أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام نعمان - قرأت لك : الغزو الاميركي للعراق: كوارث وأرقام تتكلم............ ولا احد من العراقيين يتألم!!!!!!!!!















المزيد.....

قرأت لك : الغزو الاميركي للعراق: كوارث وأرقام تتكلم............ ولا احد من العراقيين يتألم!!!!!!!!!


عصام نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 416 - 2003 / 3 / 5 - 02:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قلها ومت

العرب مدمنون على الألم. لكأنما الحزن مهنتهم الدائمة. لكأنما كربلاء ماضيهم وحاضرهم. هل تراها تكون مستقبلهم ايضا؟
نكبة فلسطين ما زالت تتمدد من أمسنا الى يومنا، تستهلك زمن حاضرنا وتقترض من زمن مستقبلنا.
وفي زحمة الكوارث اليومية التي تسد أفق حياتنا من فلسطين الى الجزائر، تطل نكبة العراق الثانية بعد نحو عقد من نكبته الاولى.
فواجع وكوارث أثخنت بالجراح جسد الأمة وما من طبيب. وهل كانت الامة لتفقد صحة بدنها لولا انها، لأمراض ذاتية وأخرى وافدة، فقدت صحة عقلها؟
قيل فينا إننا نعيش ليومنا ولا نستشرف أبعاد غدنا. الحقيقة اننا نعيش في ماضينا ولا نعرف كيف نتدبر أمور حاضرنا. أوليست نكبة فلسطين المتجددة دليلا ساطعا على قصورنا وتقصيرنا؟ أوليست نكبة العراق الممتدة من أواخر القرن العشرين الى مطالع القرن الحادي والعشرين والتي يتهيأ أعداؤنا، على مرأى منا ومسمع، لتحويلها مأساة غدنا دليلا آخر نافرا؟
اذا كنا لا نبذل جهدا لندرك ما ينتظرنا من كوارث ومصائر بائسة، أفلا نقرأ ما اجتهد الآخرون وبعضهم صديق أو متعاطف في تجميعه وتدقيقه وتحليله وإبراز عواقبه المأساوية لنبني في ضوء ذلك كله على الشيء مقتضاه؟
بين يدي وثيقة للأمم المتحدة وضع <<مركز دراسات الوحدة العربية>> يده عليها وهو في سبيل نشرها في عدد آذار/ مارس من مجلته الملتزمة <<المستقبل العربي>>، إنها تقرير سري مترع بالوقائع والحقائق والاحصائيات والبيانات والدلالات والارقام التي تتكلم وتتألم في شأن الآثار التدميرية التي ستلحقها الحرب الاميركية بالعراق، وبصفة أساسية بالانسان العراقي.
أجل، إنها تقرير سري وضعه فريق من خبراء واختصاصيي الامم المتحدة ليطلع عليه كبار المسؤولين في المنظمة الدولية الذين يحددهم أمينها العام.
أهم ما تؤسس عليه هذه الوثيقة خطأ الافتراضات التي تتوقع ان تماثل الحرب المرتقبة في آثارها حرب الخليج العام 1991، ذلك انها تغفل أمرين: أولهما ان الضربات التي ستوجهها آلة الحرب الاميركية الى العراق، إنسانا وعمرانا، ستكون أعنف وأوسع نطاقا مما كانت عليه هجمات العام المذكور آنفا. وثانيهما ان الآثار المرتقبة ستُضاف الى الآثار المدمرة الرهيبة التي ألحقها نظام العقوبات على مدى 12 عاما متصلة بقدرات العراق البشرية والمادية وموارده النفطية وبنيته التحتية وإنجازاته العلمية.
  
