أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - تهافت الخطاب الفني والإعلامي














المزيد.....


تهافت الخطاب الفني والإعلامي


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 19:57
المحور: القضية الفلسطينية
    




تهافت الخطاب الفني والإعلامي
نموذج: أغنية شركة "زين" الأردنية المهداة للطفلة عهد التميمي
ناجح شاهين
شركة "زين" للاتصالات دبت فيها الروح الثورية المقاتلة على حين غرة وأنتجت أغنية مقاتلة تمجد الطفلة المعتقلة عهد التميمي التي كبرت رغماً عنها واصبحت أهم من فلسطين والعرب جميعاً كما يتضح من أغنية شركة زين الجديدة.
تخيلوا ان عهد هي المد و"أننا" الجزر: نحن بمن فينا أبطال حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وحزب الله والجيش العربي السوري ..الخ كلنا نصبح لا شيء . فقط عهد هي المد.
لكن هل يخدم هذا الكلام قضية فلسطين/العرب أو يخدم عهد ذاتها؟
شاهدت كليب "زين" السخيف الذي تظهر فيه عهد وهي صغيرة تصرخ في وجه الجندي "إذا خلعتوا شجرة بنزرع بدلها مية." الجندي يبتسم بحنان وعذوبة ، يشهد الله كدت أحبه. ويشهد الله أن أية صبية أمريكية أو أوروبية، واخشى أن أقول سعودية أو خليجية فتغضبوا مني؛ إن أية صبية يمكن أن تقع أسيرة هواه، ويمكن أن ترى فيه فارس احلامها الشهم النبيل . يترك الجندي الأسمر الوسيم عهد تصرخ كما يحلو لها ويتراجع أمامها مبتسماً بروح "أبوية" آسرة.
لا تنسى المطربة وكاتب كلماتها أن يذكرانا بشعر "عهد" الأشقر في جملة غريبة لم نفهم معناها:
"يا شقراء الشعر المكسي طاهرة كطهارة قدس/ي"
نتوهم أن المكسي لا دلالة لها في السياق، وأن المقصود هو فقط أن تنسجم مع كلمة "قدسي".
"علمتي أجيالاً منا كيف يثور الشعب المنسي".
عن جد الطفلة عهد "لحقت" تعلم أجيالاً منا؟
مجرد أصوات لا معنى لها، وإن كان هناك من معنى فهو معنى مليء بالمبالغات السمجة التي لا تعني شيئاً باستثناء إسقاط صفات الأسطرة على الطفلة التي تمت تربيتها في سياق "المقاومة السلمية" مع إجادة فن التصوير والدعاية إلى درجة أن احدى اللقطات ترقى إلى مستوى فضيحة عندما يتم عرض الطفلة وهي تتحدى الجندي بينما صديقتها تقوم بتصوير المشهد. هذا ترف لا يستطيعه بالتأكيد شخص يتوقع أن يرد عليه الجنود بالضرب أو بالرصاص.
تخيلوا: "عيناك الزرقاء منارة، وطناً يحضن كل حضارة"
هل هناك من مغزى لكل هذا التركيز على شقرة الشعر وزرقة العيون؟
تخبرنا أغنية شركة زين أن أيادي عهد هي التي ردت الغازي على الرغم من نعومتها وللتدليل على ذلك يتم عرض الجندي الإسرائيلي (الجبان؟) وهو يهرب من قبضة عهد الصغيرة وعلى وجهه ابتسامة متسامحة. هذه القبضة هي التي "أعادت للأمة هيبتها!" والله؟ كنت أظن أن نضال حزب الله بالكاد يمكن أن ينقذ الأمل في قلوبنا بالقدرة على المقاومة والصمود ولو قليلاً. أما أن الصغيرة عهد هي التي ردت للأمة هيبيتها فنظن أن هذا كلام يصب في خانة الجعجعة "الفنية" . بالطبع ليس هذا من الفن في شيء.
لا بد من استدعاء ولهم رايش لكي يقول بصوته الواضح ان الفن الذي يقول "عاشت الثورة" بطريقة فجة وسخيفة يخدم العدو المحتل من حيث يتوهم أنه يقاومه. عموماً ليس الفن الذي قصده رايش بهذا المستوى من الهبوط ، كان يتحدث عن الخطابة الغبية، أما هنا فنحن في مواجهة فن يقدم دعاية للجندي الصهيوني الأسمر الطيوب والمتسامح، مع أنه يحاول أن يمجد الصبية الفلسطينية الشقراء ذات العيون الزرقاء.
لكن ماذا يهمنا من قواعد الجمال، أو قواعد نشر الوعي الثوري عندما تتصدى شركة اتصالات، وهي ممثل لشكل سيء جداً من شرائح الرأسمال، لمهمة نشر الفن "الثوري" مهدية أغنيتها العظيمة للمناضلة عهد.
كأني ب "زين" تروج لنفسها أكثر مما تروج لعهد، فقط أصبحت عهد شخصية مشهورة يتمسح بها محامي حسني مبارك والفنان فلان، والشاعر علان....الخ
إنه موسم للتسوق والتسويق يتقنع بقناع شفاف من الثورية التي لا تنطلي على أحد.
بالطبع يربح التجار جميعاً في هذا "البازار" وتخسر فلسطين وقضيتها والعرب جميعاً. لم نعد قادرين على تحديد المآل الذي ستصل إليه الطفلة نفسها، فلا بد أن الكثير من الحيثيات المرعبة تحيط بها، أهونها على الاطلاق ما يتصل بمعاناة الاعتقال.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران في مرمى المخابرات الأمريكية
- الجامعة الأردنية: سباق نحو القاع؟
- ضد معلمي الوكالة
- سلامة كيلة و -مناضلو الامبريالية الأشداء-
- في ذكرى القرار 2334
- عهد التميمي والدعاية للاحتلال
- استراتيجية ترامب الجديدة
- حماس، ترامب، والمهمات المستعصية
- فلسطين بين أعداء الشيعة وأعداء الديكتاتورية
- غضب أردوغان بسبب القدس
- فلسطين، ترامب ، ومحور المقاومة
- اليمن: تاريخ استثنائي/واقع استثنائي
- اليهود الكنعانيون واليهود الأوروبيون
- أسطورة فلسطين التي تفيض عسلاً ولبنا
- في رام الله وعمان
- ديمقراطي ومش خايف
- بوتين/لافروف وفساد المنظمات غير الحكومية
- ميلاد مر أو -يلعن ابواسرائيل-
- حزب اللات في مواجهة السعودية
- أمريكا في زمن الجزية


المزيد.....




- إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية تت ...
- -هجوم- أوروبي مضاد في وجه أطماع ترامب التوسعية
- السجن 14 عامًا لجندي بريطاني سابق مُدان بالتجسس لصالح إيران ...
- كيف وقع حادث اصطدام الطائرة والمروحية في واشنطن؟ - بي بي سي ...
- حرب -لا رابح- فيها... أوروبا تتوحد سياسة ترامب الجمركية
- الاستخبارات الروسية: -الناتو- يستعد لحملة تشويه بزيلينسكي
- -حماس- تعلق على إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة
- رسميا.. جورجيا تسحب وفدها من الجمعية البرلمانية الأوروبية
- ملتقى سلطنة عمان للسياحة يدعو لتفعيل التأشيرة السياحية الخلي ...
- مبادرة المشري وتكالة.. هل تضع حدا لانقسام مجلس الدولة في ليب ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - تهافت الخطاب الفني والإعلامي