحو سلمان من قبلة ترامب السحرية ليجد نفسه وحيدًا في البيداء يقاتل أبناء جلدته من المسلمين، الذين سينزعون عنه شرعيته بالكامل لأن الإسلام الذي يحمله بين يديه ويبرر حكمه قد سقط سقوطًا ذريعًا.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟
- هل تظل فلسطين القضية العربية المركزية؟ وهل تحررها هو تحرر ال ...
- شهرزاد العصر تصرخ وامعتصماه: الرحلة الطويلة والشائكة لتحرر ا ...
- حلب: إيش في، في السما؟
- المعلمة الجزائرية مخطئة ومصيبة، أما وزيرة التربية والتعليم ب ...
- على المجتمع والدولة التدخل عندما يضرب الأهالي والمربون الأطف ...
- من الجاني الحقيقي؟ آباء وأمهات من جنس إبليس أم أمثال قاتل أم ...
- كاسك يا وطن: الأردن في شهر
- أبيع الدنيا كلها ولا أبيعك أنت يا فلسطين
- يا حاج يا قاتل حتر، أين تفويضك الإلهي؟
- الثورة السورية خازوق ومقالتي ليست حبًّا في بشار!
- زين كرزون؛ راحت على تركيا سياحة ورجعت على سجن الجويدة سباحة! ...
- اغتيال اليساري ناهض حتر في الأردن
- آمنة الخروب؛ غيابك عن الحياة خسارة حقيقية
- إلى اللقاء باريس
- من لندن إلى باريس لقضاء العيد وقصة الجاسوسة القديمة على الحد ...
- باريس ولندن والكيس أبو خمسة قروش
- باريس وتفجيرات نيس والخدمة العربية
- باريس وتفجيرات نيس والتطرف
- لماذا لا يتعاطف العالم مع الإستشهادي الفلسطيني؟


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب؟