لعل الاسلوب الافضل في تلخيص مفاصل هذه الدراسة الوثيقة هو في اعتماد تسلسل بنودها للإحاطة بالآثار المأساوية للحرب الاميركية المرتقبة، مع الاشارة الى البنود التي جرى تحظير نشرها لما تنطوي عليه من خطورة:
1 خلافا لحرب العام 1991، فإن الحرب المرتقبة لن تقتصر على القذف الجوي ضد البنى التحتية والمدن والبلدات فحسب بل ستنطوي ايضا على هجوم بري واسع النطاق، الامر الذي سيجعل أعمال الاغاثة، من الناحية اللوجستية، أمرا بالغ الصعوبة.
2 في حرب العام 1991 كان لدى غالبية السكان من المال السائل والموجودات المادية ما مكنهم من التعامل مع الازمة. أما في الوقت الحاضر فقد استنفدت غالبية السكان، بسبب نظام العقوبات المفروضة منذ 12 عاما، أموالهم السائلة وباعوا معظم موجوداتهم.
3 لا سبيل الى مقارنة الوضع في أفغانستان في أعقاب التدخل العسكري الاميركي في العام 2001 مع الوضع الذي سيواجهه العراق في سيناريو ما بعد الحرب. ان وجه الشبه الوحيد هو التماثل في عدد السكان (26 مليونا لكل منهما). أما في ما عدا ذلك فإن السكان الافغان ريفيون في معظمهم ويعوّلون على أنفسهم لعدم وجود <<جهاز دولة>> شامل في بلادهم، في حين ان سكان العراق اكتسبوا الطابع الحضري ولديهم دولة توفر الاحتياجات الاساسية لهم، الامر الذي جعلهم أكثر تعويلا على الدولة لتلبية حاجاتهم الاساسية.
4 الشعب العراقي أكثر تقدما في احتياجاته من شعب أفغانستان، وهو معتاد على مستوى معقول من الخدمات التي توفرها الحكومة. وفي ضوء التدهور المنتظر في البنية التحتية، لا سيما في قطاع الكهرباء، فإن كثيرا من الخدمات لن يكون متاحا في أعقاب الحرب.
5 سينجم عن الحرب المرتقبة: تدمير محطات التوليد الكهربائية وشبكات النقل والتوزيع وبالتالي تدهور مترافق معها في قطاعات المياه والنظافة والصحة، ومحاصرة ميناء <<أم قصر>> على الخليج وتدميره وبالتالي تعطيل دوره في تأمين أنشطة الاغاثة الانسانية، وتدمير شبكة السكك الحديدية نتيجة لتدمير الجسور وشبكات الاسلاك وخطوط القضبان، وتدمير معظم الجسور وتعطيل حركة الناس والبضائع، وإلحاق الاضرار بمخزونات الحكومة من جميع السلع، وتوقف إنتاج النفط الخام وتصديره، وكذلك إنتاج المشتقات البترولية لأغراض الاستهلاك المحلي.
(البنود 6، 8، 7، 9 ، 10 محظورة وغير منشورة).
11 ان 60 في المئة من السكان أي نحو 16 مليون نسمة يعتمدون على الحكومة في تأمين <<سلة الطعام>> الشهرية. وهم يلجأون عادة الى بيع جزء من محتوياتها لتوفير متطلبات اخرى.
12 ستكون هناك حاجة فورية لإقامة مصدر بديل لإمداد المواد التي تتوافر في <<سلة الطعام>> لقرابة 3,7 ملايين نسمة هم كامل سكان محافظات الشمال الثلاث، وذلك مع بدء العمليات الحربية بسبب قطع الاتصال بشبكة تسليم المواد الغذائية.
13 سيكون لانقطاع الكهرباء عواقب وخيمة على مستوى المساكن وتوفير الخدمات الانسانية في جميع أنحاء محافظات الشمال.
14 سيكون ضروريا إقامة خط لإمدادات الوقود لتلبية حاجات محافظات الشمال بسبب عدم وجود قدرة تخزين لديها لمواد البنزين ووقود الديزل والكاز وغاز الطبخ الخ.
15 في مناطق العراق الاخرى، وبنوع خاص في المنطقة الوسطى وبغداد، من المحتمل ان تصاب البنية التحتية إنتاج النفط، النقل، المستودعات، السكك الحديدية، الطرق والجسور، إنتاج الكهرباء بأضرار بالغة، الامر الذي سيؤدي الى عدم توافر المياه الصالحة للشرب.
16 اذا اندفع الهجوم العسكري في وقت واحد من الجنوب والشمال فإن محافظات البصرة، ميسان، ذي قار، النجف، كربلاء، والقادسية في الجنوب، ونينوى في الشمال ستتأثر على الفور ويتوقف فيها توزيع السلع وتوفير الخدمات.
17 ان السكان الذين سيكونون بحاجة الى تدخل إنساني سيربو تعدادهم على 5,4 ملايين نسمة في الجنوب، يضاف اليهم مليونان يكونون قد تشردوا داخليا، ولاجئون يقدر عددهم ب900 ألف وجهتهم إيران، و50 ألفا وجهتهم السعودية من بغداد والمحافظات الوسطى. وسيكون العدد الاجمالي للمحتاجين الى إغاثة نحو 7,4 ملايين نسمة.
20 ان معظم احتياطي الطعام المنزلي لن يدوم أكثر من شهرين اذا ما انقطع التوزيع.
21 يوجد نحو 43 ألف وكيل للطعام والدقيق، ويقوم هذا الجهاز بكفاية عالية بمهمة التوزيع الشهري للطعام، الامر الذي يستوجب عدم استهدافه لئلا يتأثر نظام التوزيع في جميع أنحاء البلاد.
22 هناك مخزونات لنحو اربعة أشهر من الدوائيات الاساسية والامدادات الطبية في البلد. لكن هذه المخزونات لن تكون كافية بعد اندلاع الحرب، وازدياد الاصابات، وغياب مياه الشرب، وتلوث الهواء.
23 بعد اندلاع الحرب سيحتاج نحو 500 ألف شخص الى علاج من درجة أو اخرى نتيجة إصابات مباشرة أو غير مباشرة.
24 سيربو عدد الاطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والنساء المرضعات والمشردين داخليا والمتضررين بسبب الغياب المرجح لنظام الرعاية الصحية الاولية نتيجة اندلاع الحرب على 5,2 ملايين نسمة، بينهم 1,23 مليون في المحافظات الجنوبية.
