|
هل نعيش حقا أزهي العصور( مابين التهويل والتهوين )
مدحت ميلاد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 06:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(الأقباط يعيشون أزهي عصورهم ) عبارة قالها قداسة البابا تاوضروس الثاني وحدث لغط كثيرا حولها وتعجب الكثيرين من الأقباط مع الكم الهائل من الحوادث والإعتداءات المستمرة علي الأقباط بدون أدني رادع من الدولة أو أن يتم القصاص من الأرهابين الذين يرفض الأزهر تكفيرهم ويعتبرهم أهل قبلة بل عصر ذادت فيه فتاوي التحريض والكراهية واهانة الديانة المسيحية وتأذي الكثيرين من الأقباط تصل لدرجة أنهم فقدوا الثقة في إصلاح الأنفس ومحاولة أن يجعلوا من الذئب حملا محاولات فاشلة بل أعطي الضوء الأخضر للذئب أن يمارس هوايته في التلذذ بدماء الأقباط من حادثة لأخري يترقب الأقباط .....فلم تعد الرسالة مجرد معايدة من الأرهابين علي أقباط مصر في أعيادهم بل يتوقع أكثر المتفائلين أن مابين الحادثة والأخري ماهي إلا شهور قليلة ناهيك عن الحوادث الفردية من قتل تاجر أو دكتور أو مواطن قبطي وتحاول جهات معنية في الدولة الي إفساد أدلة الإدانة تصل الي حد التواطئ ويظن الكثير أننا في طريق تقويض سلطات الدولة لتأخذ منحي أخر من شبهة دولة أو أننا قد تحكمنا عصابات مرتزقة غرضها قهر وإزلال أقباط مصر ومن إرهاب الي أخر لايستطيع خلالها المسيحي أن يتنفس الصعداء أو حتي يشعر أنه مواطن مثله مثل أخيه المسلم في وطن أشبه بكيان هش لايحمي حقوق الأقلية ليتعجب القاصي والداني أنه رغم كل تلك الأحداث يخرج علينا قداسة البابا بتلك التصريحات التي تستفذ مشاعر الأقباط وتجعلهم يضربون كف علي كف ويتسائلون بعضهم البعض أين هي تلك العصورالزاهية ؟! هل لايري قداسة البابا مايحدث أو يعيش هو في دولة غير الدولة التي يعيش فيها رعيته بل ويشعرون أن قيادتهم الدينية إما لاتعبئ بما يحدث لهم أو ان الرعاة رعوا أنفسهم وتركوا الغنم فريسة لأكليهم !!!! بل ويزداد الأحتقان أكثرمع كل تصريح لقداسة البابا وأخرهم أن المسيحيين يعيشون في حماية أثنين الله في السماء وأخوتهم المسلمين علي الأرض وحينها يتذكر الجميع أنه حينما أتي قيصر روسيا لفرض حماية علي أقباط مصر لم يشرك الأقباط أحدا في حماية الله لهم بل قال البابا بطرس الجاولي حينها لرسول قيصر روسيا (هل قيصرك هذا يموت أم لا؟!!) فكان رده أنه سيموت فرد عليه البابا بطرس الجاولي أن الأقباط في حماية الله الذي لايموت ......مما يجعلنا نتسائل أكثرإن كنا نطلب حماية بشرية بجانب حماية الله لنا ألايحق لنا أيضا أن نختار نوع الحماية ؟! إن كانت من إخواننا المسلمين أو حماية خارجية !!لننظرمن هوالأقوي ومن بيده زمام الأمور مما يجعلنا نثق أننا في ظل حماية قوية ؟!!فهذا تصريحا ليس في محله إنما يرسخ للدونية في التعامل وكأن الأقباط دائما في حماية من أحد ليعظم الكثيرين من الحدث فرغم فداحة التصريح ألايجب علينا إعمال العقل قليلا ألانتريث في حكمنا علي الأمور ولكن أقول لكل من يري تلك التصريحات تقليلا من شأن الأقباط أنت محق ولابد أن تظل تدافع عن قضيتك القبطية ونحن جميعنا معك لإظهار حقائق الأمور ولكن لانتجني أكثر علي القيادة الدينية ألا نفكر قليلا أن لمثل تلك الكلمات التي نراها ضعف وتقليل من حجم المهانة التي نتعرض لها ألا ننظر الي نصف الكوب الممتلئ ألانعتبر من حادث كنيسة حلوان ألا نفكر قليلا أن تلك الكلمات التي نراها كلمات معيبة هي التي جعلت شخصا مثل صلاح الموجي الرجل المسلم أن يهب لنجدة أخوته الأقباط ويمسك بالأرهابي ...فالدور هنا هودور الشعب وليست القيادة السياسية أو الجهات المنوط بها حماية المواطنين فقد سئمنا الحل الأمني الذي نضع أملا فيه وقد يصيبنا بخيبة أمل لأنهم قد يكونوا ضلعين في جزء من الكارثة أو الكارثة كلها ودعونا أيضا أن نتذكر كلمات قداسة البابا تاوضروس عندما رفض المادة 219 والمادة 220 من الدستور المصري ووصفها بالكارثية أم أن لنا ذاكرة السمكة ألا يحسب هذا لصالحه ولكني لست معه في تلك التصريحات ولكني أخذ منها الجانب الإيجابي والذي تظهره الأحداث ولست ضد الأراء التي تري أنه يضيع حقوق الأقباط بتلك التصريحات ولكن ليظل كل طرف فيما يراه مناسبا ولستضد أن تعلوا الأصوات كاشفة كل صغيرة وكبيرة من إنتهاكات لحقوق الأقباط بل لو نستطيع أن نسمع العالم كله بقضيتنا فلنفعل لأننا بذلن نجعل رمانة للميزان بدلا من أن يسير في إتجاه واحد لنتحول جميعنا لعبيد تدمن الذل والانسياق بل ما لا ندركه كله لانتركه كل وأيضا لانهول ولانزايد كثيرا من تصريحات البابا بل نستمر في عرض المشاكل التي تحدث بكل ما أوتينا من قوة بل أننا نشعر أننا فعلا في أزهي العصور من جميع النواحي ..