أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - أين الورقة إذن؟















المزيد.....

أين الورقة إذن؟


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 415 - 2003 / 3 / 4 - 03:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


1.3.03

 

     أريئيل شارون يشبه لاعبي الثلاث ورقات الذين يعرضون قدراتهم على ارصفة الشوارع في المدن الأوروبية، فهم يفتحون أمامك ثلاث ورقات لعب، ثم يقلبونها ويقترحون عليك ان تتكهن مكان الورقة التي اخترتها. تكون متأكدا من مكان الورقة - ولكنك تخطئ دائما.

     كيف يفعل ذلك؟ الأمر غاية في البساطة: انه يتكلم بدون انقطاع لتمويهك لبرهة قصيرة - وفي هذه الأثناء يقوم بتغيير مكان الأوراق.

     لذا، يجب ألا نأبه أبدا لكلام شارون، فالهدف الوحيد من كلامه هو تمويهنا، يجب أن ننظر إلى يديه، وألا نلتفت إلى أي مكان آخر ولو لبرهة.

     لو عاش شارون في عهد فولتير، لاعتقدنا أن الفيلسوف الفرنسي كان يقصده عندما قال: "انهم يستخدمون الأفكار ليمنحون مصداقية لجورهم، ويستعملون الكلمات لإخفاء أفكارهم."

     لم يتغير ذلك منذ أن كتب دافيد بن غوريون، وهو أول من دفع مستقبل شارون المهني إلى الأمام، في يومياته قائلا بان شارون هو كاذب معروف. إلا أن كلمة "كاذب" لم تكن في مكانها، لان لاعب الثلاث ورقات على الأرصفة ليس بكاذب، فهو يستخدم الكلمات كأداة عمل، كما يستخدم الجندي قنبلة الدخان.

     لقد ثرثر شارون خلال ثلاثة أشهر حول رغبته في إقامة "حكومة وحدة وطنية"، يكون فيها حزب العمل بمثابة حجر الزاوية. وكان شارون يقول انه امر ضروري، لكي يتسنى له سلوك طريق السلام. لقد كان هذا الشعار في مركز حملته الانتخابية. العديد من الناس صوتوا إلى جانبه لكي تقوم حكومة برئاسته، يشكل حزب العمل فيها عنصرا أساسيا. (كثيرون آخرون صوتوا إلى جانب حزب شينوي الذي وعد هو أيضا بحكومة "علمانية" برئاسة شارون وحزب العمل.)

     لقد اصبح من الواضح ان كلام شارون لم يكن سوى ستار من الدخان، فقد ألف شارون في نهاية المطاف الحكومة التي كان ينوي إقامتها: حكومة يمينية متطرفة، حكومة تنفذ كل الأعمال التي تختبئ من وراء الكلمات. وكان يمكن أن يوافق، على الأغلب، على حبس حزب العمل داخل الحكومة، مكبل اليدين والرجلين، وليُستخدم كداعية إلى الاستقامة لدى عديمي الاستقامة.م كدايعة ان يشكل حت. متطرفة، حكومت تن

     علينا ان نثني على عمرام ميتسناع لعدم وقوعه في الفخ. حين حاول شارون تمويهه بواسطة ثرثرته حول السلام، طلب منه متسناع تقديم مستندات مكتوبة والتوقيع عليها، فقام شارون بقذفه إلى الخارج.

     لو تم الإعلان عن مناقصة  في إسرائيل لاقتراح اكثر العنصريين المعادين للفلسطينيين تطرفا لفاز بها أريئيل شارون وإفي إيتام وأفيغدور ليبرمان وطومي لبيد. ويا للصدفة! ها هم هؤلاء الأربعة يشاركهم أيضا بيني إيلون، وكأنه ذلك صدفة، هم أكبر أربعة شركاء في الحكومة الجديدة. (كان يمكن ان يشارك في هذه المناقصة أيضا بيني إيلون وبنيامين نتانياهو وإهود أولمرط وتساحي هنغبي وعوزي لنداو، وكلهم وزراء في الحكومة الجديدة.)

     لم تنته القصة عند تأليف الحكومة، فما هذه إلا بدايتها. وإثباتا على ذلك: ختم شارون خطابه في الكنيست والذي قدم فيه حكومته، باعتراف شخصي مؤثر: في السادسة والسبعين من عمره، لا يطمح إلى شيء سوا ان يقدم إلى شعبه الهدوء والسلام، وعندما يتحدث شارون عن السلام من المفضل النزول إلى الملاجئ.

