أديب حسن محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 10:19
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
لا يترك العرب فرصة إلا ليثبتوا فيها علة كعبهم في قمع الحريات وإطفاء الأنوار مهما كانت بسيطة،
ولا تكاد تمر أية محاولة تنويرية من الغربال الصلف الجلف الذي صنعه أصوليو الفكرين القومي والديني،
ووضعوا فيه خلاصة عفوناتهم المتراكمة تاريخياً
وأثخنوه بالشعارات الفارغة الجوفاء التي تخبئ تحتها مصالح آنية
تعبر عن مدى القصور الذي يعتري بنية هذا العقل
الذي لم تستطع جميع الكوارث والمحن التاريخية في إعادته إلى سكة التاريخ
فبقي رافلاً في قناعاته الجاهزة المصبوبة منذ قرون عديدة
وبقي خارج السياق التاريخي والحضاري الذي لا يرحم
سواء لجهة السرعة الهائلة في الفتوحات العلمية والتكنولوجية
أو حتى لجهة التيارات الفكرية الجديدة التي تحاول مجارة النهضة العلمية الهائلة
وسط كل هذه المتغيرات يقف بعض الجهلاء لينصبوا من أنفسهم أوصياء على البشرية
وكأن الناس جميعاً قاصرون وأصحاب المليارات هم الأولياء الناطقون بسم الفئات المغلوب على فقرها وجهلها،
لقد تمت عملية تشويه الدين الإسلامي بأيدي العديد من الجهلة
الذين لم يدركوا أن التعامي عن وجود الآخر لا يعني إلغاءه،
وأن العيش في عالم ديناميكي قائم على التعدد والاختلاف هو السنة التاريخية الأساسية التي خلق الله الكون اعتماداً عليها،
وبالتالي فإن كتم الأصوات ومحو الألوان الأخرى التي لا تروق لفئة معينة هو فعل أحمق وغبي
ولا يؤدي سوى للمزيد من الاحتقانات
و ردود الأفعال التي تزيد من تباعد المسافة بين البشر
بدلاً من تقريبهم من بعض،
إن عالماً يسوده دين واحد،أو عرق واحد،أو قبيلة واحدة
هو عالم بلا طعم ولا لون ولا نكهة،
إنه عالم معاق،يخالف كينونة الإنسان على هذه الأرض
التي قامت منذ بداياتها على الزوجين الذكر والأنثى في نواة الاختلاف الأولى
ثم امتدت دائرة الاختلاف في الأرض ذات الطول والعرض..
.يخرج منها شراب مختلف ألوانه،
ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم،
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا....
إلى آخر هذه الأيات التي يعج بها القرآن الكريم..كتاب المحبة والاختلاف
لا كتاب الكره والقتل والمصادرة
#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