25 ستتفشى الامراض بصورة واسعة النطاق، لا سيما أمراض الكوليرا والديزنتاريا.
26 ان مطلب الامدادات الصحية سيتنوع مع الوقت، وستستمر الحاجة الى الأدوية في الامد القصير والمتوسط بسبب أوضاع البيئة العامة والبدائل المحددة المتاحة للسكان.
27 تقدر منظمة رعاية الطفولة (يونيسيف) ان أوضاع التغذية لنحو 3,03 ملايين نسمة في شتى أنحاء البلاد ستصبح كئيبة وتتطلب برامج تغذية طبية. ومن بين هؤلاء نحو 2,03 مليون من الاطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد.
28 سيؤدي انقطاع الطاقة الكهربائية الى عدم توافر مياه الشرب. وتقدر منظمة اليونيسيف ان نحو 39 في المئة من السكان سيحتاجون لان توفّر لهم مياه صالحة للشرب.
29 يقتضي توفير مياه نقية في محافظات الجنوب لنحو 4,07 ملايين نسمة، وهو أمر صعب بسبب محدودية توافر الكيمائيات المطلوبة لمعالجة المياه.
30 تخشى منظمة اليونيسيف اًنه بسبب انقطاع الطاقة الكهربائية وتعطيل شبكات الصرف الصحي فإن نحو 5 ملايين نسمة سيحتاجون الى مساعدة في شأن منشآت الصحة العامة.
31 سيزداد اعتماد السكان، بسبب تعطيل شبكات الكهرباء، على مساعدة خارجية في نطاق الرعاية الصحية مدة طويلة.
32 سيتم تشريد قسم من السكان بسبب الحرب، وسيتعذر على أبناء المناطق الريفية العثور على ملجأ أو سكن مؤقت.
33 في ظروف الحرب، سيكون 25 في المئة من السكان في حاجة الى شكل من أشكال المساعدة، كما ان نحو مليوني نسمة سيحتاجون الى مساعدة للعثور على مأوى.
34 ينبغي توقع ان يكون بين المشردين أعداد كبيرة من <<الصغار بلا مرافقين>> ومن <<الاسر التي تترأسها اناث>>.
35 يقدر ان يكون عدد اللاجئين لا أقل من 900 ألف لاجئ، بينهم 100 ألف بحاجة الى مساعدة فورية.
36 ان عدد اللاجئين في الوقت الحاضر يقارب 130 ألفا وسوف ينضمون الى الذين سيشردون بسبب الحرب، الامر الذي سيجعل المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة عاجزة عن توفير الدعم المطلوب.
37 ان غياب برنامج عمل في شأن الالغام في مناطق الوسط والجنوب سيفاقم الصعوبات التي يعاني منها السكان الحضر بسبب الاصابات.
38 ستحدث إصابات كثيرة بين المشردين واللاجئين بسبب المناطق المزروعة بحقول ألغام حاجزة على طول الحدود مع البلدان المجاورة للعراق وعلى الخط الفاصل مع المحافظات الثلاث الشمالية الواقعة تحت سيطرة سلطات كردية محلية.
39 من المرجح ان تتطلب التدخلات الانسانية الفورية:
أ إقامة جسور ومعالجة مواد وتوفير نقل.
ب طعام وضروريات لنحو 5,4 ملايين نسمة.
ج إمدادات صحية لعلاج إصابات لقرابة 100 ألف شخص.
د إمدادات صحية لعلاج المستهدفين بدرجة عالية لعدد يصل الى مليون و230 ألف نسمة.
ه إمدادات صحية لتوفير احتياجات متواصلة ل5,4 ملايين نسمة.
و إمدادات غذائية ل540 ألفا.
ز تجهيزات لمعالجة المياه ل5,4 ملايين نسمة.
ح كيمائيات ومواد استهلاكية ل5,4 ملايين نسمة.
ط مواد وكيميائيات للصحة العامة.
ي قائمة كاملة من الخدمات لمليوني شخص شُردوا داخليا، بعضهم قد يتحولون لاجئين. والعدد الذي يمكن ان تشمله هذه الفئة في النهاية لا يمكن تقديره بأي درجة من اليقين.
ك تسهيلات ل900 الف لاجئ عراقي في البلدان المجاورة.
ل نشاطات لأعمال مكافحة الالغام (إزالة الالغام، إزالة الذخائر المدفعية غير المنفجرة UXO، والوعي بالالغام).
40 إضافة الى المتطلبات المشار اليها آنفا، من المرجح ان تكون التدخلات الانسانية مطلوبة لفترة أطول بالتأكيد من سنة واحدة، ويمكن ان تتضمن:
أ مزيدا من أعمال إقامة الجسور، معالجة المواد، والنقل.
ب قدرة الطحن والعلاج باليود.
ج الطعام والضروريات من أجل ما لا يقل عن 23 مليون نسمة.
د إمدادات صحية لعلاج الاصابات لقرابة نصف مليون شخص.
ه إمدادات صحية لعلاج عدد يصل الى 23 مليون نسمة.
و مواد تغذية لثلاثة ملايين و30 الف نسمة.
ز تجهيزات لمعالجة المياه من أجل 18 مليونا و240 الف نسمة.
ح كيميائيات ومواد استهلاكية من أجل 18 مليونا و240 الف نسمة.
ط مواد وكيميائيات للصحة العامة.
ي قائمة كاملة من الخدمات لمليونين من الاشخاص الذين شردوا داخليا، بعضهم يمكن ان يحولوا الى لاجئين.
ك ملاجئ طارئة من أجل 3,6 ملايين نسمة.
ل تسهيلات للمّ شمل العائلات من أجل الصغار بلا مرافقين.
م تسهيلات من أجل 1,4 مليون لاجئ عراقي، 900 الف يدخلون البلدان المجاورة و500 الف يبقون على طول الحدود إنما داخل العراق.
وتتحدث سائر البنود من 41 الى 65 عن موضوعات استرداد العراق عافيته الاقتصادية الاجتماعية، وحماية الديون، وحرية الامم المتحدة في الوصول الى مصادر البرامج، والعلاقات مع العسكريين ودورهم، علما ان البنود 43 و44 و45 و46 و47 و51 و52 بقيت محظورة وغير منشورة بطلب من الأمم المتحدة.

