أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - روحانية الإنسان ووحدته الإنسانية 1-3














المزيد.....


روحانية الإنسان ووحدته الإنسانية 1-3


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 5749 - 2018 / 1 / 6 - 21:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك أن محور هذا الموضوع يدور حول كون الإنسان مخلوقاً روحانياً في طبيعته، مما يعني أن هناك قوى تعلو فوق الغرائز والإنفعالات والأفكار، ذلك لأن في الإنسان طاقة كامنة أفضل وصف لها هي استعداده للعروج إلى أعلى المستويات وقدرته على التحوّل والغيير. فتفرُّد حياة الإنسان وتميّزها ليس في قدرته على البقاء ولا في الإحساس وإبداء المشاعر ولا حتى في القابلية على اكتساب المعرفة، وحتى لو كان الجنس البشري يفوق سائر الكائنات في كل هذه الأمور، فإن هذه المواهب والقدرات لوحدها لا تعبِّر عن إنسانيتنا تعبيراً تاماً. إن ما يجعل منّا كائنات إنسانية قدرتنا، إن أردنا، على اختراق حدود كفاحنا من أجل البقاء إلى آفاق من الوعي وإدراك العالم من حولنا. بكلمات أخرى بإمكاننا أن نأتي بمرحلة جديدة منيرة في مسيرة تطور الحياة وتأسيس الحضارة الإنسانية. وحتى نسير في هذا الرّكب يلزمنا وعي جديد – سماوي في مصدره، عالمي في تطبيقه، عصري حديث في تعاليمه ومفاهيمه، يستجيب لحاجات العالم الحالي ومتطلباته وعلمي في تقارباته. من بين الأبعاد الرئيسة في هذا الوعي الجديد نرى ثلاثةً تُعتَبر المبادئَ الأخلاقية العامة للسلوك هي: الحقيقة (الصدق)، الوحدة، والخدمة. فعملية الترقي والتحوّل تلك تستدعي تبنّي هذه المجموعة من المبادئ إطاراً للعمل نُصيغ فيه نمط حياتنا ونعيد تشكيل علاقاتنا الزوجية والعائلية وتشكيل بُنْية مجتمعنا ونعمل على تأسيس نظام عالمي جديد يحل محل نظام قائم يتهاوى أثبت إفلاسه روحياً وفكرياً وخلقياً واجتماعياً. وجانب آخر من ذلك التحوّل والترقي إدراكنا بأن إعادة تشكيل الأنظمة، سياسيةً كانت أم اقتصادية أم اجتماعية في طبيعتها، بغض النظر عن مدى صبغتها العلمية، سوف تفشل ما لم نُعِدْ وصل نفوسنا بالله سبحانه وتعالى؛ ليس بالإله الغاضب شديد البطش والعقاب الذي لا هدف له ولا همّ، وهو السلطة التي لا تتجاوب، والذي همّه أن يُدخل "المختارين" و"الصالحين" من المؤمنين إلى "الجنة" ثم يسدّ بابها دون الآخرين من عباده، ولا هو بالإله الذي لا حول له ولا قوة، الضعيف، غير الرؤوف وغير القادر، ولا يريد إصلاح أمور العالم المزرية. بل إننا نتحدث هنا عن الخالق العليم الرحمن الرحيم الفيّاض الكريم، الله الذي خلقنا على صورته ومثاله فمنحنا المقدرة على المعرفة والعرفان والقدرة على المحبة وهدانا إلى الصراط القويم في وضع محبتنا في خدمة الإنسانية جمعاء، وهو الذي يؤيّدنا ويأخذ بيدنا نحو تأسيس مدنية دائمة التقدم مزدانة بالروعة والجمال، تحتضن أفراد الجنس البشري قاطبة داخل الحصن الحصين للوحدة والعدالة والمساواة. فالبشرية في القرن التاسع عشر والعشرين، وهي تودّع مرحلة مراهقتها الجماعية، نراها قد قطعت علاقتها بالله عن وعي منها وبكل فخر بكل أسف، إنه اضطراب فكري ونفسي يقود إلى هاوية منذرة بسوء العواقب وأوخمها. فعندما نبتعد عن الله ونتجاهل تعاليمه فإننا بذلك نسارع إلى خلق آلهة جديدة لنا لملء ما أصبحنا فيه من فراغ روحاني. ولذلك فإن الإنسانية عندما رفضت حقيقة طبيعتها الروحانية وقطعت أوصال علاقاتها بالله ونبذت ما عنده لتأخذ بناصية نفسها، رأينا أن أربعة تطورات بارزة على الأقل قد طفت على السطح لتتظافر بالتساوي في تدمير النفس البشرية. وتلك هي: 1.ظهور الشيوعية الماركسية فكراً شائعاً في العالم وشكلاً من أشكال الحكم. 2.قيام المادية وجعلها إطاراً للبحث العلمي ومقياساً لإنجازات الإنسان. 3.تمجيد الوطنية والعنصرية على أنها الإنجاز الأنبل والأسمى في تحقيق التضامن والتكافل الإنساني. 4.وأخيراً ظاهرة التطرّف الديني على أنه السبيل الأوحد والأمثل للخلاص، والذي سيعيد وصل الفرد بخالقه ولا يقبل التحوير والتبديل.
وتابعوني في المقال القادم وما احدثته الشيوعية والمادية من دمار وخراب......



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام العالمي الجديد....ماهيته ( 6 والأخير)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (5)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (4)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (3)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (2)
- النظام العالمي الجديد....ماهيته (1)
- العالم الجديد
- رسالة سماوية عالمية
- بهاءالله - ميثاقُ اللهِ مَعَ بَني البَشَر( 13 والأخيرة)
- بهاءالله - السَّلام العَالميّ (12)
- بهاءالله - الدِّينُ نورٌ وظَلام (11)
- بهاءالله - الوُصُول إلى الأراضِي المقَدَّسَة (10)
- بهاءالله -إعْلان لِملُوك الأرْض (9)
- بهاءالله - يَومُ الله (8)
- بهاءالله -مَدَنِيّة دَائِمَة النّموِّ وَالتّطور ج7
- بهاءالله -المظْهَرُ الإلهِيّ (6)
- بهاءالله - -هذا دينُ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ...- (5)
- بهاءالله -إعْلان حَدِيقَة الرّضْوَان (4)
- بهاءالله - النّفْي والإبْعَاد (3)
- بهاءالله- مَوْلِدُ الظّهُورِ الجَدِيد (2)


المزيد.....




- 130 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- جماعة يهودية متطرفة تعلن تسليمها -قائمة ترحيل- لمسؤولي إدارة ...
- دعوات لملاحقة اليهود التونسيين المشاركين في العدوان على غزة ...
- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - روحانية الإنسان ووحدته الإنسانية 1-3