طه رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 23:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سوف لن ينسى العالم الدور الذي لعبه العراقيون، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وخاصة عام 2017، الذي غادرنا قبل ايام، حيث استطاع ابناؤه من مختلف الشرائح والطوائف والقوميات، وبمساندة دولية، كسر شوكة اكبر تنظيم إرهابي في العالم إلا وهو "داعش" ومن لف لفه من قوى إرهابية وتكفيرية. وما زالت أمام العراقيين المهمة الاصعب!
لقد توالت الانتصارات في النصف الثاني من العام المنصرم لتشكل تلك الانتصارات افراحا شعبية قبل ان تكون حكومية، فكان تحرير الموصل وما تبعه من تحرير بقية أراضينا بمثابة " دوش بارد في صيف بغدادي" أثلج قلوب كل العراقيين بمختلف مشاربهم واعراقهم واديانهم!
انتصرنا على الإرهاب فاعتمرت القلوب بالفرح، واطلقنا براكينا من الرصاص في الهواء لترتوي الأرض، مجددا، بدماء الابرياء الذين سقطوا ببعض ذلك الرصاص الطائش. وخيرا فعلت الجهات المسؤولة بمنع إطلاق النار، وهذا القرار يحتاج إلى خطوة عملية بحصر السلاح بيد الدولة فعلا، ولا نقتصر على التصريحات والبيانات!
وتوج فوزنا في كرة القدم، بألعاب نارية رسمت الفرح نجوما في سماء العراق ثم جاء احتفال العراقيين الكبير باستقبال السنة الجديدة، فكانت هناك حفلات موسيقية مهيبة، إحداهما للفرقة السيمفونية العراقية وثانيهما للفنان نصير شمة برفقة فرقة كبيرة من الموسيقيين قادها المايسترو علي خصاف إلى تخوم سعادة غمرت قلوب كل الذين تابعوا تلك الحفلة.
أما ليلة عيد الميلاد في الشارع البغدادي، فقد بقي الناس في الشوارع والحدائق والمقاهي لساعة متأخرة من تلك الليلة. لقد خرج عيد الميلاد من جلبابه الديني ليلبس ثوبا عراقيا مزركشا من ألالوان المختلفة لاطياف الشعب العراقي. كل المكونات كانت هنا تعلن فرحها بالاخوة العميقة لأبناء الوطن الواحد.
الكل هنا يتأملون من العام الجديد فرحا جديدا بالانتصار في المعركة مع الفساد والفاسدين ! وبدون خوض غمار هذه المعركة بشكل جاد وبحشد عراقي - دولي فسوف يبقى العراق مكبلا بالازمات متراجعا عن اي ركب حضاري!
#طه_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