أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - هل أصدق المغاربة وأكذب قبلة المسلمين!













المزيد.....

هل أصدق المغاربة وأكذب قبلة المسلمين!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 23:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حكى الأستاذ محمد المسيح قائلا:
كان حلم أمي أن تلج المدرسة، لكن فترة الأربعينيات، لم يكن يسمح للفتيات بذلك، فقد كانت المتعلمة تنعث بأوسخ الأوصاف، خاصة في وسط الطبقات الفقيرة، المدرسة مكان للرجال، العلم صفة مرتبطة بالذكورة، أما الأنثى العفيفة فيجب عليها أن تلازم بيتها حتى يمن الله عليها بمن يسترها إلى آخر العمر... وهذا المبدأ لم يكن يسري على الطبقات الميسورة، فقد كانت بناتهم يستفدن من تعليم مشروط، إما عن طريق شيخ كفيف، أو بواسطة أحد أفراد الأسرة المتعلمين، إذ كانت أزمة الثقة مستشرية وقتها...
لكن أمي، يقول المسيح، رغم ما قد يلحقها من عار، لم تكن تبالي، فعزمت على تحدي أعراف القبيلة، كان سقف غايتها من التعلم هو ما يسمح لها بقراءة كتاب الله دون حاجة إلى وسيط قارئ... لكن ما السبيل إلى ذلك؟ ووالدتها، جدة المسيح، لم تكن مستعدة لتحمل عواقب نزوة ابنتها، كانت ترفض طلبها على نحو يحد النقاش!
اختارت طرقا ملتوية، توسلت إحدى الجارات أن ترافقها إلى إدارة المدرسة، امتثلت لها الجارة، كذبت على المديرة، قالت إنها يتيمة الأبوين، نجحت في الإقناع، استفادت من يومين دراسيين قبل أن تلاحظ الجدة غيابها عن البيت، اكتشفت أمرها، عنفتها أشد تعنيف، ثم اعتقلتها داخل البيت!
لم تحضى الثائرة بأية فرصة أخرى لفرض تواجدها في صفوف القسم، لكن بقي الحلم عالقا بذهنها، تزوجت وأنجبت دون أن تفارق الحلم... إلى أن قيض لها ذات عام أن تؤدي مناسك الحج، وهناك... جلبت معها مصحفا، فتذكت حماستها للعلم، تسجلت هذه المرة في قسم لمحاربة الأمية، واستطاعت فعلا أن تحقق نجاحا سريعا في التهجي منذ الأشهر الأولى، ولم تكن تفارق مصحف السعودية...
وقد حدث ذات يوم أن تهجت على معلمتها الآية 19 من سورة الزخرف:
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا
لكن المعلمة اعتقدتها قد أخطأت التهجي، فقالت مصححة:
- عند الرحمان وليس عباد الرحمان!
لكن ثائرتنا أردفت بعناد:
- لكنها مكتوبة عباد، أنظري!
نظرت الأستاذة إلى ما أشار إليه أصبعها، ثم أغلقت المصحف لتنظر إلى الغلاف:
- لكن هذه رواية حفص، أبعدي هذا المصحف ولا تحضريه مرة أخرى، إننا نقرأ رواية ورش هنا في المغرب!
كانت صدمة الأم قوية، فقد كانت تلك المرة الأولى التي تدرك فيها وجود اختلافات في المصاحف، وهي التي طالما اعتقدت كلمات الله منزهة عن التحريف أو الخلاف، لكنها لم تستسلم، بل تشبثت بمصحفها صارخة:
- أبعده! إنه من السعودية، إنه من الأرض المقدسة مكة المكرمة، هل أصدق المغاربة وأكذب قبلة المسلمين!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وبالوالدين إحسانا!
- محاولات السلام من الجانب الإسرائيلي وعناد فلسطين!
- تاريخ فلسطين إلى حدود 48 من وجهة نظر حزب التحرير الفلسطيني
- منطق المسلمين في الدفاع عن فلسطين!
- التدين عبر الأزمان!
- ارتفاع حالات تعنيف الأساتذة بالمغرب!!
- لماذا بعض الدول غنية وأخرى فقيرة؟
- قبلة تتسبب في فصل تلميذة عن الدراسة!
- وزير حقوق الإنسان المغربي يسب المثليين!
- المسلم الحائر بين الخرافة والعلم!
- الثالوث المحرم!
- وجودي احتمال ضئيل!
- الدين والحياة!
- نساء يعاصرن الثورة الصناعية الرابعة!
- مقال لا فائدة منه!
- وهم الإله!
- الصورة... إنعكاس أم شبح!
- أخطاء فنية في القرآن!
- لا إله... والحياة مادة!
- أصل الكبث!


المزيد.....




- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- رغم القيود الإسرائيلية... آلاف المسيحيين يحيون طقوس سبت النو ...
- الحرب الصامتة على الوجود المسيحي في القدس
- لجنة شئون الكنائس في فلسطين: سبت النور يتحول لنموذج لانتهاك ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة على أحدث الأقمار الصناعية 2 ...
- دعوات لتعزيز التقارب السعودي الإيراني وترسيخ الوحدة الإسلامي ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات لمشاه ...
- تردد قناة طيور الجنة أطفال 2025 بجودة ممتازة على النايل سات ...
- مستني ايه فرحك أبنك حالًا مع أحدث تردد قناة طيور الجنة الجدي ...
- من قلب الدمار... المسيحيون الأرثوذكس يحيون الجمعة العظيمة في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - هل أصدق المغاربة وأكذب قبلة المسلمين!