     الآن، في وقت وضعت الأوراق مكشوفة مرة أخرى على الرصيف، ادرك المحللون في اسرائيل والعالم بأنهم قد اخفقوا مرة أخرى في تكهناتهم. هذه هي اكثر حكومة يمينية واكثر حكومة عنصرية واكثر حكومة متطرفة وأكثر حكومة قتالية في إسرائيل حتى الآن. لو قامت في أوروبا حكومة تضم جان ماري لا بين الفرنسي ويورغ هايدر النمساوي وجرينوفسكي الروسي وبورتاون الهولندي، لكانت تبدو لبرالية معتدلة مقارنة بهذه الحكومة. لان هؤلاء الأوروبيين يمكنهم التمويه فقط، وأما شارون وشركاه فينوون التنفيذ.

     هذه حكومة مستوطنين. وقد حصل ممثل المستوطنين إيفي إيتام على أهم وزارة بالنسبة للمستوطنين وهي وزارة الإسكان التي سوف تبني آلاف المنازل الجديدة في المستوطنات. ناهيك عن أن شارون لن يجمد المستوطنات، فسوف يزيد البناء فيها اكثر فأكثر.

     هناك من يدعي بان المستوطنين يشبهون "ذيل كلب يهتز"، وان قلة من الجمهور تفرض إرادتها على الحكومة. هذا خطأ فادح في النظر إلى الأمور، فان حكومة شارون ترى في المستوطنين طلائعيين ، والمستوطنات هي أهم سلاح في الحرب ضد الشعب الفلسطيني.

     هناك من يدعي أيضا بأنه ليس لشارون رؤيا مستقبلية. إن لديه بالتأكيد رؤيا كهذه. انه يريد فعلا الدخول إلى التاريخ كمن حقق تطلعات الأجيال. ولكنها ليست رؤيا السلام، الذي يثرثر عنها شارون صباح مساء. إنه لا يأبه للسلام أبدا وهو مجرد قشرة بصل بالنسبة له. انه يطمح إلى الهدف الذي يراه بمثابة أهم الأهداف: تجسيد الصهيونية كما يفهمها هو، وإقامة الدولة اليهودية في كافة مناطق أرض إسرائيل الموجودة غربي نهر الأردن على الأقل، من البحر إلى النهر. وإذا كان الأمر ممكنا، فليكن بدون العرب.

     عندما ندرك ان هذا هو الهدف، نرى بأن تركيبة حكومة شارون هي تركيبة معقولة للغاية. فقد تمت حياكته حسب المقاس تماما. شارون على رأس هذه الحكومة والجيش بين أيدي شاؤول موفاز، المقاتل الأشرس ضد العرب. الشرطة بين يدي تساحي هنغبي، وهو بلطجي بدأ حياته السياسية بمجزرة ضد طلاب عرب. بناء المنازل في المستوطنات بين يدي إيفي إيتام. الطرقات بين يدي المستوطن أفيغدور ليبرمان. والمالية التي عليها تمويل الحرب والمستوطنات بين يدي نتانياهو.

     لقد اقترح عمرام ميتسناع في أول خطاب له ان يتوقف شارون عن مقارنة نفسه بدي غول. منذ عشرات السنين يحاول شارون تشجيع المحللين  في البلاد والعالم ببث الأسطورة حول قرب اكتشاف الجنرال المتمرس في الحرب على أنه النسخة الإسرائيلية من الفرنسي الكبير، الذي سلم الجزائر كلها إلى "الإرهابيين" وأخرج المستوطنين الفرنسيين منها.

    شارون – دي غول؟ أتركوا الثرثرة، انظروا إلى اليدين.



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عليكم، كلوا الشوكولاطة
- رجل يواجه العالم بأسره
- حرب ذات رائحة لا صلة لهذه الحرب بالإرهاب
- السيدة السمينة لم تغن بعد
- نشيد الصداقة
- السوفييت الأعلى الخاص بليبرمان
- إنقلاب نداف
- حيوان غريب جدا
- كيف نساعد شارون
- الهدف: انقلاب!
- الثأر لطفل
- عزيزي عمرام ميتسناع
- كان لنابوت كرم
- لماذا انهارت حكومة شارون- فؤاد- بيرس؟ بسبب حبة زيتون صغيرة
- الحرب الان


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - أين الورقة إذن؟