في ضوء هذه الوقائع والحقائق والاحصائيات والبيانات والارقام نبدي الملاحظات الآتية:
› تبدو نكبة العراق، اذا ما وقعت الحرب، ضخمة وعاتية بكل المقاييس. وهي لن تقتصر على كل ما أوردته وثيقة الامم المتحدة من كوارث وخسائر وإصابات فحسب، بل قد تؤدي ايضا الى تفكيك وحدة العراق وتمزيقه وبقاء الاحتلال الاميركي في ربوعه مدة طويلة.
› إن نكبة العراق الثانية لا سمح الله إن هي الا امتداد لنكبته الاولى في العام 1991 التي أورثت حصارا وعقوبات مفروضة عليه. ولا سبيل الى تقدير حجم النكبة الاولى التي ما زالت مستمرة والثانية المحتملة الا بالعودة الى ما كُتب عن النكبة الاولى وأبرزه كتابان بالانكليزية من تأليف الكاتب البريطاني جيف سيمونز، الاول (1998) بعنوان <<التنكيل بالعراق: العقوبات والقانون والعدالة>>، والثاني (2002) بعنوان <<استهداف العراق: العقوبات والغارات في السياسة الاميركية>>. وكلا الكتابين نشرهما <<مركز دراسات الوحدة العربية>>. ومن بين الحقائق المخيفة اللافتة التي تضمنها كتاب سيمونز الثاني <<ان التحالف المكون أساسا من قوات أميركية أسقط على العراق (خلال حرب 1991) ما يعادل سبع قنابل ذرية من نوع القنبلة التي أسقطت على هيروشيما في صورة ذخيرة اليورانيوم المنضب والقنابل العنقودية...>>، كما تضمن الكتاب ذاته إحصائية اخرى مخيفة هي <<أن الرقم الاجمالي للوفيات وهو مليون و614 الفا و303 يتضمن 667 الفا و773 من الاطفال دون الخامسة ماتوا نتيجة للعقوبات>>. أين <<هولوكوست>> اليهود على أيدي الالمان النازيين من هذا الهولوكوست على أيدي الاميركيين العنصريين؟
› ان نكبة العراق الاولى والثانية المحتملة ستفيضان بالضرورة على الدول المجاورة: تركيا وايران وسوريا والكويت والسعودية والاردن، وسيكون لذلك آثار مدمرة على اقتصاداتها وأوضاعها الاجتماعية نتيجة انقطاع امدادات النفط وارتفاع أسعاره، وتعطيل حركة التجارة وتجميد اتفاقات مناطق التجارة الحرة، وتدفق اللاجئين... الخ.
› ما زال العراق ملزما بموجب قرار مجلس الأمن تاريخ 20/5/1991 بدفع تعويضات الى المتضررين جراء اجتياحه الكويت. وقد أنشئت لهذه الغاية لجنة اسمها <<لجنة الامم المتحدة للتعويضات>> تقوم باقتطاع ثلث الواردات العراقية من إنتاج النفط لتعويض المتضررين. وقد بلغت قيمة القضايا المرفوعة امام هذه اللجنة، 2,6 مليون قضية تنطوي على مطالبات تربو قيمتها على 320 مليارا/ بليونا دولار تضاف اليها الفوائد.
› لم تتضمن ميزانية الولايات المتحدة للعام 2003 أي اعتمادات لتغطية نفقات حربها المرتقبة على العراق، الامر الذي حمل المراقبين على القول ان واشنطن ستقوم بتغطية تكلفة الحرب من واردات النفط العراقي. أما قيمة هذه التكلفة فهي بين 100 الى 200 مليار/ بليون دولار حسب تقديرات البيت الابيض و778 مليارا/ بليونا حسب دراسة البروفسور وليم نورداوس من جامعة ييل التي نشرتها <<لجنة دراسات الامن الدولي>> التابعة للاكاديمية الاميركية للفنون والعلوم. ويقول نورداوس ان الحرب المرتقبة على العراق ستؤدي الى خسائر هائلة ناجمة عن ارتفاع تكلفة إمدادات النفط، وانخفاض إنتاج الاقتصاد الاميركي، وقد تصل حصيلتها الى 778 مليار/ بليون دولار في الفترة الممتدة من العام 2003 الى العام 2012، من ضمنها 175 مليار/ بليون دولار في العام الاول. وشكك نورداوس في إمكانية وفاء أميركا بالتزامات ما بعد الحرب، مذكرا بأن واشنطن أنفقت 13 مليار/ بليون دولار على المجهود الحربي منذ أحداث 11 ايلول/ سبتمبر 2001، بينما لم يتجاوز ما أنفقته على المساعدات والخدمات في أفغانستان 10 ملايين دولار فقط لا غير.
ترى، كم ستبلغ قيمة الخسائر البشرية والمادية التي ستدفعها أميركا جراء ولادة أجيال من الارهابيين وأنواع من العمليات الارهابية نتيجة الحروب التي تشنها على الشعوب الفقيرة والمظلومة والمجروحة في كرامتها؟