نعم أننا نعيش الأن أزهي العصور وأكررها لاأنكرها فهناك من يعيش أزهي عصور الأستشهاد وما سمعناها وحفظناه عن ظهر قلب من سكنسار الكنيسة وتعذيب وقتل وسفك لدماء المسيحيين في أشد عصور دقليديانوس ونيرون ها نحن نعاصره ونراه بأعيننا فهنيئا لنا أكاليل الشهادة ...ويأتي نتيجة لذلك أن هناك تغييرا يطرأ علي ثقافة إخواننا المسلمين من التشدد والكراهية الي إعمال العقل ونلمس كل يوم تغيير تلك الثقافة وإن كنا نسير بخطي السلحفاء ولكن لانستطيع إنكار ذلك أن هناك قاعدة ليست بقليلة وبحس الإنسانية ترفض تلك الأنتهاكات المستمرة والأعتداءات المستمر لتتجلي في حدث كنيسة حلوان من مواطن مسلم بسيط يضع نفسه في فوهة المدفع ليمسك بالارهابي ومواطن بسيط أخر يعتلي منبر المسجد لينادي بأعلي صوته ليحفز المسلمين في الدفاع عن إخواتهم المسيحيين ضد الإرهاب الأسود أليس كل هذا مكتسبات علي أرض الواقع بل والثقافة تتغير من مجرد شجب وإدانة الي دفاع بأرواحهم ...فحقا نحن نعيش أزهي العصور وليراها كل بمنظوره لتلك العبارة فبرغم كم الضباب الهائل والغيوم السوداء المتلاحقة لابد أن نتمسك ببصيص الأمل ونثق دائما أن يد الله في الأحداث وإن كانت هناك تصريحات مؤلمة فلابد أن يستخدمها الله من أجل أحباؤه ولصالحهم زززوهذه ليس دعوة للتكاسل أوالتراجع عن مجهودات من تأخذهم الحمية لكل من يريد عرض قضيتنا القبطية بل أشد علي أزره وأسانده وأدعمه فهذا صوت لنا والأخر أيضا ليس علينا فمرحبا بمصر التي نعرفها اللحمة الواحدة بين عنصري الأمة والمعدن الحقيق للمصريين لاعن طريق تقبيل اللحي وبيت عائلة لاتوجد به عائلة أصلا أوقانون كراهية مقنع بمسمي مكافحة الأرهاب أو دعوة من شيوخ فتن ترتدي قناع التسامح بل ليكن رهاننا علي المواطن المسلم البسيط شركاؤنا في الوطن ززوما أكثرها تلك القاعدة العريضة والشريحة التي تدافع عن كل ماهو إنساني بالفطر لنبتعد عن من يريدون المناصب ونتعايش سويا مع بعضنا البعض فهؤلاء المواطنين الذين يعيشون حياة كادحة هم الأقرب الي الشعور بمشاعر تشبه حياتهم من أخوتهم المسيحييين ليكونوا هم نواة التغيير فلانطالب بتجديد خطاب ديني أو غيره من أية جهة دينية ففاقد الشئ لايعطيه بل أطلب وأتعايش مع من هم في نفس ظروفنا ومن طحنتهم ظروف المعيش المرة فهم أقدر الناس علي تفهم طبيعة الأحداث والأنتهاكات التي تحدث للأقباط بصفة مستمرة ....فهنيئا لكم يا أقباط مصر بأزهي العصور...فمن يكره ثقافة بربرية وأسلوب همجي في طريقه للتغير ولو ببطءوأكاليل شهادة للمستعدين ...نعم نحن نعيش أزهي العصور
#مدحت_ميلاد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إما أن تحموا الكنائس أو تتركوها ومصيرها لرب الكنائس
-
مصر التي لانعرفها ........ياغولة عينك حمرا ...........ودي مش
...
-
الله لايريد أساقفة ولارهبانا ولاكهنة في الملكوت
-
دستور يا أسيادنا .ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم واللي حضر العف
...
-
أحترس توجد نقطة تفتيش علي بعد أمتار قليلة أمام باب الكنيسة ف
...
-
مابين المطرقة والسندان (مجدي خليل _ما بين التدخل الخارجي أو
...
-
اللهم إشفي مرضي المسيحيين
-
لقد تعرت مصر وإنكشفت عورتها
-
عاملوهم كما تعاملون الأرهابين
-
مصر لن تقسم ولكنها تباع في مزاد علني :ألا أونا ألا تريه ألا
...
-
عندما تصبح المدارس داعشية فعفوا القانون هنا هو إجتياز إختبار
...
-
بزيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية سقطت ورقة التوت
-
الطيب والشرس والقبيح ...في قصف قلم الابداع وتحجر الفكر
-
الفرق بين صفر المونديال وصفر التعصب (عندما ننهي من قاموسنا (
...
-
مصر أنها حقا رمانة الميزان
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|