 المصدر:جريدة (السفير)... هل يبقى مكان لألم جديد؟
غزو العراق: كوارث وأرقام تتكلم وتتألم
عصام نعمان

 



#عصام_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- علاء مبارك يهاجم قياديا في حماس بسبب تصريحه عن مصر: -خلي عند ...
- المبادرة المصرية تنتقد خطة وزارة التعليم لسد عجز المعلمين وت ...
- استقالة رئيسة جامعة كولومبيا بعد احتجاجات الطلاب على حرب غزة ...
- عيد انتقال العذراء: لماذا تكرّم الأديان السيدة مريم؟
- التقدم الأوكراني في الأراضي الروسية يقوض صورة بوتين كـ -رجل ...
- اللبنانيون -يترقبون بحذر- والوسطاء يسعون تجنب اندلاع حرب شام ...
- البيت الأبيض: محادثات وقف إطلاق النار في غزة أحرزت تقدما ملح ...
- منظومات -اسكندر- الروسية تدمر راجمات الصواريخ -هيمارس- في مق ...
- روسيا تدعم الجيش بعربات برمائية جديدة
- بري لسيجورنيه : لبنان ملتزم بقواعد الاشتباك وحقه في الدفاع ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام نعمان - قرأت لك : الغزو الاميركي للعراق: كوارث وأرقام تتكلم............ ولا احد من العراقيين يتألم!!!!!!!!!